أردوغان يطمئن الأتراك بانخفاض عدد السوريين.. لكنه لن يطردهم

  • 2022/05/10
  • 10:17 ص

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال كلمته عقب ترؤسه اجتماع الحكومة- 9 من أيار 2022- وكالة الأناضول

أكّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مواصلة حكومته جهودها في سبيل “تأمين استقرار سوريا”، التي ما زالت الصراعات موجودة فيها ولم تتحقق وحدة أراضيها الإقليمية، حسب تعبيره.

وقال أردوغان، الاثنين 9 من أيار، عقب انتهاء اجتماع الحكومة التركية في العاصمة أنقرة، إن تركيا تحافظ على بقاء أربعة ملايين سوري في إدلب، شمالي سوريا.

وأضاف أن الحكومة التركية قدمت عرضًا للقادة الذين حضروا قمة “مجموعة العشرين” التي عُقدت في أنطاليا عام 2015، لاستيعاب مليون شخص من اللاجئين السوريين، مشيرًا إلى عدم دعمهم لهذا المشروع.

وذكر أردوغان أن تركيا تعمل على بناء منازل “الطوب”، التي أنجزت منها نحو 58 ألف منزل حتى الآن.

ولفت إلى اتخاذ تركيا خطوة جديدة بالتعاون مع المنظمات الدولية، باتجاه بناء مجمعات سكنية يصل عددها إلى 200 ألف منزل، تتضمّن مدارس ومستشفيات ومنشآت زراعية في 13 منطقة مختلفة في سوريا.

وبحسب دراسات أجرتها مؤسسات (لم يسمِّها)، فإن عدد اللاجئين السوريين الراغبين في العودة يزيد على مليون شخص، وفق ما صرح به أردوغان، موضحًا أن عدد السوريين المرحّلين لعدم التزامهم بالقوانين بلغ 20 ألفًا، بينما وصل عدد الأجانب المرحّلين من الجنسيات الأخرى إلى 21 ألف شخص.

وطمأن أردوغان الشعب التركي بقوله، إن “عدد السوريين في بلادنا سينخفض إلى مستويات معقولة في حال توفيرنا الإمكانات اللازمة للعودة الطوعية”، مؤكدًا أن الحكومة لا تقدم للسوريين أو الأجانب القادمين من دول أخرى أي تسهيلات مختلفة تميزهم عن مواطنيها، بالإضافة إلى عدم تخصيص أي موارد إضافية لهم.

ونوه الرئيس التركي إلى أن عدد المهاجرين “غير النظاميين” الذين أُعيدوا إلى بلادهم منذ 2016 تجاوز 320 ألفًا.

وفي رد أردوغان على تصريحات رئيس الحزب “الجمهوري”، كمال كليشدار أوغلو، الذي يعلن نيته إعادة السوريين إلى بلدهم، قال، “لن تستطيع القيام بذلك لأننا تربينا على ثقافة الأنصار والمهاجرين، ونحن كنا أهلًا لإخواننا السوريين وسنبقى كذلك”.

وفي كلمة ألقاها أردوغان، في حفل إحياء الذكرى السنوية الـ32 لتأسيس جمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين (MÜSİAD)، الاثنين، قال إنه لن يسمح برمي السوريين الذين لجؤوا إلى تركيا هربًا من الحرب في أحضان القتلة.

وأشار إلى أنه يمكن للسوريين العودة إلى وطنهم حين يشاؤون، ولكن الحكومة التركية لن تطردهم من أراضيها إطلاقًا.

وأضاف أردوغان أن الحكومة ستستمر بتقديم العون حتى النهاية للإخوة السوريين الذين خرجوا من الحرب ولجؤوا إلى أراضيها.

وفي وقت سابق، أعلن أردوغان عن مساعي الحكومة التركية لإعداد مشروع لضمان عودة مليون لاجئ سوري “عودة طوعية” إلى بلادهم، بحسب ما نقلته قناة “A Haber” التركية.

وجاءت تصريحات أردوغان، في 3 من أيار الحالي، عبر مكالمة فيديو، خلال مراسم تسليم مفاتيح منازل “الطوب” في مدينة إدلب، بالتنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، وبحضور وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو.

وقال إن الحكومة التركية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني التركية والعالمية، تسعى لإنشاء مشروع سكني وخدمي كامل.

وتصاعدت وتيرة التصريحات المتعلقة بملف اللاجئين السوريين في تركيا بالأيام الأخيرة الماضية.

وتزامنت هذه التصريحات في البداية مع سماح الحكومة للسوريين بقضاء إجازات العيد في سوريا، بالذهاب عبر المعابر الحدودية، ما أسفر عن تأجيج الشارع التركي ضد اللاجئين وبقائهم في البلاد، وهو ما أدى إلى إعلان وزير الداخلية التركي تقييد السماح للسوريين بالذهاب إلى بلادهم لقضاء عطلة العيد، وإلغاء إجازات العيد بالكامل لاحقًا، والسماح بالزيارة فقط لمن يتقدم بطلب إذن من الولايات في حالات المرض أو الوفاة لأحد من العائلة في الداخل السوري.

وتتوجه أحزاب المعارضة لشد الشارع التركي نحوها، باستخدام ملف اللاجئين بشكل عام، واللاجئين السوريين على وجه الخصوص، بشكل متكرر كورقة ضغط ضد الحكومة التركية.

كل هذه التخبطات في التصريحات لها أسباب متعددة يرجعها البعض إلى الانتخابات التي تتحضر لها البلاد في العام المقبل.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي