بايدن يرسل وفدًا رفيع المستوى لإصلاح العلاقات المتوترة مع الإمارات
أرسل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وفدًا أمريكيًا رفيع المستوى إلى دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم، الاثنين 16 من أيار، لتقديم التعازي في وفاة الشيخ خليفة بن زايد، وفي محاولة لتكثيف جهود إصلاح العلاقات المتوترة بين البلدين.
وهذه الزيارة هي أعلى مستوى يقوم به مسؤولو إدارة بايدن إلى أبو ظبي، وتهدف لأن تكون عرضًا قويًا للدعم إلى الرئيس “المنتخب” حديثًا لدولة الإمارات، محمد بن زايد، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.
يضم الوفد الأمريكي، برئاسة نائبة الرئيس كامالا هاريس، وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، ومدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، ومبعوث المناخ، جون كيري، إلى جانب كبار المسؤولين في البيت الأبيض.
وفي أعقاب وفاة رئيس دولة الإمارات، خليفة بن زايد، في 13 من أيار الحالي، انتخب المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات السبع، محمد بن زايد آل نهيان، الأخ غير الشقيق لخليفة، رئيسًا للإمارات، في 14 من أيار الحالي، ليكون بذلك ثالث رؤساء الدولة.
وشغل محمد بن زايد منصب الحاكم الفعلي للبلاد، وشكّل السياسة الخارجية القوية للبلاد منذ أن تعرض الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لجلطة دماغية عام 2014.
اكتسبت رغبة واشنطن في تحسين العلاقات مع دول الخليج إلحاحًا متجددًا بعد “الغزو” الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي سلّط الضوء على أهمية منتجي النفط الخليجيين إذ تتطلّع أوروبا إلى خفض اعتمادها في مجال الطاقة على روسيا.
وتعتبر هذه الزيارة “هجومًا ساحرًا كبيرًا من جانب إدارة بايدن لإصلاح العلاقات”، وفقًا لخبير السياسات في معهد “بروكينغز” للأبحاث عمر تاسبينار، ويعكس تشكيل الوفد رغبة واشنطن في إظهار التزامها بالمنطقة.
لم يكن الشرق الأوسط من أولويات إدارة بايدن، التي كان تركيزها الأساسي على مواجهة التحدي الصيني، ومنذ هيمنة الحرب الروسية على أوكرانيا على أجندة السياسة الخارجية الأمريكية، واجهت الإمارات، إلى جانب المملكة العربية السعودية، ضغوطًا أمريكية لتجنّب روسيا، وضخ المزيد من النفط لتحسين الاستقرار في أسواق الطاقة في الوقت الذي تحاول فيه أوروبا إبعاد نفسها عن الخام الروسي.
وترفض دول الخليج حتى الآن الانحياز إلى أي طرف في الصراع، كما قاومت السعودية والإمارات، وهما دولتان ثقيلتان في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الدعوات إلى زيادة الإنتاج للمساعدة في الحد من أسعار النفط الخام التي فاقمت التضخم في جميع أنحاء العالم.
وفي اعتراف علني نادر، في آذار الماضي، وصف سفير الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة الحلفاء بأنهم يمرون بـ”اختبار إجهاد”، وقال إن العلاقات بين البلدين تتعرض للضغط.
زاد الانسحاب الأمريكي المفاجئ والفوضوي من أفغانستان الصيف الماضي، وهدف سياستها الخارجية طويلة المدى المتمثل في الابتعاد عن الشرق الأوسط بالتركيز على الصين، من مخاوف دول الخليج العربي.
كما أصيبت أبو ظبي بالإحباط، لإيقاف إدارة بايدن بيع طائرات مقاتلة من طراز “إف-35” إلى الإمارات بمليارات الدولارات بموافقة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
وأعربت دول الخليج عن استيائها من تراجع التزام الولايات المتحدة بأمنها في مواجهة برنامج إيران الصاروخي وشبكة الوكلاء الإقليميين، ما اعتبروه عدم وجود دعم أمريكي قوي في أعقاب الهجمات الصاروخية، في كانون الثاني الماضي، من قبل “الحوثيين” اليمنيين المتحالفين مع إيران على أبو ظبي.
وفقًا لمصدر إماراتي مطلع، تحدث لوكالة الأنباء “رويترز“، فإن أقدمية وحجم الوفد الأمريكي هما إشارة قوية للغاية وسيكونان ذا مغزى للشيخ محمد وقيادة الإمارات.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :