طلبت الولايات المتحدة من الهند إعادة النظر بقرار حظر تصدير مادة القمح، متوقعة أن هذا الأمر سيهدد الأمن الغذائي في العالم.
جاء ذلك على لسان السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إذ أعربت عن أملها بأن تعود الهند عن قرار حظر تصدير القمح، وذلك عشية اجتماعات وزارية ستعقد في مقر المنظمة الدولية بنيويورك للبحث في الأمن الغذائي، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس” اليوم، الثلاثاء 17 من أيار.
وقالت توماس غرينفيلد، خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو، “نشجّع الدول على عدم تقييد الصادرات لأننا نعتقد أن أي قيود عليها ستؤدّي إلى تفاقم نقص الغذاء”.
وأضافت أن “الهند ستكون من بين الدول التي ستشارك في اجتماعنا بمجلس الأمن الدولي، ونأمل أن تتمكّن، وهي تستمع إلى مباعث قلق دول أخرى، من إعادة النظر في قرار حظر تصدير القمح”.
كما سيسعى الاجتماع إلى تحديد أي من الدول يمكن أن تساعد في سد العجز بسوق القمح العالمي الناجم عن “غزو” روسيا لأوكرانيا، المصدرين الرئيسين للقمح في العالم، وفق توماس غرينفيلد.
وسيعقد مجلس الأمن الدولي غدًا، الأربعاء، الجلسة برئاسة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، وحضور عدد من الوزراء، ومن بينهم وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية، فيلامفيلي موراليداران.
وارتفعت أسعار القمح العالمية متأثرة بقرار الهند حظر تصدير الحبوب الأساسية التي تتضمّن القمح، وهي التي تُعد ثاني أكبر منتج للقمح في العالم بعد الصين.
وقفزت الأسعار إلى مستوى قياسي أمس، الاثنين، بعد أن قررت الهند حظر تصدير السلعة، حيث ضربت موجة الحر الإنتاج المحلي، ورفعت الأسعار إلى مستوى قياسي.
وبحسب تقرير صادر اليوم عن “فايننشيال تايمز” البريطانية، ارتفع مؤشر القمح القياسي بنسبة 5.9%، وهو أعلى مستوى له في شهرين، كما ارتفعت أسعار القمح أكثر من 60% منذ بداية العام، بسبب الاضطرابات في سوق تصدير القمح الناجمة عن “الغزو” الروسي لأوكرانيا.
ويأتي الإعلان عن حظر الهند تصدير القمح بعد أيام من توقعات وزارة الزراعة الأمريكية بانخفاض إنتاج القمح العالمي لأول مرة منذ أربع سنوات.
وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP)، في 4 من أيار الحالي، إن الحرب في أوكرانيا كشفت هشاشة سلاسل التوريد العالمية وتعرضها لصدمات أسعار الغذاء العالمية، ما ينذر بعواقب وخيمة على الأمن الغذائي العالمي.
–