“البنتاغون”: لا مخالفات أو إهمال بضربة جوية قتلت مدنيين في سوريا

  • 2022/05/18
  • 12:26 م

مقاتلون من "قوات سوريا الديمقراطية" خلال معارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في بلدة الباغوز جنوبي محافظة دير الزور شمال شرقي سوريا- 12 من آذار 2019 (AFP)

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن التحقيق في غارة جوية أمريكية أسفرت عن مقتل مدنيين في سوريا عام 2019، خلص إلى عدم ارتكاب أي مخالفات لقواعد الاشتباك المتبعة أو إهمال متعمد.

وكانت الوزارة فتحت تحقيقًا بعد أن نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تحقيقًا في تشرين الثاني 2021، قالت فيه إن الولايات المتحدة أخفت ضربة جوية في سوريا عام 2019، أدت إلى مقتل العشرات من المدنيين خلال حرب التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في بلدة الباغوز شرقي سوريا.

وقال المتحدث باسم الوزارة، جون كيربي، في إيجاز صحفي، مساء الثلاثاء 17 من أيار، إن التحقيق النهائي أوضح أن قائد القوات البرية الأمريكية في التحالف الدولي تلقّى من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) طلب مؤازرة بضربة جوية.

وأشار إلى أن القائد العسكري الأمريكي أعطى أمرًا بتنفيذ الضربة بعد تلقيه “تأكيدًا بعدم وجود مدنيين في موقع الضربة”، إلا أنه تبيّن لاحقًا وجود مدنيين في الموقع.

وخلص التحقيق، بحسب كيربي، إلى “عدم حصول أي خرق لأي من قواعد الاشتباك أو قانون الحرب”، مشيرًا إلى أن قائد القوات البرية “لم يتسبب عن عمد أو عن إهمال متعمّد بسقوط ضحايا مدنيين”.

ونوه تحقيق الوزارة إلى أن “قصورًا إداريًا” أخّر إصدار تقرير عن الضربة من قبل الجيش الأمريكي، ما أعطى انطباعًا عن محاولة تستّر عليها.

وفي رده على أسئلة الصحفيين، أعلن كيربي أن الضربة الجوية على الباغوز خلّفت 73 قتيلًا وجريحًا، إذ قُتل 52 مقاتلًا بينهم طفل، وأربعة مدنيين (امرأة وثلاثة أطفال)، وأُصيب 15 مدنيًا (11 سيدة وأربعة أطفال)

وعن مساءلة المسؤولين في الضربة، قال كيربي إن “التحقيق لم يخلص إلى وجوب تحميل أي شخص أي مسؤولية، ولم يبيّن أي سلوك لأي شخص خارج نطاق قانون الحرب”.

وفي 13 من تشرين الثاني 2021، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في تحقيق، إن طائرة عسكرية أمريكية من دون طيار من طراز “F-15E” حلّقت في سماء بلدة الباغوز في 18 من آذار 2019، بحثًا عن أهداف عسكرية عندما حُوصر عناصر تنظيم “الدولة” في حقل ترابي بجوار البلدة، وأسقطت قنبلة بوزن 500 رطل (نحو 227 كيلوغرامًا) على مجموعة كبيرة من النساء والأطفال المتجمعين عند ضفة نهر.

وذكر تحقيق الصحيفة حينها أن الطائرة أسقطت قنبلة أخرى بوزن 2000 رطل (نحو 910 كيلوغرامات) على الناجين من الضربة الأولى، ما أسفر عن مقتل 70 شخصًا بحسب التقييم الأولي لأضرار الهجوم.

وأوضحت الصحيفة أن عدد القتلى كان واضحًا على الفور للمسؤولين العسكريين، وفق التفاصيل التي تم الإبلاغ عنها لأول مرة، ووصف ضابط قانوني الغارة بأنها جريمة حرب محتملة تتطلب إجراء تحقيق.

وبعد يومين من نشر الصحيفة للتحقيق، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الوزير، لويد أوستن، طالب القيادة المركزية (سنتكوم) بإطلاعه على تفاصيل الضربة الجوية في الباغوز.

وقال كيربي، إن الوزير أوستن لم يصدر تعليمات خاصة بالتدقيق حول الغارة المذكورة، لكنه طالب قائد القيادة العسكرية المركزية، كينيث ماكينزي، بإطلاعه على تفاصيل الهجوم.

وفي 18 من كانون الأول، قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن القيادة العسكرية الأمريكية تحفظت عن نشر بيانات حول أعداد الضحايا المدنيين نتيجة غاراتها في سوريا والعراق وأفغانستان خلال السنوات الماضية.

وخلُص تقرير للصحيفة حينها إلى أن قيادة “البنتاغون” لم تنشر أعداد الضحايا المدنيين، بمن فيهم الأطفال، ولم يأخذ العسكريون الأمريكيون بالاعتبار أن المدنيين قد يكونون في المباني التي قدروا أنها تعود لمسلحين، في أغلبية الحالات.

وبينما أشارت تحليلات معدّي التقرير للصحيفة إلى أن هناك مئات الضحايا من السكان المدنيين جراء الضربات الجوية الأمريكية، تشير الإحصاءات الرسمية الصادرة عن “البنتاغون”، إلى مقتل 1417 مدنيًا خلال المعارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق منذ عام 2014، كما قُتل 188 مدنيًا جراء الضربات الجوية الأمريكية في أفغانستان منذ عام 2018.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا