الخناق يشتد على اللاجئين السوريين في أوروبا

  • 2015/12/20
  • 12:49 م

عمر الحلبي

يبدو أن ربيع اللاجئين السوريين في أوروبا قارب على الانتهاء بعد تصاعد التصريحات من حكومات عدد من الدول الأوروبية من أجل التضييق على اللاجئين وإجبارهم على التفكير مليًا قبل التوجه إلى أوروبا، إذ تركت هجمات باريس في 13 تشرين الثاني التي أودت بحياة قرابة 129 شخصًا، أثرها على حياة من قصد أوروبا باحثًا عن حياة أخرى بعد أن فقد الأمل وانتهت حياته في بلده سوريا.

وارتفعت صيحات داخل البلدان الأوروبية تطالب بسرعة تدراك الأخطار التي يمكن أن يسببها بقاء الحدود مفتوحة مع تركيا والتي تشكل المنفذ الأهم للاجئين إلى القارة العجوز، فأعلن عن اتفاق تاريخي بين تركيا والاتحاد الأوروبي يخلص إلى ضبط الحدود من قبل أنقرة مقابل دعم مادي يصل إلى 3 مليارات يورو سنويًا من أجل مساعدة السوريين على الاندماج بالمجتمع أكثر.

وأكدت وكالة شؤون الحدود في الاتحاد الأوروبي (فرونتكس)، أن نحو 108 آلاف مهاجر وصلوا إلى اليونان في تشرين الثاني الماضي وهو تقريبًا نصف العدد المسجل في الشهر السابق بعدما أصبحت رحلة عبور البحر المتوسط من تركيا إلى السواحل اليونانية أكثر خطورة بسبب سوء حالة الطقس. وقالت الوكالة إن السلطات على الحدود سجلت ما مجموعه 1.55 مليون عبور غير قانوني إلى داخل الاتحاد خلال الفترة من كانون الأول وحتى تشرين الثاني.

ومع طول أمد الصراع في سوريا تحاول البلدان الأوروبية التشدد أكثر في قوانينها الناظمة للجوء والهجرة لكبح تعداد الراغبين بالقدوم إليها، فألمانيا التي أعفت اللاجئين السوريين من اتفاقية دبلن ومنعت إعادتهم إلى أول دولة بصموا فيها يعاني اللاجئون فيها من صعوبات كثيرة لجهة التأخر في تحديد مواعيد المحاكمة والحصول على الوثائق الرسمية التي تسهّل الحركة داخل البلد، كذلك خلق الضغط الكبير لعدد اللاجئين صعوبات في تأمين مساكن كافية ومناسبة، فبات الشباب اللاجئون ينامون في الملاعب الرياضية وأروقة الصالات العامة والحدائق وغيرها.

اللاجئ السوري منير القادري، الذي اصطحب قطته “زيتونة” معه إلى ألمانيا بعد رحلة طويلة من سوريا عبر تركيا واليونان، حصلت على إقامة رسمية في بلاد اللجوء قبله، بعد أن حجرت الحكومة الألمانية صحيًا عليها وبعد 3 أشهر أعادت القطة “زيتونة” مع طعامها وألعابها، كما وضعت اسمها ضمن سجلات البلاد الطبية ومنحتها جواز سفر أوروبي، وفق موقع Buzzfeed الأمريكي.

وتظهر بيانات المكتب الاتحادي في ألمانيا للنصف الأول 2015 أن السوريين شكلوا النسبة الأكبر من عدد طالبي اللجوء في ألمانيا بنسبة 20.3%، بحدود 32 ألف لاجئ، من أصل 160 ألفًا من جميع الجنسيات.

وتوقع وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير، أن يصل عدد اللاجئين حتى نهاية العام 2015 إلى 800 ألف شخص، أي ما يعادل واحد بالمئة من تعداد الألمان.

التشدد مع اللاجئين السوريين

أعلنت ألمانيا أنها بصدد استصدار قرار يسرّع إجراءات اللاجئين السوريين، لكنها أعادت لتشدد على موضوع وجود بصمة في إحدى دول دبلن، حيث سيرفض طلب لجوء من لديه بصمة في هذه الدول. أما الدنمارك التي لا يحمد السوريون من إجراءاتها فبعض الشباب مضى على وجوده نحو سنتين على أراضيها ولم يحصل على الإقامة، كما لم يستطع الكثيرون من لمّ شمل عائلاتهم فيها.

حيث تسعى كوبنهاغن لسنّ تشريعات متعلقة بلمّ الشمل وتقليص الإعانات الاقتصادية، والتي تضم حكومتها شخصيات تحمل مواقف مناهضة بشكل تام للمهاجرين، وبدعم من حزب الشعب الدنماركي ذي التوجهات القومية المتطرفة.

يقول محمد 25 عامًا، شاب سوري مضى على وجودي في الدنمارك نحو عامين.. “كنا نعيش ظروفًا جيدة لكن لا نعلم ما الذي حصل، تقلصت المساعدات المالية وفرض علينا العمل في قطاعات لا تناسب دراستنا وتخصصاتنا.. يريدوننا أن نرحل”.

وبالتزامن مع الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون السوريون في كل مكان يحلون فيه، يبدو أن الدول الأوروبية ذاهبة إلى فرض مزيد من التقييد على حركة وصولهم إليها، وبقدر كبير من عدم الارتياح ينظر جلّ السوريين إلى اتفاق تركيا والاتحاد الأوروبي، ويرفضون تحويل أزمتهم إلى ورقة سياسية بين الدول.

مقالات متعلقة

سوريون في الخارج

المزيد من سوريون في الخارج