بـ"أسلحة نووية إذا لزم الأمر"
أمريكا وكوريا الجنوبية تتعهدان بردع التهديد النووي لكوريا الشمالية
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، بعد اجتماع اليوم السبت 21 من أيار، عزمهما توسيع التدريبات العسكرية المشتركة لردع التهديد النووي من كوريا الشمالية، في وقت لا يوجد فيه أمل كبير في دبلوماسية حقيقية بشأن هذه المسألة.
أوضح بايدن ويون، في تصريحات خلال مؤتمر صحفي مشترك أن هدفهما الرئيسي، نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بشكل كامل، بينما أكّدا التزامهما بـ”نظام دولي قائم على القواعد” في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
من جهته، سعى يون، للحصول على مزيد من التأكيدات بأن الولايات المتحدة ستعزز ردعها ضد تهديدات كوريا الشمالية، وأكد بايدن استعداد بلاده للدفاع عن كوريا الجنوبية بـ”أسلحة نووية إذا لزم الأمر”.
كما وعدت الولايات المتحدة بنشر “أصول استراتيجية”، والتي تشمل عادة طائرات قاذفة بعيدة المدى أو غواصات صواريخ أو حاملات طائرات، حسبما نقلته وكالة “رويترز“.
اجتمع الزعيمان في سيول عاصمة كوريا الجنوبية، كجزء من زيارة استغرقت خمسة أيام في آسيا، في أول مشاركة دبلوماسية بينهما منذ تنصيب الرئيس الكوري الجنوبي قبل 11 يومًا، وهو مبتدئ سياسي ليس لديه خبرة في السياسة الخارجية.
يعكس الإعلان تحولًا في الاتجاه من قبل الزعيمين عن أسلافهما، إذ فكّر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في إلغاء التدريبات العسكرية وأعرب عن تعاطفه مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وظل آخر رئيس كوري جنوبي، مون جاي إن، ملتزمًا بالحوار مع كيم، حتى نهاية فترة ولايته على الرغم من رفضه المتكرر من قبل كوريا الشمالية.
كوريا الشمالية، التي دافعت عن تطوير أسلحتها النووية وصواريخها كرادع ضروري ضد ما تصفه بالتهديدات الأمريكية، يمكن أن ترد بغضب على الإعلان، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.
رغم ذلك، كرر بايدن عرضه اللقاحات على كوريا الشمالية، إذ ينتشر فيروس “كورونا” بسرعة خطيرة عبر البلاد، لكنه لم يتلق أي رد سابقًا، ولدى سؤاله عما إذا كان على استعداد للقاء الزعيم الكوري الشمالي، كيم، أجاب بأن ذلك سيعتمد على ما إذا كان كيم، “صادقًا” و”جادًا”.
أبلغت كوريا الشمالية عن أكثر من 200 ألف مريض جديد يعانون من الحمى لليوم الخامس على التوالي اليوم السبت 21 من أيار، لكن البلاد ليس لديها سوى القليل من اللقاحات أو العلاج الحديث للوباء.
إقرأ أيضًا: ما وراء إعلان كوريا الشمالية عن تفشي “كورونا” لأول مرة
وفي حديثه إلى الصحفيين على متن طائرة الرئاسة في أثناء توجه بايدن إلى كوريا الجنوبية، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، إن الولايات المتحدة نسقت مع سيول وطوكيو بشأن كيفية الرد إذا أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية أو هجومًا صاروخيًا أثناء وجود بايدن في المنطقة أو بعد فترة وجيزة من مغادرته.
كما تحدث سوليفان، مع نظيره الصيني يانغ جيتشي في وقت سابق من الأسبوع وحث بكين على استخدام نفوذها لإقناع كوريا الشمالية بوقف تجاربها الصاروخية.
وبينما أوضح بايدن، أنه يرى الصين باعتبارها أكبر منافس للولايات المتحدة من حيث الاقتصاد والأمن القومي، شدد على أهمية إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة حتى تتمكن القوتان من التعاون بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
في بداية تولي بايدن لمنصبه، اعتقد العديد من مسؤولي البيت الأبيض أن طموحات كيم النووية قد تكون التحدي الأكثر إزعاجًا للإدارة وأن الزعيم الكوري الشمالي سيهدف إلى اختبار قوة بايدن في وقت مبكر من فترة إدارته.
خلال الأشهر الـ14 الأولى من إدارة بايدن، أوقفت بيونغ يانغ تجارب الصواريخ، لكنها تجاهلت جهود الإدارة للوصول عبر القنوات الخلفية على أمل استئناف المحادثات التي قد تؤدي إلى نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية مقابل تخفيف العقوبات.
لكن الهدوء لم يدم، إذ اختبرت كوريا الشمالية إطلاق 16 صاروخ بشكل منفصل هذا العام، واختبرت أول صاروخ باليستي عابر للقارات منذ عام 2017 في آذار الماضي.
إقرأ أيضًا: أطلقه الزعيم الكوري بتصوير هوليودي.. تعرف إلى “الصاروخ الوحش”
يواجه بايدن رفضًا متزايدًا داخل الولايات المتحدة بسبب التضخم الذي قارب أعلى مستوى في 40 عامًا، لكن إدارته ترى فوزًا اقتصاديًا واحدًا واضحًا في المنافسة مع الصين على النفوذ في المحيط الهادئ، إذ يقدر تحليل “بلومبيرج إيكونوميكس” أن الاقتصاد الأمريكي سينمو بشكل أسرع هذا العام من الصين لأول مرة منذ عام 1976، وهو التنبؤ الذي سلط الضوء عليه بايدن في المؤتمر الصحفي اليوم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :