عروة قنواتي
هزيمة في السوبر الإيطالي أمام الإنتر مطلع العام الحالي، هزيمة في نهائي الكأس أمام الإنتر قبل أيام قليلة، رحيل مبكر عن إقصائيات الشامبيونزليغ على يد الغواصات الصفراء فياريال، المركز الرابع في الكالتشيو ولا منافسة على اللقب منذ سبع جولات، هذه حصيلة نادي يوفنتوس هذا الموسم.
ثلاثة مواسم تبدلت وجوه المدربين: أليغري، ساري، بيرلو، ثم أليغري، تغيّرت بها ملامح المحترفين، جاء كريستيانو ورحل، سيرحل ديبالا أيضًا، وسينهي المخضرم كيليني مشواره الكروي.
الجماهير التي كانت تواقة للقب أوروبي جديد بعد آخر مرة في العام 1995، والتي كادت أن تصل للحلم الجميل مجددًا في العامين 2015 و2017، إلا أن نجوم الكرة الإسبانية في ريال مدريد وبرشلونة أوقفوا مسيرة الحلم مرتين، هي نفسها الجماهير التي شاهدت في النسخ الأربع الماضية فريقها لا يستطيع تجاوز دور الثمانية، بل وأقصي مرتين من الدور ثمن النهائي.
موسم صفري بلا ألقاب لأول مرة منذ 11 عامًا، موسم كارثي بالنتائج والمنافسة لأول مرة منذ 11 عامًا، وأسوأ أداء في الدوري الإيطالي منذ سبع سنوات، وإدارة السيدة العجوز ما زالت تتحدث وتتحدى بمشروع البناء.
اليوفي حاله هذه الأيام كحال الكرة الإيطالية، واللعنة التي أصابتها، والترنح القوي الذي ضرب مفاصلها. الكرة الإيطالية باتت تعيش على الاستثناء أو الطفرة أو المفارقات فقط مند نيل المنتخب الأول لقب المونديال في العام 2006، ومنذ آخر تتويج في الشامبيونزليغ لنادٍ يحمل لواء الكرة الإيطالية في العام 2010، وهو إنتر ميلان مع السيد جوزيه مورينيو. مورينيو نفسه هو الآن يرفع لواء الأندية الإيطالية في ثالث مسابقات القارة العجوز، دوري المؤتمر الأوروبي، حيث وصل إلى النهائي لمقابلة غلاسكو رينجرز الاسكتلندي.
حال اليوفي تشبه حال المنتخب الذي فشل في تجاوز الدور الأول من مونديال 2010 ومونديال 2014 ولم يحظَ بالوصول إلى مونديال 2018 و2022، لتبقى مسابقة اليورو 2020 هي الاستثناء الذي إن قدم الفرحة والبهجة وعودة الأحلام لعشاق الكرة الإيطالية فإنه خدّرها تمامًا بالخروج على يد مقدونيا الشمالية في ملحق المونديال 2022.
55 هدفًا حتى الآن سجلها فريق يوفنتوس في الدوري وتلقت شباكه 33 هدفًا، فاز في 20 مواجهة وتعادل في تسع وخسر في سبع، مع تبقي جولتين لنهاية الموسم بالكامل، ولا يوجد إلا اسم فلاهوفيتش (23 هدفًا) على لائحة أفضل الهدافين في الكالتشيو خلف شيرو إيموبيلي (27 هدفًا)، وفلاهوفيتش ضم أهدافه القديمة (17 مع فيورنتينا) مع أهداف سجلها بقميص اليوفي (ستة أهداف)، كونه جاء في منتصف الموسم إلى السيدة العجوز، وإلا فإن أقرب مسجل أهداف باسم اليوفي على لائحة الهدافين هو باولو ديبالا (عشرة أهداف).
لن نسأل منذ متى كان وضع السيدة العجوز كما اليوم، ولكن السؤال الآن إلى متى يستمر هذا الوضع، إلى متى تستمر هذه الإخفاقات والأرقام المحزنة مع تقدم وصحوة الأندية المهمة في إيطاليا والتي عانت كثيرًا قبل عشرة أعوام تقريبًا وتخلخلت اقتصاديًا ورياضيًا في فترة الحصاد الأشهر لليوفي.
إي سي ميلان وإنتر ميلان ونابولي، وها هو روما يعود خطوة بخطوة، ضاربين بعرض الحائط زمن السيطرة الكاملة ليوفنتوس، مع شعار المرحلة الجديد: الألقاب للأفضل وللأقوى.
لا أعتقد أن حلم جماهير اليوفي في التتويج بدوري الأبطال سيرى النور في السنوات الثلاث المقبلة، لأن المشكلة الآن أولًا هي كيف يستعيد الفريق مكانته المحلية ويعود إلى سكة الانتصارات على مستوى ألقاب الكأس والسوبر والدوري.
موسم للنسيان بكل المقاييس، والموسم الجديد كفيل بالإجابة والحكم على مشروع إدارة اليوفي، هل بدأت فعلًا خطوات البناء، أم أن الهدم مستمر؟