إثر تلوث مياه الشرب.. مئات الحالات مصابة بالتهاب الكبد الوبائي بدرعا

  • 2022/05/12
  • 5:16 م

عيلدة متنقلة في درعا 11 من 2022 (مديرية صحة درعا)

“مضى شهر كامل ونحن نعاني من الأمراض، حتى أصبحت السيرومات بأيدي أبنائنا شيئًا روتينيًا”، هكذا اشتكت إيمان (25 عامًا)، وهي من سكان مدينة درعا، من استمرار الإصابات المرضية في عائلتها منذ مطلع شهر نيسان الماضي، إثر اكتشاف تلوث حصل بمياه الشرب في المدينة.

ورغم زعم مؤسسات النظام في المدينة إصلاح العطل وحل مشكلة التلوث، لم تنتهِ تبعات التلوث إذ أصيب المئات بالتهاب الكبد الوبائي والحمى التيفية.

وتتوافد العشرات من الحالات يوميًا لنقاط منظمة “الهلال الأحمر السوري” الطبية وإلى مشفى “درعا الوطني”، وسط تخوف من مضاعفات وخاصة لدى الأطفال، بحسب إيمان.

وصال (38 عامًا) من سكان المدينة، قالت لعنب بلدي، إنها أصيبت بالحمى التيفية هي وأربعة من أبنائها.

وتابعت، “كنت أشرف على علاج أربعة من أبنائي بين النقطة الطبية والمنزل، إذ كنت أراقب حركة السيرومات وأعطيهم الأدوية في موعدها، إلى جانب مراقبة درجات حرارتهم، الأمر كان شاقًا، ولكن تخوفي على أبنائي كان أكبر”.

وأضافت، “في النهاية بدأت أشعر بوهن عام بالإضافة للاستفراغ والصداع المستمر، وبعد التحاليل تبين إصابتي بالحمة التيفية”.

وقال طبيب في درعا، تتحفظ عنب بلدي على ذكر اسمه، إن تلوث مياه الشرب في درعا، سبب رئيسي في حدوث هذه الإصابات، وإن فيروس “الكبد الوبائي A” هو مرض معدٍ، ينتقل عن طريق الفم أو الأمعاء عبر تلوث الطعام أو الشراب أو المياه.

وأعراض المرض هضمية (إقياء واسهال وألم بطني وارتفاع حرارة).

وأضاف الطبيب أن نسبة قليلة من الإصابة بالتهاب الكبد قد تؤدي إلى الوفاة، ولكن أغلب الحالات يتم شفاؤها عفويًا.

وأهم طرق الوقاية، بحسب الطبيب، تعقيم المياه الذي يؤدي لإيقاف حلقة العدوى، بالإضافة إلى اتباع طرق النظافة الشخصية.

تضارب في أرقام الحالات

وأكد مدير صحة درعا، أشرف برمو، يوم الأربعاء لبرنامج لإذاعة “شام إف إم”، عن اكتشاف 670 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي بعد إجراء المسح لـ2070 شخصًا تركزت معظمها في حي “السبيل”.

واعتبر أن الإصابات إلى انخفاض، مشيرًا إلى أن السبب يعود إلى اختلاط المياه مع الصرف الصحي، ولكن تمت معالجة المشكلة بشكل مباشر، على حد قوله.

وأوضح برمو أن التهاب الكبد مرض عادي وغير خطير، وهو عبارة عن فترة حضانة ويتعداها المريض، وتتم متابعة جميع الحالات من قبل الأطباء، مشيرًا إلى أن هذه الفترة من العام هي موسم التهاب الكبد، وتحصل هذه الحالات غالبًا، ولكن لا تكون بهذه الكمية أو الأعداد خاصة مع بداية الصيف.

وفيما يخص حصول المواطنين على لقاح “كورونا” في درعا، قال برمو إن الإقبال على اللقاح في درعا ضعيف، حيث تم تلقيح ما يقارب 100 ألف شخص، على الرغم من أن اللقاح متوافر بجميع المراكز الصحية، والفرق الطبية على استعداد دائم، بحسب قوله.

ولكن مدير الصحة قال لموقع “سناك سوري“، في وقت سابق، إن عدد الحالات التي تم فحصها هي 2070 حالة، أصيب منها بالتهاب الكبد الوبائي 939 حالة.

وأضاف برمو أن مديرية الصحة فرزت عيادتين متنقلتين في حي السبيل المكان المحصور فيه الإصابات نتيجة تلوث مياه الشرب الشهر الماضي.

السبب الرئيسي للوباء

بداية شهر نيسان الماضي، أعلنت مديرية مياه درعا حدوث انسداد في خطوط الصرف الصحي واختلاطه بمياه الشرب.

ترافق ذلك مع إصابة عشرات الأشخاص بشكل يومي بأعباء وأمراض معوية بالإضافة لإصابة الأطفال بجفاف حاد.

ومع انتشار خبر تلوث المياه، أقبل أهالي الأحياء التي تعرضت مياها للتلوث إلى شراء المياه المعدنية، بحسب سكان قابلتهم لعنب بلدي وقتها.

وفي 13 من نيسان، أعلنت مؤسسة مياه الشرب في درعا الانتهاء من أعمال الصيانة وتبديل الخط المهترئ المسبب للتلوث ودعت المؤسسة السكان لفتح الصنابير لغسلها من التلوث.

إلقاء اللوم على السكان

في حديث لقناة “سما” المقربة من النظام، بتاريخ 8 من أيار الحالي، قال مدير مؤسسة مياه درعا، محمد المسالمة، إن مسؤولية التلوث مسؤولية جماعية لا تتحملها المؤسسة وحدها، إذ حمّل المواطن مسؤولية عدم الإبلاغ عن الانسداد بخط الصرف الصحي بالإضافة للتعديات على خطوط مياه الشرب التي اعتبرها سبب في التلوث.

وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها مناطق سيطرة النظام أزمة مياه، إذ شهدت مدينة دمشق وأجزاء من ريف دمشق 1200 حالة تسمم جراء تلوث المياه، في 16 من تشرين الأول 2021.

كما شهدت منطقة وادي بردى مطلع عام 2020 الماضي، عشرات حالات التسمم الناجمة عن شرب مياه غير صالحة للشرب، في المنطقة الأغنى بمياه الشرب في محافظتي دمشق وريفها.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية