لم يقبل المهندس، ابن الـ 27 ربيعًا، أنصاف الحلول منذ انطلاق شرارة الثورة في داريا، حتى بكته مدينته، الجمعة 18 كانون الأول الجاري.
عرفت ميادين الثورة بشار (أبو أسامة) جيدًا، وطمح دائمًا ليكون في المقدمة، إذ بدأ متظاهرًا سلميًا في شوارع داريا ودمشق مناديًا بسقوط الأسد، وتابع في النشاط الإغاثي قبل حصار المدينة وخلاله، مساهمًا في مكتب العلاقات العامة في المجلس المحلي للمدينة. ثم عاد إلى الزراعة فترة الحصار المستمر منذ 3 سنوات لتوفير المؤونة للمحاصرين، وانخرط مؤخرًا بالعمل العسكري، كقائد ميداني لكتيبة أحفاد صلاح الدين، بعد مقتل قائدها جمال شعيب نهاية آب الماضي، لتضعه المعركة في المواجهة.
درس العلوم الشرعية في مسجد المصطفى في داريا وحفظ القرآن الكريم وكان أحد أساتذة المعهد، ودرس الهندسة المدنية في جامعة دمشق لكن نشاطه الثوري واعتقاله نهاية عام 2011 حال بينه وبين التخرج.
فقد بشار الكثير من أقاربه ورفاق دربه في داريا، لكن أصدقاءه ينقلون أنه كان دومًا دافعًا ومشجعًا لمن حوله للاستمرار بالمقاومة حتى “النصر أو الشهادة”.
بشار الطيب العنيد، يعرفه المقربون بحدته في نقاشه وثباته على مواقفه، وسعيه ليكون على بصيرة مما يجري، كما يعرفونه بطيبة قلبه وروحه اللطيفة المرحة.
أصيب منذ أيام مقبلًا على جبهات مدينة داريا، وعجزت القدرة الطبية في المدينة على تأمين العلاج اللازم لإصابته، وبعد محادثة أجراها مع أصدقائه أخبرهم بتحسن حاله وتماثله للشفاء قبيل وفاته، انتقلت روحه إلى جوار ربه ليضاف إلى قافلة الشهداء التي قدمتها مدينة داريا، والتي زادت عن ألفين منذ مطلع الثورة السورية.