حذرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة، جويس مسويا، من أن “سوريا على وشك أن تصبح أزمة أخرى منسية”، بينما يكافح ملايين السوريين من أجل البقاء.
وأكّدت مسويا، الثلاثاء 26 من نيسان، خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي، أن الأزمة الاقتصادية مستمرة، وبينما يواجه السوريون مستقبلًا “قاتمًا”، يواجه العاملون في المجال الإنساني صعوبات قلة الموارد.
من جهته، حذّر المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، من غياب سوريا عن عناوين الأخبار الرئيسة، مؤكدًا ضرورة التركيز على التطورات في سوريا.
وقال بيدرسون، إن غياب سوريا عن العناوين الرئيسة للأخبار لا يجب أن يغيّر حقيقة حاجة سوريا للموارد والاهتمام والحل السياسي العاجل.
وأضاف بيدرسون، “سوريا تبقى من بين أكبر الأزمات الإنسانية في هذه الحقبة، والمعاناة في أعلى مستوياتها منذ اندلاع الحرب قبل 11 عامًا”، في إشارة إلى أنه رغم تزايد أعداد اللاجئين الأوكرانيين، لا تزال سوريا تشكّل أكبر أزمة لجوء في العالم.
كما قدّم بيدرسون إحاطة حول تطورات الدورة الأخيرة للجنة الدستورية التي عُقدت في أواخر آذار الماضي، مشيرًا إلى أنه أرسل الدعوات للوفود لحضور الدورة المقبلة المقرر عقدها بين 28 من أيار و3 من حزيران المقبلين.
أزمة المساعدات الإنسانية
قالت مسويا، “نحن ببساطة لا نملك المال المطلوب بالنسبة لعدد كبير جدًا من الأشخاص، لا يمكننا توفير الحد الأدنى من المساعدة. من الواضح أنه لا يمكننا مواصلة العمل كالمعتاد”، مؤكدة ضرورة البحث عن حلول لدعم السوريين المحتاجين.
وخلال الأشهر الأخيرة، سلّمت ثلاث قوافل عبر الخطوط مساعدات إلى شمال غربي سوريا، وهو ما اعتبرته مسويا “تقدمًا متواضعًا” مقارنة بالاحتياجات الهائلة.
كما شددت مسويا على ضرورة تجديد قرار تسليم المساعدات “عبر الحدود” خلال الاجتماع المقرر عقده في تموز المقبل، بينما جددت روسيا والصين رفض تمديد آلية المساعدات عبر الحدود.
وقال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إنه لا يرى مبررات واضحة لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا.
يأتي ذلك تزامنًا مع دعوات للمانحين في مؤتمر “بروكسل” المقرر عقد دورته السادسة في 9 و10 من أيار المقبل، إلى زيادة حجم المساعدات الإنسانية لسوريا، في ظل تردي الظروف التي تشهدها جرّاء تقلص فرص الدخل وارتفاع تكاليف المعيشة، وفق ما قاله فريق “منسقو استجابة سوريا”.
وفي إفادة صحفية، أكدت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، الثلاثاء 26 من نيسان، تصدّر سوريا أعداد اللاجئين في العالم، رغم ارتفاع عدد اللاجئين الأوكرانيين.
كما أعلن برنامج الأغذية العالمي في تقريره السنوي لعام 2021، في 5 من نيسان الحالي، أن ثلاثة من كل خمسة سوريين يعانون من “انعدام الأمن الغذائي”، بعد الارتفاع المستمر بأسعار المواد الغذائية، وتدهور الاقتصاد في جميع أنحاء سوريا.
ووفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، في 23 من شباط الماضي، بلغ عدد السوريين المحتاجين إلى مساعدة إنسانية نحو 14 مليونًا و600 شخص، بعد أن بلغ 13 مليونًا و400 ألف خلال 2021.
–