لم تفلح كل محاولات إبراهيم الظاهر (45 عامًا)، من سكان مزرعة بدر بريف الرقة الشرقي، في تسريع إصلاح قناة الري التي تمر بالقرب من أرضه المزروعة بالقمح بعد أن توقف ضخ المياه بالقناة نتيجة تهشم عدد من حاملات القناة الأسمنتية.
إبراهيم قال إن التأخر في إصلاح القناة من قبل “لجنة الزراعة والري” في “مجلس الرقة المدني” تسبب بعطش حقل القمح خاصته، وتحول لون سيقان القمح إلى الاصفرار بسبب التأخر عن موعد السقاية في الوقت المناسب.
ويشتكي مزارعون في أرياف الرقة الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، من تكرار أعطال قنوات الري التي تصل إلى أراضيهم الزراعية والتي يعود تاريخ إنشاء بعضها إلى نحو نصف قرن.
ويزيد تكرار أعطال قنوات الري من معاناة مزارعي ريف الرقة، التي تترافق مع انخفاض مستوى نهر “الفرات” بسبب قلة تدفق مياهه من الأراضي التركية، وتراجع كمية الهطولات المطرية خلال الأعوام الماضية.
الأعطال تزيد صيفًا
وبحسب ما قاله إبراهيم لعنب بلدي، فالأعطال تتكرر بشكل كبير وتزداد كثيرًا خلال فترة سقاية موسم القمح، بسبب تواصل مرور المياه عبر القنوات الأسمنتية باتجاه الأراضي الزراعية خلال نهاية فصل الربيع وبداية فصل الصيف.
وأضاف إبراهيم أن بعض المزارعين يلجؤون لـ”تضمين” محاصيلهم (تأجيرها) لرعاة الأغنام عندما يحدث عطل في القناة وتتأخر لجنة الزراعة في إصلاحه، لأن “تضمينها” ورعيها أفضل بكثير من تركها تجف، على حد تعبيره.
من جهته، قال عبد الغفور الخضر (50 عامًا)، وهو من سكان مزرعة بدر بريف الرقة الشرقي، إن بعض المزارعين يلجؤون للري عبر المصارف الزراعية التي تمر بالقرب من أراضيهم الزراعية، والتي تتشكّل من المياه الزائدة من قنوات مشاريع الري.
وأضاف عبد الغفور أن مياه المصارف الزراعية لا تروي المساحات المزروعة بالشكل المناسب لعدم توفرها طوال فترة الموسم أو وجود نسبة عالية من الأملاح وبقايا المبيدات الزراعية التي قد تتسبب بالآفات للمواسم الزراعية.
ويبلغ مجموع مساحة الأراضي الزراعية المروية في ريف المحافظة نحو مئة ألف هكتار تروى بمياه نهر “الفرات” ورافده “البليخ”، وفقًا لما قاله أحد العاملين في “لجنة الزراعة والري” بالرقة لعنب بلدي.
وأضاف العامل في “لجنة الزراعة والري”، أن تكرار الأعطال في قنوات الري يعود لقدم فترة إنشاء معظم تلك القنوات والتي يعود تاريخ إنشاء بعضها إلى نحو نصف قرن.
وأشار إلى أنه وخلال نحو عقد من الزمن لم يتم تأهيل أي قناة ري في ريف الرقة، الأمر الذي زاد الوضع سوءًا، إذ كان من الممكن تفادي الحال التي وصلت إليها قنوات الري “لو أن الإصلاح بدأ أولًا بأول”.
وذكر العامل في “لجنة الزراعة والري” أن بعض القنوات تشهد تجاوزات من قبل المزارعين أو رعاة الأغنام الذين يبنون خيامهم على مقربة من قنوات الري، ويستجرون المياه بطرق غير شرعية وبدائية ما يتسبب بظهور الأعطال أيضًا.
ويعود تاريخ إنشاء معظم مشاريع الري في أرياف الرقة إلى ما يزيد على أربعة عقود، وأُنشئت عدة محطات للري، منها خمس، في قرية بئر الهشم بريف الرقة الشمالي التي توزع المياه عن طريق قنوات أسمنتية تصل إلى أراضي الفلاحين بشكل مباشر.
بينما تقع محطتان في منطقة الكرامة والحمرات بريف الرقة الشرقي، ومحطتان أيضًا في ريف الرقة الجنوبي، وتعتمد تلك المحطات بشكل مباشر على مياه نهر “الفرات” ورافده “البليخ” في ري الأراضي الزراعية.
–