حذفت إذاعة “شام إف إم” المحلية، المقربة من النظام السوري، تسجيلًا مصوّرًا كانت قد بثته، الثلاثاء 4 من أيار، من أمام منطقة جسر “الرئيس” في العاصمة دمشق، يُظهر عشرات الأشخاص الذين ينتقدون عشوائية إخراج المعتقلين ويشتكون طول انتظارهم دون جدوى.
وفي ظل غياب التغطية الإعلامية الرسمية، ظهر تقرير الإذاعة وحيدًا من أمام مئات الناس، لكن سرعان ما حُذف، دون توضيح أو تبرير سبب الحذف.
ويظهر التسجيل الذي حصلت عنب بلدي على نسخة منه، ذوي المعتقلين بقلة حيلة، بعضهم من وقف في منطقة جسر “الرئيس” لساعات طويلة، منتظرًا رؤية قريب أو أكثر، لم يره منذ سبع سنوات على الأقل، أو لسؤال أحد المعتقلين “الذين حالفهم الحظ بالخروج” إن سبق وصادفوه في مهجع ما.
ويكرر التسجيل، الذي تبلغ مدته أربع دقائق ونصفًا، مطالبات الناس بأن تكون عملية إخراج المعتقلين ولقاؤهم بذويهم “منظمة وموجهة”، أو بإعطائهم الأمل على أقل تقدير بأن فقيدهم لا يزال على قيد الحياة.
وفي 1 من أيار الحالي، أفرج النظام السوري عن عدد من المعتقلين (لم يتضح عدهم التقريبي أو الدقيق إلى الآن)، وذلك استنادًا إلى المرسوم التشريعي رقم “7”، الصادر في 30 من نيسان الماضي، الذي نص على “عفو عام” عن الجرائم المصنفة بأنها “إرهابية” قبل تاريخ صدوره مباشرة، عدا التي أفضت إلى موت إنسان.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، تركت سيارات عسكرية تابعة لأجهزة الأمن المعتقلين في الساحات العامة، وحمّلتهم مسؤولية الوصول إلى مدنهم وقراهم وعائلاتهم، ما تسبب بمشكلة في وصولهم إليها بسبب عجزهم عن تأمين أجرة وسائل النقل، أو تعرّض مدنهم وقراهم للتهجير خلال سنوات اعتقالهم.
ومطلع نيسان الماضي، أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريرًا يوثّق استمرار النظام السوري في توقيف مئات آلاف المعتقلين دون مذكرة اعتقال لسنوات طويلة، ودون توجيه تُهم، وحظر عليهم توكيل محامٍ والزيارات العائلية، وتحوّل قرابة 68% من إجمالي المعتقلين إلى مختفين قسرًا.
وبلغ عدد المعتقلين والمختفين قسرًا على يد النظام السوري منذ 2011 حتى أواخر 2021، نحو 131 ألفًا و469 شخصًا من بينهم 3621 طفلًا و8037 امرأة.
وسائل الإعلام “دعاية” للحكومة
ارتفعت سوريا مرتبتين على مؤشر “حرية الصحافة” الخاص بمنظمة “مراسلون بلا حدود”، عما كانت عليه في عام 2021، بحسب التقرير الصادر في 3 من أيار الحالي.
وجاءت سوريا في المرتبة 171 على مؤشر المنظمة الذي شمل 180 بلدًا، متقدمة بمرتبتين على تصنيف 2021، قبل العراق 172، وكوبا 173، وفيتنام 174، والصين 175، وميانمار 176، وإيران 178، وإريتريا 179، وكوريا الشمالية 180.
منظمة “مراسلون بلا حدود” أكدت في تقريرها أن الصحافة الرسمية، متمثلة بوسائل الإعلام الإذاعية والتلفزيونية والمطبوعة، تبث الدعاية الحكومية، معتمدة على وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، الأمر الذي يجعل منصات التواصل الاجتماعي، أبرزها “فيس بوك”، الأداة الرئيسة لنشر المعلومات بين الناس، وسط انعدام ثقتهم بالصحافة الحكومية.
–