إعجاز الحياة.. أرقام “مخيفة” للأسلحة التي استقبلتها داريا خلال 4 أشهر
زين كنعان – داريا
“الطفل في مدينتنا يستشهد قبل أن يولد”، كلمات قالها أبو عمر، أحد المسعفين في مشفى مدينة داريا الميداني، عند استشهاد عائلة من أقربائه مؤلفة من 5 أشخاص بينهم امرأة حامل، ببرميل متفجر أثناء اختبائهم في حفرة لم تحمهم منه.
لم تكن هذه المجزرة استثناءً في داريا، فالمدينة تشهد حملة عسكرية مستمرة منذ ثلاثة أعوام، ازدادت وتيرتها خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، واستقبلت أحياؤها آلاف البراميل والقذائف والصواريخ، أملًا من النظام بتحقيق مكاسب حقيقية على الأرض.
أبو حمزة، قائد مجموعة في الجيش الحر، تحدث إلى عنب بلدي عن الحملة الأخيرة على المدينة، “مضى على تصعيد قوات النظام أكثر من ثلاثة اشهر، لم يوقف فيها محاولاته لاقتحام داريا التي باءت جميعها بالفشل، ومع طول فترة التصعيد أصبح حديث الاهالي: الحملة بدأت.. ستتوقف.. انتهت.. إلى متى”.
“لا يهم كل هذا التصعيد، فبالرغم من ضغط الجبهة إلا أن معنوياتنا نار والحماس والتحدي يملأ القلوب، والأهم أنها حثت المجاهدين لاعتماد وسائل وطرق مميزة لصد الهجوم، وابتكار مفاجآت أقل ما توصف بأنها صادمة للعدو، واستطعنا تدمير الكاسحة التي ظن البعض أنها لا تُقهر لشدة تحصينها”، تابع أبو حمزة.
واستمر القيادي في سرد خسائر النظام في يوم واحد “أنفق النظام على معركته أثناء اقتحامه من جهة الوهاب (المحور الغربي) أكثر من 35 قذيفة جهنم وحوالي 30 قذيفة دبابة وأكثر من 10 صواريخ أرض أرض وآلاف الطلقات والقنابل، فضلًا عن خسارة دبابة، عدا عن 40 برميلًا متفجرًا سقطت هذا اليوم، وعشرات من قذائف الهاون والمدفعية”.
استطاعت قوات الأسد التقدم مسافة 20 مترًا في أرض مكشوفة بتكلفة تقدر بثلاثة ملايين دولار أمريكي، عدا عن إزهاقه أرواح ثمانية من عناصره، دون ذكر الجرحى الذين لم نحصهم لكثرتهم، وتابع القيادي ساخرًا “لو كنت مسؤولًا لدى النظام لقدمت 5 مليارات دولار كموازنة تقريبية للحملة على داريا وطالبت بـ 10 آلاف عنصر، أو اخترت الحل الأسهل وهو شنق الضابط المسؤول عن الحملة في منتصف المزة 86، واعتذرت لأهالي القتلى ثم لمجاهدي داريا على الإزعاج واستروا ما شفتوا منا”.
وتحدث أبو جعفر الحمصي، قائد عمليات لواء شهداء الإسلام، عن سير المعارك على أطراف داريا “حشد النظام قواته لاقتحام المدينة منذ شهر ونصف تقريبًا، بعد تمهيد ناري استمر ثلاثة أشهر سابقة بالبراميل المتفجرة المكثفة، استهدف فيها نقاط الجبهات والخطوط الخلفية بالإضافة إلى الأحياء السكنية، متوقعًا تحقيق تقدم كبير وفوري، واستمر في القصف خلال بدء الحملة التي لم يحقق من خلالها سوى عدة مجازر بحق المدنيين”.
وبالعودة إلى المسعف أبو عمر، أوضح أن “النظام لجأ مؤخرًا إلى قصف المدينة ببراميل تحوي قنابل عنقودية لتزيد من مساحة الرقعة المقصوفة”، وعبّر عن سعادته بعد نجاته من برميل سقط فوق منزله، وقال “لطف الله يتبعنا أينما ذهبنا في المدينة، فالبرميل الذي سقط فوق منزلنا لم يُبقِ شيئًا ولا أعرف كيف خرجت”.
وكشف الناشط الميداني مهند أبو الزين لعنب بلدي، أنه منذ مطلع آب الماضي وحتى لحظة إعداد التقرير سقط على داريا نحو 3375 برميلًا متفجرًا، بمعدل وسطي 25 برميلًا في اليوم الواحد، توفي إثرها نحو 70 شخصًا معظمهم مدنيون، بالإضافة إلى عائلتين من أطفال ونساء، عدا عن عشرات الإصابات بجروح متفاوتة، شكل بعضها إعاقات جسدية.
وتابع أبو الزين “لم تكتفِ قوات الأسد بقصف البراميل المتفجرة، إذ نفذ الطيران الحربي 45 غارة بالصواريخ الفراغية، إضافة إلى 5 هجمات بقنابل النابالم الحارق في أواخر آب الماضي، كما استخدم قنابل الغازات السامة ضد الثوار على الجبهات 7 مرات، كذلك فإن مئات الأسطوانات المتفجرة وصواريخ فيل ذات الفعالية التدميرية العالية ألقيت على داريا إلى جانب 4000 قذيفة تقليدية”.
وصلت نسبة الدمار في داريا إلى أكثر من 95% في الأبنية والبنى التحتية بشكل عام، كما أخبرنا أبو الزين، لكن من تبقى من أهلها يعتقدون أنها مازالت صالحة للحياة رغم الدمار وآلة الموت المحيطة بهم من كل جانب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :