على ضفاف “الفرات”.. مزارعون يخشون موت مواسمهم الصيفية “عطشًا”
لا يزال انخفاض مستوى نهر “الفرات” يؤرق مزارعين في أرياف الرقة يعتمدون في ري أراضيهم على مياه النهر أو قنوات الري الصادرة عنه، الأمر الذي يسبب خشية المزارعين من موت محاصيلهم عطشًا.
محمد الهاشم (45 عامًا)، وهو مزارع من ريف الرقة الجنوبي، قال لعنب بلدي إن المزارعين يتجنبون زراعة مساحات واسعة من المواسم خلال فصل الصيف بسبب قلة مياه الري والتخوف من توقف مشاريع الري مستقبلًا.
وأضاف أن الزراعة المروية تلفظ أنفاسها الأخيرة بسبب قلة المياه وعدم قدرة المزارعين على إيجاد الحلول، وإن وجدت فهي باهظة التكاليف لا يقوى معظم مزارعي أرياف الرقة على تكبدها.
ومنذ قرابة العامين يواجه نهر “الفرات” نقصًا حادًا في مياهه بسبب قلة الوارد المائي الداخلي للأراضي السورية من تركيا وانخفاضه حتى أقل من نصف كمية التدفق المتفق عليها بين سوريا وتركيا في العام 1987.
وتتهم “الإدارة الذاتية” التي تدير المنطقة تركيا بحبس مياه نهر “الفرات”، منذ 27 من كانون الثاني الماضي، عبر ضخ كمية لا تزيد على 200 متر مكعب في الثانية من المياه إلى الأراضي السورية، وهو ما تسبب بانخفاض منسوب النهر وأثّر على الزراعة.
والكمية أقل من المتفق عليها بين سوريا وتركيا عام 1987، وهي 500 متر مكعب في الثانية إلى الأراضي السورية، بينما يحصل العراق على نحو 60% من هذه الكمية.
جفاف الآبار
وشهدت أرياف الرقة على طول وادي الفرات وضفتيه الشرقية والغربية جفافًا للآبار السطحية أو ما يعرف محليًا بـ”البرادات”، وهي آبار تعتمد على المياه القريبة من سطح الأرض والتي تتغذى بدورها على مياه نهر “الفرات”.
وقال أحمد الياسين (50 عامًا) إنه اضطر لاستبدال البئر السطحي الذي جف في أرضه وكان يعتمد عليه في ري 100 دونم ببئر آخر ارتوازي قبل نحو ثلاثة أشهر.
وأشار أحمد إلى أن حل الآبار الارتوازية ليس في متناول يد الجميع بسبب تكاليف حفر البئر وكمية المحروقات الكبيرة التي يحتاجها المحرك لإخراج المياه من قاع البئر إلى سطح الأرض بسبب عمق الآبار الارتوازية والذي يصل أحيانًا إلى 150 مترًا.
لا قدرة على ضخ المياه
وتعتمد مشاريع الري في ريف الرقة على مياه نهر “الفرات” ورافده “البليخ” لري نحو 100 ألف هكتار تتوزع على أرياف المحافظة، لكنها لم تعد قادرة على الضخ مياه الري بالشكل المناسب، بحسب ما قال عضو في “لجنة الزراعة والري” في “مجلس الرقة المدني” لعنب بلدي.
وأرجع عضو “اللجنة” قلة مياه الري التي تضخ عبر قنوات مشاريع الري إلى نقص الوارد المائي من الأراضي التركية واضطرار “الإدارة الذاتية” لإيقاف عمل بعض مضخات المياه بسبب النقص الشديد في الكهرباء والذي يرتبط أيضًا بنقص “الفرات”.
واعتبر عضو “لجنة الزراعة والري” أن المنطقة تواجه مستقبلًا مأساويًا في حال لم يعد ضخ المياه إلى سابق عهده، ومن الممكن أن يتخلى المزارعون عن أراضيهم الزراعية أو حتى عن زراعتها بسبب عدم وجود مياه ري كافية.
وفي آذار من العام الماضي، وضعت “لجنة الزراعة والري” في الرقة دراسة خفضت بموجبها نسبة المساحات المروية حتى 12،5% بعد أن كانت 25% من أصل المساحات الزراعية في الأعوام السابقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :