ما مدى تجاوب الأمم المتحدة مع طلب “الائتلاف” جلسة طارئة لمحاسبة الأسد؟
طرح توجيه “الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة” مذكرة قانونية إلى عدة جهات دولية بخصوص مجزرة حي التضامن بالعاصمة السورية دمشق، تساؤلات عديدة حول التجاوب مع مطالب الائتلاف لعقد جلسة طارئة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وربط سبب الجلسة بمجزرة “التضامن”.
وانتشر تحقيق حول حي التضامن بدمشق يظهر ارتكاب مخابرات النظام السوري مجازر مروعة فيه، بينها تسجيل مصوّر يوّثق إطلاق الرصاص على عشرات الأشخاص ودفنهم في مقبرة جماعية، ثم حرق جثثهم من قبل عناصر النظام السوري، في عام 2013، وفق التحقيق الذي نشرته صحيفة “الجارديان”، في 27 من نيسان الماضي.
مذكرة قانونية ومطالب
وجّه رئيس “الائتلاف السوري”، سالم المسلط، مذكرة قانونية إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة، عبد الله الشاهد، ورئيس مجلس الأمن للدورة الحالية السفيرة ومندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، بخصوص مجزرة حي التضامن في سوريا.
وذكر بيان “الائتلاف” أن المسلط أكد، في المذكرة الصادرة في 6 من أيار الحالي، أن هذه المجزرة ليست الوحيدة، إذ عانى السوريون من آلاف “الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام الأسد بشكل ممنهج”، ولا تزال العديد من الجرائم المرتكبة وغير المكتشفة بعد طي الكتمان وبدون محاسبة ومساءلة مرتكبيها، وسعي النظام السوري لطمس الأدلة.
وطالبت مذكرة “الائتلاف” بالدعوة إلى عقد جلسة طارئة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة الخطوات التي يتوجب اتخاذها لمساءلة النظام السوري، ونزع الشرعية الدولية عنه، وإحالته إلى المحكمة الجنائية الدولية في ضوء الأدلة الجديدة المنشورة في صحيفة “الجارديان”، وأفعال النظام المستمرة في إبادة الشعب السوري.
دون جدوى
مسؤول قسم المناصرة والتواصل في “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”، الدبلوماسي السوري داني البعاج، أوضح لعنب بلدي أن الدعوة لجلسة عاجلة أو طارئة لمجلس الأمن يجب أن تكون بناء على طلب من إحدى الدول.
“الائتلاف” ليس دولة رغم اعتراف بعض الدول بوجوده، ولكنه للأسف لا يمثل سوريا، إذ لم ينجح بأخذ المقعد من النظام، بحسب البعاج، الذي أشار إلى ضرورة تبني أحد الدول أو الحلفاء لهذه الدعوة.
ويرى الدبلوماسي السوري أن “الائتلاف” متأخر كثيرًا إن كان بطريقة إرسال المذكرات القانونية أو حشد الدول، أو طريقة وصوله إلى الدول الفاعلة ومراكز صنع القرار والتأثير فيها، فهو بعيد عنها.
هل تؤثر مجزرة “التضامن”؟
ربط الجلسة الطارئة بمجزرة حي التضامن برأي بعاج لا يحفز ولا يؤثر كثيرًا، ومحاولات “الائتلاف” استغلال ما يحدث في أوكرانيا واستغلال الحشد ضد روسيا لتحقيق خطوات معينة لن تفلح، لأن السياسة الدولية لا تعمل بهذه الطريقة.
وأعرب البعاج عن أسفه من النظرة التي تطال “الائتلاف” حاليًا، إذ يُنظر له بشكل أساسي على أنه واجهة معارضة تمثل مصالح تركيا أكثر من مصالحها.
عدم فتح جلسة طارئة أو عدم التجاوب مع “الائتلاف” لا يعني، بحسب البعاج، أن الدول لا تعترف بمجزرة “التضامن” لأن هناك آليات تحقيق دولية تعمل على الأمر، لكن القدرة على تحريك ملف دولي أو السعي له يحتاج إلى دول.
ويرى الدبلوماسي السوري أن “الائتلاف” محدود ومحصور الإمكانيات في هذا المجال، ويفتقر إلى التقنيين الأقوياء القادرين على تحريك هكذا ملفات والاستفادة منها والبناء عليها، وفقير سياسيًا فهو في أضعف حالاته، وفق البعاج، الذي شكك بوجود أي صدى للمذكرة القانونية المُرسلة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :