مسلسل “ظل”.. عن الانتقام المؤجل
مع انحسار حضور الأعمال الدرامية المشتركة (سورية- لبنانية)، خلال موسم رمضان 2022، وإلى جانب مسلسل “للموت 2″، جاء مسلسل “ظل” ليكون ثاني أعمال الموسم المشتركة وآخرها أيضًا.
العمل الذي يمتد على 30 حلقة، كمعظم الأعمال الدرامية المصممة للعرض خلال شهر رمضان، يقوم على فكرة لا تنعكس معالجتها على واقع أو شريحة كبيرة من واقع المشاهدين، ما يوقع العمل في فخ البعد عن الجمهور ومخاطبته من أعلى.
يحكي العمل حبكة لانتقام زُرعت بذوره والأسباب المحرضة عليه قبل سنوات طويلة، وبعد طول وقت وتخطيط وتفكير، افتتح العمل باب أولى حلقاته على الانتقام نفسه دون تعريف ما يجري على أنه انتقام أولًا، ودون توضيح الغاية مثلًا وراء التآمر على جبران الصافي، أحد أبطال العمل، وضحية انتقامه أيضًا.
يجسّد الممثل السوري عبد المنعم عمايري، في “ظل”، شخصية “جلال الباني”، رجل ناجح مهنيًا، ذائع الصيت يملك ويدير شركة محاماة، توظف العديد من المحامين، وتوكل إليهم قضايا كبيرة لا تُحل بالضرورة بموجب القانون، مقدار اعتمادها على الرشى والتفاهمات خارج أروقة المحاكم.
مع تتابع الحلقات، يكشف “ظل” عن أكثر من وجه لشخصية “جلال”، ويعود نحو لمحات من ماضيه، هذا الرجل الذي نشأ في مأوى أيتام، بعد مقتل والدته على يد أبيه، التقى في شبابه سيّدة أعمال تفوقه عمرًا وقدرًا، فتزوجها وبنى على أمجادها مجده الشخصي، واتخذ لنفسه حياة لا تخلو بأحد جوانبها من الطمع والأنانية.
ويكتشف المشاهد بعد كثير من الحلقات، أن “جلال” يسعى للانتقام من جبران الصافي، مصمم الأزياء العالمي الذي كان سابقًا على علاقة بالسيدة التي قتلها زوجها، ما يعني أن المصمم العالمي مسبب للجريمة بنظر “جلال الباني”، المتعطش لانتقام جرى تأجيله طويلًا ليأخذ ظروف إنجازه وإنجاحه بالشكل الذي يشفي غليل المنتقم، ويرضي حقده المعجون بحرمانه من العائلة وفقدانه للحنان، ونشأته دون رعاية.
في زحمة العروض الرمضانية واتساع حلبة المنافسة، كان حضور “ظل” خجولًا، لا لابتعاد حبكته عن واقع المشاهد العربي فقط، بل ولظروف تسويقية أيضًا أغفلها العمل المشترك من حيث الاسم، فالعمل تخلّى عن أغنية الشارة، وهي عمود تسويق مهم للأعمال المشتركة التي تحرص على تقديم نفسها سمعيًا بحناجر أكثر المطربين العرب شهرة.
كما أن بروز أعمال سورية محلية على الشاشة، قلّص من تفوّق العمل المشترك رغم الاعتناء بموجبات نجاحه.
يشارك في بطولة “ظل” كل من جمال سليمان، وعبد المنعم عمايري، وجهاد سعد، وكندة حنا، ويوسف الخال، ورانيا عيسى، وجيسي عبدو.
وكان من المفترض تصوير العمل لعرضه في رمضان 2021، لكن ظروف تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) أجّلت التصوير حينها، وربما أبعدت كلًا من هيا مرعشلي وباسل خياط عن العمل، بعد حديث سابق عن حضورهما فيه.
العمل من فكرة الكاتب سيف رضا حامد، وتأليف زهير الملا، وإخراج المصري محمود كامل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :