د. أكرم خولاني
عادة ما يؤدي صيام شهر رمضان إلى آثار صحية إيجابية على جسم الصائم، إلا أن بعض الناس يتبعون نمطًا حياتيًا سيئًا في رمضان من حيث نوعية المأكولات والمشروبات وكمياتها وقلة الحركة وعدم كفاية ساعات النوم، وهذا يؤدي إلى آثار سلبية على الجسم، كزيادة الوزن، والإصابة بالصداع، وضعف التركيز، والإنهاك الشديد، ما يؤثر على أداء الواجبات اليومية بالشكل الأمثل.
ثم يأتي عيد الفطر وما يرافقه من تناول كميات كبيرة من الحلويات والشوكولاتة والقهوة والشاي والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة، إضافة إلى مأدبات الطعام التي عادة ما تحتوي على أصناف متعددة من المأكولات والوجبات الجاهزة الغنية باللحوم والملح والمخللات، كل ذلك يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي وارتفاعًا في ضغط الدم وارتفاع مستوى سكر الدم لدى مرضى السكري.
لذلك يُنصح باتباع نمط حياتي صحي بعد رمضان يشمل النظام الغذائي والرياضة والنوم.
أهم التوصيات الغذائية التي يُنصح باتباعها بعد رمضان
التدرج في تعويد الجهاز الهضمي على استقبال الطعام، عن طريق تقسيم وجبات الطعام في أول أيام العيد إلى أربع أو خمس وجبات، منها ثلاث وجبات رئيسة ووجبتا “سناك” بينها، فيتم تناول وجبة إفطار خفيفة، ثم “سناك”، ثم وجبة غداء، ثم “سناك”، ثم وجبة عشاء خفيفة، ويجب التركيز على وجبة رئيسة واحدة هي وجبة الغداء، لأن عدم تحديد مواعيد للوجبات قد يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بذلك.
اعتماد الأطعمة المنزلية والابتعاد عن المأكولات الجاهزة، والإقلال من تناول الأطعمة التي تهيّج المعدة وتزيد من حموضتها كالمقليات والمعجنات وتلك التي تحتوي على بهارات حارة وتوابل، والحرص على شراء المأكولات الجاهزة من مصادر آمنة وموثوقة، وعند تناول الطعام خارج المنزل يجب اختيار المطاعم والأماكن النظيفة، ومنع الأطفال من شراء الأطعمة والمشروبات المكشوفة والمصنعة والمحتوية على الكثير من المواد الحافظة والأصباغ والنكهات الصناعية.
تجنب الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون والبروتينات الحيوانية خاصة في الأيام الأولى بعد انتهاء رمضان، وكذلك الأطعمة الحاوية على بهارات حارة وتوابل، والتركيز على الخضار والشوربات.
عدم الإكثار من تناول الحلويات والشوكولاتة والمشروبات الغازية، والاستعاضة عنها بكوب من العصير الطبيعي أو حبة فواكه أو سلطة الفواكه التي تحتوي على المعادن والفيتامينات والألياف الغذائية المفيدة التي لا توجد في الحلويات.
تجنب الإكثار من شرب القهوة (الكافيين) خلال أيام العيد وبعده، لأن ذلك ينعكس سلبًا على الجهازين العصبي والهضمي إضافة إلى تأثيره على النوم.
مراعاة الأشخاص المرضى (الداء السكري، ارتفاع الضغط) في الأسرة نفسها بإعداد بعض الأصناف التي تتناسب مع مرضهم ومع حميتهم الغذائية، كذلك مراعاة الزوار وعدم إلزامهم بتناول جميع الأصناف المنوعة على المائدة.
تناول كميات كافية من الماء الصافي يوميًا لا تقل عن 1.5 ليتر.
ما التوصيات الأخرى التي يُنصح باتباعها بعد رمضان؟
- تجنب التدخين ما أمكن، وخاصة أن شهر رمضان كان موسمًا لتعويد المدخن على عدم التدخين عند الاستيقاظ صباحًا، وكذلك إيقاف التدخين طوال فترة الصيام.
- تجنب ما يمكن أن يسبب التوتر والانزعاج والشدة النفسية (Stress).
- ممارسة التمارين الرياضية أو المشي في الحدائق والأماكن الطبيعية بشكل يومي، فذلك يحسّن المزاج وينشّط الدورة الدموية ويقوي العضلات ويخفض الدهون والكوليسترول في الدم ويحارب البدانة، وينصح ألا تقل فترة التمرين عن 30 دقيقة في اليوم، وألا تقل عن خمسة أيام في الأسبوع،
- تنظيم ساعات ومواعيد النوم، حيث يُنصح بألا تقل مدة النوم عن سبع ساعات يوميًا، مع تجنب الإفراط في السهر ليلًا.