يواصل مجلس مدينة حلب نقل المقابر العشوائية المنتشرة داخل المدينة إلى مقابر مخصصة خارجها، وذلك تحت التهديد بنقل القبور من دون حضور ذوي الموتى إذا لم يكونوا موجودين في أثناء عملية النقل.
وحدد المجلس اليوم، الاثنين 16 من أيار، موعدًا لنقل رفات الموتى من مقبرة “ضهر المغارة” في حي السكري شرقي مدينة حلب، داعيًا الأهالي إلى الحضور بدءًا من الساعة الثامنة صباحًا، بحسب ما نشره المجلس عبر صفحته في “فيس بوك“، الأحد 15 من أيار.
وبحسب المجلس، ستنقل القبور الموجودة في مقبرة “ضهر المغارة” إلى المقبرة “الإسلامية الحديثة” شرقي المدينة أو إلى قبور قديمة تعود لعائلات أصحاب القبور، على نفقة المجلس.
وهدد المجلس أنه في حال تخلّف الأهالي عن الحضور في الموعد المحدد، ستقوم دائرة الدفن بنقل الرفات دون الرجوع إلى الأهالي.
وكانت مدينة حلب شهدت انتشارًا لظاهرة المقابر العشوائية خلال فترة سيطرة فصائل المعارضة السورية، نتيجة ارتفاع عدد الضحايا جراء المعارك وقصف قوات النظام السوري وروسيا على المدينة، الأمر الذي أدى إلى امتلاء المقابر النظامية، ودفع الناس إلى دفن موتاهم في الحدائق العامة وحدائق المنازل ومنصفات الشوارع.
وبعد نحو عامين من سيطرة النظام على المدينة، أصدرت محافظة حلب مطلع عام 2018 قرارًا بنقل 5500 قبر عشوائي إلى المقبرة “الإسلامية الحديثة” شرقي المدينة، الأمر الذي خلق مخاوف لدى أهالي الضحايا من نقل القبور دون توثيق حقيقي.
وشكّل مجلس المدينة “لجنة نقل المقابر العشوائية” للاضطلاع بهذه المهمة، ودعت اللجنة حينها إلى ضرورة توعية الأهالي وذوي الموتى بضرورة نقل الجثامين فور تجهيز المقابر، دون الأخذ بعين الاعتبار أن الآلاف من الأهالي الذين تمّ تهجيرهم من حلب لا يستطيعون العودة، ودون التنويه إلى إجراءات التوكيل القانونية، وعدد الشهود المطلوبين لإتمام عمليات توثيق دقيقة.
وأصدرت هيئة الطبابة الشرعية في “محافظة حلب الحرة” حينها، مناشدة لجميع هيئات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان لعدم السماح بنقل هذه القبور إلا تحت إشراف هيئات ومنظمات حقوقية محايدة.
–