أصدرت “مجموعة الحماية العالمية” تقريرًا حول الذخائر المتفجرة في سوريا والخطر الذي تشكّله على حياة السكان.
وأفاد التقرير، الصادر الثلاثاء 17 من أيار، أن الذخائر المتفجرة (مخلّفات الحرب) تعرّض شخصًا من بين كل شخصين في سوريا لخطر الموت والإصابة، وتعوق إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية.
“مجموعة الحماية العالمية”: شبكة من المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة تشارك في أعمال الحماية بالأزمات الإنسانية بما في ذلك النزاعات المسلحة والتغيّر المناخي والكوارث الطبيعية. |
وتسبّب مخلّفات الحرب العديد من حالات الوفاة في جميع أنحاء سوريا، إلى جانب الحرمان الاجتماعي والاقتصادي، وزيادة الحاجة إلى خدمات الصحة وإعادة التأهيل والصحة العقلية وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي.
كما تعوق هذه المخلّفات عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم، فربع الضحايا خلال السنوات الخمس الماضية من النازحين داخليًا، و16% من اللاجئين والنازحين العائدين متخوفون من المخاطر التي تشكّلها مخلّفات الحرب في مناطق سكنهم.
ووثّق التقرير 76 حادثة مرتبطة بمخلّفات الحرب يوميًا خلال عام 2020، ما يعادل حادثة كل 20 دقيقة، معظمها في مناطق شمال غربي سوريا.
ورغم أن العدد الفعلي للإصابات غير واضح تمامًا جراء القيود المفروضة على الوصول إلى العديد من البيانات في سوريا، تظهر المؤشرات أن معظم الإصابات من الرجال والأطفال الذكور.
وبحسب التقرير، قُتل أكثر من ثلث ضحايا الذخائر بينما يعاني واحد من كل ثلاثة ناجين من بتر أحد الأطراف، واثنان من كل ثلاثة تعرضوا لإصابات يستمر أثرها مدى الحياة.
ومن المرجح أن يموت 40% من الأطفال إثر تعرضهم لحوادث الذخائر المتفجرة، إذ وثّق التقرير مقتل نحو تسعة أطفال شهرًا تعرضوا لإصابات بين عامي 2011 و2019، معظمهم في إدلب وحلب.
ووقعت 39% من الحوادث في أماكن سكنية، و34% في مناطق زراعية، و10% من الحوادث على طرقات السفر أو الانتقال من مكان إلى آخر، بحسب ما ذكره التقرير.
ووفقًا لمسح أجري خلال العام الحالي، اضطرت ست منظمات من بين 14 منظمة غير حكومية عاملة في سوريا، لتأجيل أو إلغاء برامجهم في سوريا بسبب مخاوف من مخلّفات الحرب.
وخلص التقرير إلى أن الطريقة الوحيدة لمنع الإصابات والوفيات الناتجة عن مخلّفات الحرب، العمل على إيقاف الأعمال العدائية في سوريا، تزامنًا مع إجراء عمليات مسح لإزالة الذخائر المتفجرة والتوعية بمخاطرها، إلى جانب تقديم الأطراف الصناعية وخدمات الصحة العقلية والنفسية.
يأتي ذلك تعقيبًا على اجتماع عقدته الجهات الفاعلة الدولية للأعمال المتعلقة بالألغام (HMA) العاملة في سوريا لأكثر من عشر سنوات لمعالجة هذه المشكلة، وتبادل البيانات التي جمعوها خلال عملهم على الأرض.
وخلال العام الحالي، وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 51 مدنيًا بينهم 24 طفلًا وأربع نساء نتيجة انفجار الألغام ومخلّفات الحرب، وفق تقريرها الصادر في 1 من أيار الحالي.
وتنتشر مخلفات الحرب في معظم المدن السورية، كما تشهد العديد من مناطق سيطرة النظام حوادث قتل متكررة جراء انفجار بقايا الألغام الأرضية ومخلّفات الحرب.
وتشكّل الأجسام غير المنفجرة والذخائر خطرًا على حياة المدنيين في المخيمات، إضافة إلى ما تسببه من إصابات خطرة وحالات بتر وخاصة عند الأطفال، وفق ما قاله مدير المكتب الإعلامي لـ”الدفاع المدني” في الشمال السوري، إبراهيم أبو الليث، في حديث سابق إلى عنب بلدي.
–