جريدة عنب بلدي – العدد 47 – الأحد – 13-1-2013
التسبيح
{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} (سورة طه، 130) تتعرض لبلاء أو مصيبة أو مشكلة فتصبر وتتفكر وتخرج منها سالمًا… على طول الطريق تكون متصلاً باسم من أسماء الله متعلق بالمشكلة فتدعوه بذلك الاسم ثم تسمو فوق المشكلة وتصبح منيعًا عليها من خلال ذلك الاسم وبالتالي «تسبّح باسمه». مثلاً : تعرّضت لظلم في عملك فصبرت وفكّرت كيف تعيد العدل لنفسك وللمجتمع، وفي طريق الخلاص تدعو الله العادل وتطلب منه العدل… يعطيك البصيرة ويجعل لك نورًا وكفلين من رحمته فتخرج من الظلم وتصبح منيعًا عليه وتسبح باسمه العادل. وهكذا مع كلّ مشكلة وصبر وتفكّر وجهاد تسبّح باسم من أسمائه الحسنى أو أكثر بحسب الحاجة {وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (سورة الأعراف، 180).
النفس اللوّامة
إذا اتبعت منهج الاستغفار التفصيلي والتسبيح بأسماء الله الحسنى من خلال مجريات الحياة فإنك ستقوم بعملية محاسبة لنفسك يومية وستصل إلى مستوى النفس اللوامة التي هي مقدمة للنفس المطمئنة. النفس اللوامة قرنها الله بيوم القيامة لأنها نفس أحضرت قيامتها إلى حياتها الدنيا {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} (سورة القيامة، 1-2) وقامت بحسابها «أولاً بأول» فكان حسابها في الآخرة يسيراً {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} (سورة الانشقاق، 8) {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ} (سورة الحاقة، 19-20). وإذا لم نقم بعملية المحاسبة اليومية التفصيلية نتحول إلى نفس غافلة أمارة بالسوء تتفاجأ بحسابها يوم القيامة الذي سيكون عسيرًا. ومن هنا قال أحد الصالحين: «ليس منا من لم يحاسب نفسه في اليوم ساعة»، والرقم لا يقصد فيه قصر المدة على ساعة واحدة بل تخصيص ورد يومي من التفكر والمحاسبة قد يكون ساعة أو أقل أو أكثر بحسب المشكلة والوقت المتاح.