أثارت قضية إطلاق “الشرطة العسكرية” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، سراح شخص متهم بانتمائه لصفوف النظام السوري، وارتكابه انتهاكات ضد المدنيين، جدلًا واسعًا وغضبًا كبيرًا في الشمال السوري.
وظهرت أصوات رافضة لعملية الإفراج عن المتهم التي حدثت اليوم، الأربعاء 18 من أيار، في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، واصفة الحادثة بأنها “خيانة لدم الشهداء” وكل من يدافع عن “الشبيحة” بأنه “شبيح” مثلهم، خاصة بعد وقوف قيادات في “الجيش الوطني” خلف عملية الإفراج.
ماذا حدث؟
عاودت “الشرطة العسكرية” في مدينة الباب اعتقال الشاب محمد حسان المصطفى المتهم بانتمائه لصفوف النظام السوري، وارتكابه انتهاكات ضد المدنيين، بعد إطلاق سراحه اليوم.
وأصدرت قيادة “الشرطة العسكرية” اليوم بيانًا مضمونه أن المتهم لا يزال تحت التوقيف، وسيتم عرضه على القضاء أصولًا للبت في قضيته، بعد الاعترافات التي أدلى بها، عقب خروج مظاهرات أمام مقر “الشرطة العسكرية”، أشعل المتظاهرون خلالها إطارات سيارات.
وأفاد مراسل عنب بلدي في مدينة الباب، أن العميد في إدارة “الشرطة العسكرية”، يلقب بـ”أبو إبراهيم”، أعطى أمرًا باعتقال المفرَج عنه مباشرة، وسيُقبض على كل من شارك أو أسهم بإطلاق سراحه فورًا.
اقرأ أيضًا: غضب في الباب بسبب إطلاق سراح “شبيح” مقابل مبلغ مالي
وجاء اعتقال المدعو محمد حسان المصطفى بعد الإفراج عنه بساعات، مقابل دفع غرامة 1500 دولار أمريكي، بوساطة القيادي في “فرقة السلطان مراد” حميدو الجحيشي، المنضوية تحت راية “الجيش الوطني”، ووقّع القرار رئيس فرع “الشرطة العسكرية”، المعروف بالعقيد “أبو خالد”.
مختل عقليًا
من جهته، تحدّث القيادي حميدو الجحيشي، في تسجيل صوتي رصدته عنب بلدي، أن الشخص مختل عقليًا، كما نفى الجحيشي صحة الاعترافات بارتكاب الشاب جرائم واعتداءات، مؤكدًا أن الفصيل سلّم الشاب للقضاء درءًا لأي اقتتال فصائلي في المنطقة.
في حين تحدث أحد عناصر “الشرطة” في تسجيل مصوّر رصدته عنب بلدي، أمام مقر المؤسسة العسكرية، أن الشاب اعترف دون أي ضغط أو تعذيب بأنه عسكري سابق بـ”الفرقة الرابعة” خدم في صفوف النظام أكثر من ثمانية أعوام، وارتكب جرائم قتل واغتصاب باعترافات أدلى بها بعد إلقاء القبض عليه منذ أيام، عقب دخوله منذ خمسة أشهر إلى مناطق ريف حلب من مناطق سيطرة النظام السوري.
وينحدر الشاب (30 عامًا) من حي الصالحين بمدينة حلب، واعترف بمشاركته في اقتحامات ومداهمات واعتقالات في صفوف النظام السوري بعدة مدن سورية، وارتكابه جرائم قتل واغتصاب.
وسُرّح المصطفى من خدمته في صفوف “الفرقة الرابعة” في قوات النظام بعد ثماني سنوات ونصف، وحصل على مبلغ قدره مليونا ليرة سورية، وفق بيان حصل عليه ناشطون صادر عن “الشرطة العسكرية” بتاريخ 12 من أيار الحالي.
مطالب بتحقيق العدالة
مندوب “جبهة التحرير والبناء” المكوّنة من عدة فصائل والمنضوية تحت راية “الجيش الوطني”، أمين الحويش، أكد لعنب بلدي ورود معلومات خاصة وأكيدة لهم من قبل الأمنيين الموجودين في فرع “الشرطة العسكرية”، عن وجود شبيح يتبع لـ”الفرقة الرابعة” المعروفة بقيادة ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري.
وأضاف الحويش أنه بعد التأكد من وجود جرائم قتل واغتصاب بحق السوريين من قبل هذا الشخص، وصلته معلومات بتهريب الشاب المُتهم مقابل مبلغ وبكفالة أحد الأشخاص.
وذكر الحويش أن مسؤول قسم التحقيق داخل فرع “الشرطة العسكرية”، المدعو “أبو أسيد”، وعد بإعادة الموقوف بشكل عاجل للقضاء، بعد المتابعة من قبل “الجيش الوطني” والاجتماع العاجل داخل الفرع، وطالب مندوب “حركة التحرير والبناء” بفصل كل الضالعين بقضية “الشبيح” وتحويلهم للقضاء العسكري فورًا.
وأصدر “اتحاد الإعلاميين السوريين” بيانًا طالب فيه باعتقال “الشبيح” وكل من أسهم بإطلاق سراحه، بعد أن ثبت ضلوعه بالمشاركة في “قتل السوريين”.
وتكثر الاتهامات بين الفصائل التابعة لـ”الجيش الوطني” بالتستّر على “مخبرين أو شبيحة”، وإدارة عمليات تهريب البشر والبضائع عبر المعابر، أو عدم محاسبة مرتكبي الانتهاكات، أو الاستعراض بمظاهر البذخ والرفاهية.
وتكثر الانتهاكات والاشتباكات في مناطق سيطرة “الجيش الوطني”، ويتعذّر في كثير من الأحيان النظر فيها من قبل جهات قضائية مستقلة، كما حصل في القرارات الخاصة بقائد “فرقة سليمان شاه”، محمد الجاسم (أبو عمشة)، بعد إدانته بعديد من الانتهاكات، وتجريمه بـ”الفساد”، وعزله من أي مناصب “ثورية”.
شارك في إعداد التقرير مراسل عنب بلدي في مدينة الباب سراج محمد
–