استهدف مقاتلون محليون في محيط قرية جباتا الخشب، غربي محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، موقعًا عسكريًا تقدمت إليه قوات النظام السوري بعد أن كان نقطة مراقبة لقوات “حفظ السلام” التابعة للأمم المتحدة على الحدود بين سوريا وإسرائيل.
وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من أحد وجهاء القرية، فإن مجهولين ألقوا، فجر الثلاثاء 26 من نيسان، قنابل هجومية وأخرى صوتية على مجموعة من قوات النظام تمركزت في “نقطة طوارئ” كانت تتبع لقوات “UN” على الحدود مع إسرائيل.
وأشار المصدر إلى أن القوات التي تمركزت في النقطة هي مجموعة عسكرية تتبع لـ”اللواء 90″ التابع لـ”الفيلق الأول” في جيش النظام، والذي سبق أن ألقت إسرائيل منشورات تحوي تهديدات لقيادييه على الحدود بين البلدين.
من جانبها، تداولت شبكات محلية بيانًا قالت إنه صادر عن مقاتلي المنطقة، جاء فيه أن الهجوم كان ردًا على جلب النظام مقاتلين من “حزب الله” اللبناني إلى النقطة التابعة لقوات “حفظ السلام” الدولية.
وأمهلت المجموعات المحلية، بحسب البيان، النظام 24 ساعة لسحب قواته من هذه النقطة، مشيرة إلى أن المتعاملين مع قوات النظام “باتوا هدفًا مشروعًا لها”.
وتشهد الحدود الإسرائيلية منذ سيطرة قوات النظام على الجنوب السوري ضمن اتفاق “التسوية”، المدعوم من روسيا، استنفارًا أمنيًا على كامل الشريط الحدودي من أقصى شمال القنيطرة من بلدة حضر حتى أقصى الجنوب عند بلدة صيدا الجولان.
ومع محاولة إيران التغلغل في مناطق جغرافية تهدد أمن إسرائيل، زادت أهمية موقع بلدة جباتا الخشب المتاخم للحدود مع الأراضي المحتلة في الجولان السوري والأراضي الفلسطينية، بينما استغل النظام السوري الدعاية الإسرائيلية التي تتحدث عن “دعمها” فصائل المعارضة وتقديمها المساعدات الإنسانية في المنطقة، لوصف معارضيه فيها بـ”العملاء”.
في حين تغيب أي دلائل ملموسة عن دعم إسرائيلي تلقته فصائل المنطقة من إسرائيل، الأمر الذي يصوره على أنه رواية حاول النظام ترويجها لتسويغ “تسوياته الأمنية” في المنطقة
اقرأ أيضًا: ملف الجرحى عبر الحدود.. “زيف” الرواية الإنسانية الإسرائيلية
مُنع سكان جباتا الخشب من الاقتراب من الحدود مع إسرائيل، تحت طائلة المساءلة القانونية من قبل “الأمن العسكري” في المنطقة قبل الحرب، أما بعدها فقد رصدت تقارير الأمم المتحدة اقتراب “أفراد معظمهم من الرعاة” من السياج الحدودي، وحملهم أغراضًا “غير معروفة”، مع تجاوز أفراد آخرين السياج لفترات وجيزة.
وسيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي على محافظتي درعا والقنيطرة في تموز 2018، بموجب اتفاق “التسوية”، بعد أيام من قصف وتعزيزات عسكرية أجبرت المعارضة على المغادرة إلى الشمال السوري.
–