في ذكرى “عيد الشهداء”.. مديح الأسد حاضر و”مجازر” قواته مستمرة
في حين لا يزال العالم يعاين ركام المدن والبلدات السورية التي دكّتها طائرات وصواريخ النظام على مدار 11 سنة، وفي حين تحصي المنظمات الدولية مئات آلاف الضحايا المدنيين الذين قتلتهم آلته الحربية وقواته العسكرية، أحيا رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وإعلامه الذكرى 106 لـ”عيد الشهداء”، التي وافقت ذكراها 6 من أيار الحالي.
واحتفل بشار الأسد بذكرى “عيد الشهداء” من خلال فعالية حملت اسم “النفوس الكرام” بحضور زوجته أسماء الأسد، وممثلين من قواته، ومديري مكاتب “الشهداء” في المحافظات، وأعضاء السلك الدبلوماسي للدول العربية والأجنبية بدمشق، وبعض الفنانين.
وألقى وزير الدفاع، علي محمود عباس، الذي عيّنه الأسد حديثًا كلمة، مساء الأربعاء 11 من أيار الحالي.
مديح القائد “الشجاع”
طغت كلمات المدح والثناء بالأسدين الأب والابن وزوجته أسماء، والاستشهاد بكلامهما عن الشهداء والشهادة، في كلمة الوزير عباس، الذي تحدّث عن “شجاعة” بشار الأسد بمتابعته المقاتلين من قواته في مواقعهم وزيارتهم على خطوط النار الأولى، ومشاركتهم الطعام والاطلاع على معنوياتهم.
مديح الأسد لم يقتصر على “شجاعته بالاطلاع على وضع عناصر جيشه”، وامتد للحديث عن زيارته لأسر “الشهداء” والجرحى في منازلهم في العديد من مدن وبلدات سوريا، أو استضافته لهم في قصر “الشعب”، والاستماع إلى شؤونهم.
سجّل رئيس النظام السوري، حضوره سابقًا بزيارات خاطفة لمناطق المواجهة أو المناطق التي سيطرت عليها قواته خلال المعارك، والتي أوصل من خلالها رسائل داخلية وخارجية.
وكانت زيارات غير معلنة لمناطق ساخنة على الجبهات السورية كظهوره، في 22 من تشرين الأول 2019، في بلدة الهبيط بعد سيطرة قواته عليها، على أحد خطوط التماس مع الفصائل المقاتلة في إدلب، كبرى بلدات ريف إدلب الجنوبي.
وبالعودة إلى كانون الثاني من عام 2015، ظهر الأسد بسترته الشتوية في “جولة تفقدية” لـ”الخطوط الأمامية” في حي جوبر الدمشقي، الذي كان واحدًا من أسخن جبهات سوريا وريف دمشق.
زيارة رئيس النظام السوري لحي جوبر كانت بمناسبة رأس السنة، حين اختلطت أصوات الرشاشات المحتفلة بالعام الجديد مع أصوات الاشتباكات المنبعثة من خطوط المواجهة، إذ ظهر الأسد في إدارة المواصلات بحي الزبلطاني التي تبعد عن الخطوط الأمامية للحي الدمشقي نحو كيلومتر واحد، وتناول وجبة العشاء مع عناصره وسط أغانٍ وطنية بثتها القنوات الحكومية مع صور الزيارة.
لا حديث عن “الشهداء”
وتخلل كلمة عباس الحديث عن “الاهتمام والحرص” الذي يوليه بشار الأسد وزوجته تجاه أبناء “الشهداء”، وختم وزير الدفاع حديثه بكلمة سابقة للرئيس الأسد، تمحورت عن أرض سوريا التي ارتوت بدماء “الشهداء”، وشعار “عاشت سوريا أبية كريمة بأبنائها وجيشها الباسل”.
في حين غاب الحديث في كلمة علي عباس عن ذكرى “شهداء” اليوم الذي تحول ليصبح في كل عام مناسبة رسمية تحتفل بها كل من سوريا ولبنان تكريمًا لذكراهم التي حدثت في 6 من أيار 1916.
وأقدمت السلطات العثمانية على تنفيذ حكم الإعدام بحقّ 21 مثقفًا وطنيًا، وأعدمت 14 منهم في ساحة “البرج” وسط العاصمة اللبنانية بيروت، التي تحوّل اسمها بعد ذلك إلى ساحة “الشهداء”.
وأعدمت سبعة في ساحة “المرجة” في العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد أن اتّهمهم حاكم بلاد الشام في ذلك الحين، جمال باشا المعروف بـ”السفاح” بالتخابر مع أجهزة الاستخبارات البريطانية والفرنسية اللتين كانتا على عداء مع الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى حينها.
“آلة القتل مستمرة”
متحف دمشق يبعد كيلومترات عن حي التضامن، الذي انتشر مؤخرًا تحقيق يظهر ارتكاب مخابرات النظام السوري مجازر مروعة فيه، بينها تسجيل مصوّر يوّثق إطلاق الرصاص على عشرات الأشخاص ودفنهم في مقبرة جماعية، ثم حرق جثثهم من قبل عناصر النظام السوري، في عام 2013، وفق التحقيق لصحيفة “الجارديان”، في 27 من نيسان الماضي.
وسجّل تقرير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، الصادر في 15 من آذار الماضي بالذكرى السنوية الـ11 لانطلاقة الثورة السورية، منذ آذار 2011 حتى آذار 2022، مقتل 228 ألفًا و647 مدنيًا، بينهم 14 ألفًا و664 قضوا تحت التعذيب، بينما لا يزال 151 ألفًا و462 شخصًا قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري، إضافة إلى تشريد قرابة 14 مليون سوري.
وقُتل على يد قوات النظام السوري 200 ألف و367 مدنيًا بينهم 22 ألف و941 طفلًا، و11 ألف و952 سيدة، وقتلت القوات الروسية 6 آلاف و928 مدنيًا بينهم ألفان و42 طفلًا، و977 سيدة.
وأكدت أن النظام السوري وحلفاءه هم المسؤولون عن الأغلبية العظمى من عمليات القتل بنسبة 91%، كما ذكرت في تقريرها أن أكثر من نصف الشعب السوري بين نازح ولاجئ، لافتة إلى تقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تشير إلى أن قرابة 13.4 مليون سوري أجبروا على النزوح داخليًا أو اللجوء إلى دول أخرى منذ آذار 2011.
وتستمر قوات النظام وروسيا بقصف واستهداف شبه يومي لمناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة، شمال غربي سوريا، مع استمرار سريان اتفاقيات دولية بوقف إطلاق النار، ومنا ما يُعرف باتفاق “موسكو” أو اتفاق “وقف إطلاق النار”، الموقّع بين روسيا وتركيا، في 5 من آذار عام 2020.
وتواصل روسيا والنظام شن الهجمات “القاتلة” على المدنيين وملاحقتهم، دون أي رادع أو محاسبة دولية على هذه الجرائم، بحسب “الدفاع المدني”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :