تعقد منظمة الصحة العالمية اليوم اجتماعًا لخبراء “جدري القرود”، لمناقشة تفشي المرض في جميع أنحاء العالم.
وأفادت صحيفة “التلجراف” البريطانية اليوم، الجمعة 20 من أيار، أن الموضوعات التي ستناقش في الاجتماع ستبحث في كيفية انتشار الفيروس بشكل مرتفع بين الرجال المثليين وثنائيي الجنس، وكذلك حالة التطعيم.
وأُبلغ عن حالتين، الخميس 19 من أيار، ليرتفع العدد الإجمالي إلى تسع حالات، لكن السلطات الصحية قالت إن العدد زاد بأكثر من الضعف اليوم، الجمعة، ليصل إلى 20 حالة، ما أدى إلى مخاوف من انتشار الفيروس في جميع أنحاء البلاد دون رادع.
نتيجة لارتفاع عدد الحالات، أمر الوزراء في بريطانيا بتخزين المزيد من لقاح الجدري، الذي يتم تقديمه للأشخاص الذين ربما يكونون قد أُصيبوا.
من جهته، أكد وزير الصحة البريطاني، ساجد جافيد، عبر حسابه في “تويتر“، تضاعف تفشي مرض “جدري القرود”، حيث تستعد السلطات الصحية للإعلان عن 11 حالة أخرى.
وسيكون أحد الإجراءات المحتملة التي سيتم طرحها، هو ما إذا كان التطعيم بلقاح الجدري الذي تصنعه شركة “بافاريا نورديك”، والمعروف باسم “جينوس” في الولايات المتحدة و”إيمفانيكس” في بريطانيا، يجب استخدامه للأشخاص المصابين.
وتمت الموافقة على اللقاح في بريطانيا فقط للحماية من الجدري، على الرغم من القضاء على الفيروس منذ عام 1980، ولكن يمكن استخدامه “خارج الترخيص” للحماية من “جدري القرود”.
تُظهر البيانات أن اللقاح للجدري أو “جدري القرود”، يقلّل من خطر إصابة الشخص بالمرض بنسبة 85%.
وإذا تلقى الشخص اللقاح في غضون أربعة أيام من الإصابة، فيمكن له تعديل مسار العدوى وتحسين تشخيصه.
وأُوقف التطعيم ضد الجدري في بريطانيا عام 1971، ويُسجل أن أقل من واحد من كل ثلاثة أشخاص على مستوى العالم لديه الآن مناعة ضد فيروسات الجدري.
وقالت أستاذة علم الأوبئة في جامعة “كاليفورنيا” والخبيرة في مجال “جدري القرود” آن ريموين، لصحيفة “التلجراف”، إن تطعيم المخالطين عن قرب للحالات المؤكدة والمعروف أيضًا باسم التطعيم الدائري، يعد خيارًا جيدًا لمسؤولي الصحة.
وأضافت، “لدينا لقاح فعال، ولكنني أشك بأننا سنحتاج إلى لقاح واسع النطاق، لكن التطعيم الدائري قد يكون استراتيجية ذات صلة، إنها الطريقة التي استأصلنا بها الجدري”.
يُعتقد الآن أن الفيروس يمكن أن ينتشر عن طريق الاتصال الجنسي بطريقة مماثلة لمرض الزهري، حيث تكون الجروح المفتوحة حول الأعضاء التناسلية معدية، ويسمح ملامسة الجلد للجلد للفيروس بالانتشار، بحسب ريمون.
وقالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA)، إن أغلبية الحالات التي عُثر عليها ليست مرتبطة بذات المنطقة الجغرافية بالضرورة، إذ تم اكتشاف إحدى الحالات التي عُثر عليها الخميس في لندن، ليرتفع إجمالي عدد الحالات في العاصمة إلى ست، والأخرى في الجنوب الشرقي، وهي الحالة الثانية في المنطقة.
وكُشف عن حالات الإصابة بـ”جدري القرود” في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية.
وأُبلغ عن أحدث الحالات الجديدة في فرنسا وإيطاليا والسويد وأستراليا.
ويأتي ذلك بعد تأكيد الحالات في الولايات المتحدة وإسبانيا والبرتغال، وكذلك التحقيق في 13 حالة مشتبه بها في كندا.
ينتشر “جدري القرود” في المناطق النائية من وسط وغرب إفريقيا، وغالبًا ما ترتبط حالات المرض خارج المنطقة عبر السفر، ولا ينتشر الفيروس بسهولة بين الناس، ويقال إن الخطر على عامة الناس منخفض للغاية.
–