أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، الثلاثاء 3 من أيار، تقريرها السنوي عن أبرز الانتهاكات بحق الإعلاميين في سوريا، منذ آذار 2011 حتى أيار 2022، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.
ووثُقت “الشبكة” مقتل 711 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، بينهم سبعة أطفال، وست سيدات (أنثى بالغة)، وتسعة من الصحفيين الأجانب، و52 قُتلوا بسبب التعذيب، وإصابة ما لا يقل عن ألف و563 إصابة بجروح متفاوتة.
النظام وروسيا “مفترسا” حرية الصحافة
وقتل النظام السوري 552 شخصًا بينهم خمسة أطفال وسيدة وخمسة صحفيين أجانب و47 شخصًا بسبب التعذيب داخل مراكز الاحتجاز، وقتلت القوات الروسية 24 شخصًا من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام.
واعتبرت “الشبكة” أن النظام السوري وحليفه الروسي مسؤولان عن قرابة 82% من حصيلة الضحايا، كما حمّلت النظام السوري مسؤولية 91% من حصيلة الضحايا بسبب التعذيب داخل مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية التابعة له.
وقتل تنظيم “الدولة الإسلامية” 64 شخصًا بينهم طفل واحد وسيدتان وثلاثة صحفيين أجانب وثلاثة أشخاص بسبب التعذيب، بينما قتلت “هيئة تحرير الشام” ثمانية أشخاص بينهم اثنان بسبب التعذيب.
وقُتل على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة (الجيش الوطني السوري) 25 شخصًا، بينهم طفل واحد وثلاث سيدات، وقتلت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أربعة من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، وقتلت قوات التحالف الدولي شخصًا واحدًا، ووثّق التقرير مقتل 33 شخصًا بينهم صحفي أجنبي على يد جهات أخرى.
تحسن طفيف
ارتفعت سوريا مرتبتين على مؤشر “حرية الصحافة” الخاص بمنظمة “مراسلون بلا حدود” المنشور الثلاثاء 3 من أيار، عما كانت عليه في عام 2021، وسط استمرار القيود الكاملة على عمل الصحفيين في جميع المناطق الخاضعة لأطراف النزاع.
وجاءت سوريا في المرتبة 171 على مؤشر المنظمة الذي شمل 180 بلدًا، متقدمة بمرتبتين على تصنيف 2021، قبل العراق 172، وكوبا 173، وفيتنام 174، والصين 175، وميانمار 176، وإيران 178، وإريتريا 179، وكوريا الشمالية 180.
ورغم هذا الارتفاع البسيط، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا تزال هي المنطقة الأصعب والأخطر على سلامة الصحفيين، وفق ما قالته المنظمة، موضحة أن ممارسة العمل الصحفي لا تزال خطيرة للغاية في بعض البلدان، ومنها سوريا.
وفي الوقت الذي تحتكر فيه السلطات السورية وسائل الإعلام داخل البلاد، تنشط وسائل إعلامية أخرى مستقلة أو معارضة، بحسب تقرير المنظمة، التي أشارت في وصفها للمشهد الإعلامي السوري إلى جريدة “عنب بلدي” كإحدى هذه الوسائل
الصحافة والنظام السوري على طرفي نقيض
مدير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فضل عبد الغني، قال في حديث إلى عنب بلدي، إن هذا التحسن لا يعتد فيه، إذ لا يزال النظام على رأس القائمة من حيث الأسوأ على العالم في حرية الصحافة، فالنظام السوري يعتبر من الأسوأ بين الدول الدكتاتورية.
أوضح عبد الغني أن بعض المنظمات تتبع معايير مختلفة في تصنيفاتها، ورجح وجود انتهاكات غير موثقة لدى بعض المنظمات، مؤكدًا ما جاء في تقرير “الشبكة” بأن الصحافة تتعارض مع النظام والأجهزة الأمنية، فهما على طرفي نقيض.
مدير “الشبكة” أكد عدم إمكانية القول إن النظام السوري لديه أي تحسن على مستوى حرية الصحافة، ووجود انتقادات لمسؤولين في النظام لا يعني إتاحة أو ترك هامش للحرية، إنما يأتي ذلك بتوجيه من الأجهزة الأمنية لصرف الأنظار عن جوهر المشكلة وهو رأس النظام.
ويرى عبد الغني أن سوريا أسوأ من العراق الذي صُنّف أسوأ من النظام السوري، وأشار تقرير “الشبكة” إلى أن الانتهاكات بحق المواطنين الصحفيين وحرية الرأي والتعبير لا تزال مستمرة منذ اندلاع الحراك الشعبي في سوريا قبل نحو 11 عامًا.
وأوضحت “الشبكة السورية” أن سوريا من أسوأ دول العالم في حرية الصحافة والرأي والتعبير، مشيرة إلى أنها في حقبة حكم حافظ الأسد وابنه بشار الأسد لم تشهد يومًا حرية في العمل الصحفي والإعلامي، منذ استيلاء حزب “البعث” على السلطة.
–