أبلغت ولاية ماساتشوستس الأمريكية، الأربعاء 18 من أيار، عن حالة نادرة لمرض “جدري القرود” لدى رجل سافر مؤخرًا إلى كندا، ويفحص مسؤولو الصحة ما إذا كانت مرتبطة بتفشي المرض في أوروبا.
وكانت السلطات الصحية في إسبانيا، أصدرت تنبيهًا بشأن تفشٍ محتمل لمرض جدري القرود بعد أن أظهر 23 شخصًا أعراضًا متوافقة مع العدوى الفيروسية، التي اكتشفت في بريطانيا والبرتغال.
يقتصر “جدري القرود” عادةً على إفريقيا، وترتبط الحالات النادرة في الولايات المتحدة وأماكن أخرى بالسفر إلى هناك.
قال مسؤولو الصحة الأمريكيون إنهم على اتصال بمسؤولين في المملكة المتحدة وكندا كجزء من التحقيق.
بينما قالت جينيفر ماكويستون من المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، إنه “في الوقت الحالي، ليست لدينا أي معلومات تربط حالة ماساتشوستس بالحالات في المملكة المتحدة”.
أوضحت ماكويستون، أن الرجل سافر إلى كندا، في نهاية نيسان الماضي، للقاء أصدقاء، وعاد في أوائل أيار الحالي، ونقل ساكن ماساتشوستس إلى المستشفى باستخدم وسائل النقل الخاصة وهو في حالة جيدة، وفقًا لبيان مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
ومع ذلك، يقول المحققون في أوروبا إن معظم الحالات كانت لرجال مثليين أو ثنائيي الجنس، ويدرس المسؤولون احتمال انتشار بعض العدوى عن طريق الاتصال الوثيق في أثناء ممارسة الجنس، حسبما ذكرته وكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.
ما “جدري القرود”
“جدري القرود”، عدوى فيروسية، اكتُشف لأول مرة عام 1958، في جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال فترة الجهود المكثفة للقضاء على الجدري، عند تسجيل أول حالة غير بشرية لمرض يشبه الجدري في مستعمرات القرود المحفوظة للبحث.
سُجلت أول حالة إصابة بشرية بجدري القرود عام 1970، ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن “جدري القرود” لدى البشر في بلدان أخرى في وسط وغرب إفريقيا.
سابقًا، شُخّص عدد قليل من الحالات في المملكة المتحدة، مع تسجيل أول حالة عام 2018، لشخص يُعتقد أنه أصيب بالفيروس في نيجيريا، وفقًا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.
هناك نوعان من أشكال “جدري القرود”، سلالة أكثر اعتدالًا في غرب إفريقيا، وسلالة أكثر حدة في وسط إفريقيا، أو سلالة “الكونغو”، ويُعتقد أن الأفراد الذين تم تشخيصهم مؤخرًا لديهم سلالة غرب إفريقيا.
وفقًا لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، تشمل الأعراض المبكرة للفيروس، الحمى والصداع وآلام العضلات وتضخم الغدد الليمفاوية والقشعريرة، بالإضافة إلى الإرهاق.
ويتعافى معظم المرضى في غضون أسابيع قليلة، لكن المرض قاتل لما يصل إلى 1 من كل 10 أشخاص، حسب بيانات “منظمة الصحة العالمية”.
يلي هذه الأعراض طفح جلدي يمكن أن يتطور، وغالبًا ما يبدأ على الوجه، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الأعضاء التناسلية.
يتغير الطفح الجلدي ويمر بمراحل مختلفة، ويمكن أن يبدو مثل جدري الماء أو مرض الزهري، قبل أن يتشكل في النهاية قشرة، تسقط لاحقًا”.
مسالك الانتشار
ينتقل “جدري القرود” من شخص لآخر عن طريق الرذاذ التنفسي الذي يحتوي على الفيروس، وفقًا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ويمكن للكمامات الطبية فقط أن تحمي من هذه الأمراض المنقولة بالهواء.
لا ينتشر جدرى القرود بسهولة بين البشر، ويتطلب اتصالًا وثيقًا، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية، ويُعتقد أن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر يحدث بشكل أساسي من خلال منافذ تنفسية كبيرة.
يقول مركز السيطرة على الأمراض (CDC)، إن قطرات الجهاز التنفسي عمومًا لا يمكنها الانتقال لأكثر من بضعة أقدام، لذا يلزم الاتصال وجهاً لوجه لفترة طويلة، وتشمل طرق الانتقال الأخرى من إنسان إلى إنسان آخر، الاتصال المباشر بسوائل الجسم، والاتصال غير المباشر عن طريق الملابس الملوثة.”
العدوى عن طريق الاتصال الجنسي؟
يقول الدكتور مايكل هيد، باحث كبير في الصحة العالمية بجامعة “ساوثهامبتون”، إن الحالات الأخيرة قد تكون المرة الأولى التي تنتقل فيها الإصابة بـ”جدرى القرود” رغم توثيق الاتصال الجنسي، ولكن لم يتم تأكيد ذلك، ومن المحتمل أن يكون الاتصال الجنسي هو المهم، حسب تعبيره.
ووفقًا للدركتور هيد، لا يوجد دليل على أنه فيروس ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، ورجح أن الاتصال الوثيق أثناء النشاط الجنسي أو الحميم، بما في ذلك ملامسة الجلد للجلد لفترة طويلة، قد يكون العامل الرئيسي في أثناء انتقال العدوى.
تنصح وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA)، الأشخاص المثليين وثنائيي الجنس، وكذلك المجتمعات الأخرى من الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، بالبحث عن طفح جلدي أو آفات غير عادية في أي جزء من أجسامهم، ولا سيما أعضائهم التناسلية.
تفادي العدوى والعلاج
يقترح مركز السيطرة على الأمراض (CDC)، تجنب أي اتصال بالحيوانات أو البشر الذين أصيبوا بالعدوى، بما في ذلك أي مادة ربما كانوا على اتصال بها، كما يتم تشجيع غسل اليدين بانتظام والنظافة الجيدة.
في الوقت الحالي، لا يوجد علاج محدد لمرض “جدري القرود”، ويمكن استخدام لقاح الجدري والأدوية المضادة للفيروسات لعلاج المصابين.
لا يزال المصدر الأساسي لجدري القردة غير معروف، وتتوقع “منظمة الصحة العالمية” أن تكون القوارض هي المصدر الأكثر احتمالًا.