رجل الجريمة المنظمة تحت عباءة السياسة..
من هو آدم ديليمخانوف الذي منحه بوتين لقب “بطل روسيا”؟
منح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لقب “بطل روسيا” لنائب مجلس “الدوما” (وهو مجلس النواب في الجمعية الاتحادية الروسية) الروسي، آدم ديليمخانوف.
وبحسب بيان صدر اليوم، الثلاثاء 26 من نيسان، وترجمته عنب بلدي، حصل النائب ديليمخانوف على جائزة لقب “بطل روسيا” للمشاركة في “الغزو” على أوكرانيا، وهو الذي قاد الوحدات الشيشانية في مدينة ماريوبول في إقليم دونيتسك، جنوب شرقي أوكرانيا.
وظهر ديليمخانوف في العديد من التسجيلات المصوّرة للجيش الشيشاني والحرس الوطني من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك المخصصة لاقتحام ماريوبول من قبل السلطات الروسية، وحث على القتال إلى الجانب الروس.
وشارك آلاف المقاتلين الشيشانيين إلى جانب روسيا في “الغزو” على أوكرانيا، وفق ما نشرته وسائل الإعلام الروسية وأظهرته تسجيلات مصوّرة وصور ظهرت تباعًا.
وكان الرئيس الشيشاني، رمضان قاديروف، وصفهم بـ”المتطوعين”.
وفي 24 من شباط الماضي، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بدء “عملية عسكرية خاصة” في إقليم دونباس الذي يضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك في أوكرانيا، ما أدى إلى إدانات دولية ثم فرض عقوبات على بنوك ومصارف ومسؤولين روس، بمن فيهم الرئيس الروسي.
من هو ديليمخانوف؟
ينحدر آدم ديليمخانوف من الاتحاد السوفييتي، وهو من مواليد 25 من أيلول 1969 (53 عامًا)، درس في جامعة “الشيشان” الحكومية (Chechen State University)، ويعد من أشهر الشخصيات السياسية المثيرة للجدل في روسيا.
ديليمخانوف هو رابع ابن عم لرئيس الشيشان، رمضان قاديروف، ويعتبر من أقرب أتباعه، وعمل في جهاز الأمن التابع لوالد رمضان قاديروف، أحمد قاديروف.
عمل سابقًا سائق العميد في جمهورية الشيشان الانفصالية إيشكيريا سلمان رادوف، الذي أُدين لاحقًا في روسيا بتهمة “الإرهاب”، وتنظيم الجرائم “الوحشية” على الأراضي الروسية.
“مجرم.. قاطع رؤوس”
ارتبط اسم ديليمخانوف بالعديد من “الفضائح”، أبرزها كان في عام 2009، حين أدرجه “الإنتربول” على قائمة المطلوبين الدوليين على خلفية الاشتباه بضلوعه في اغتيال قائد كتيبة “فوستوك”، سليم ياماداييف، في الإمارات العربية المتحدة.
ويخضع النائب ديليمخانوف للعقوبات الأمريكية منذ تموز 2014 لصلته بـ”الجريمة المنظمة”، وقالت وزارة الخزانة، إن ديليمخانوف يعمل لمصلحة أو نيابة عن العضو الرئيس في “دائرة الإخوان”، غفور راخيموف، وهي شبكة إجرامية أوراسية كبيرة متعددة الأعراق.
وجمّدت وزارة الخزانة أي أصول قد يمتلكها ديليمخانوف ضمن الولاية القضائية للولايات المتحدة، وحظرت أي معاملات معه من قبل أشخاص أمريكيين.
في عام 2013، دخل ديليمخانوف في خلاف واشتباك في مبنى “الدوما” مع النائب أليكسي زورافليف، وأفادت الأنباء حينها أن مسدس ديليمخانوف المذهّب سقط خلال الاشتباك من سترته، على الرغم من حظر إدخال أسلحة إلى مبنى “الدوما”.
في شباط الماضي، توعد ديليمخانوف بـ”قطع رؤوس” عائلة الناشط في حقوق الإنسان، “أبو بكر يانغولباييف”، كما صرح بأنه أعلن عن نزاع دموي ضد عائلة يانغولباييف، وفي الشهر نفسه، اتهمته وكالات إنفاذ القانون التركية بالضلوع في محاولة لتنظيم قتل المعارضين الشيشان الذين يعيشون في البلاد.
ذراع قاديروف للاغتيال
يعتبر ديليمخانوف من الشخصيات المقربة للرئيس الشيشاني قاديروف، ويُتهم بتنفيذه واشتراكه بعمليات اغتيال وتصفيات بأمر منه.
في شباط 2010، أعلن المحقق الإماراتي بقضية مقتل القائد الشيشاني السابق لكتيبة “الشرق” سليم ياماداييف، أن المشتبه به الإيراني مهدي لورنيا أشار إلى ضلوع عضو البرلمان الروسي آدم ديليمخانوف في هذه الجريمة، مؤكدًا أنه المدبر الرئيس لعملية الاغتيال.
وكانت شرطة دبي أعلنت حين اغتيال ياماداييف في آذار 2009، عن احتمال ضلوع ديليمخانوف في الجريمة، لكن كبار المسؤولين في الشيشان، بالإضافة إلى ديليمخانوف نفسه، نفوا بشكل قاطع هذا الأمر.
واغتيل سليم ياماداييف من قبل مجهولين في موقف سيارات يتبع لأحد التجمعات السكنية في دبي، حيث كان يسكن وعائلته لعدة أشهر.
وأعلن المحقق الإماراتي، حسن المطوع، أن السلطات الأمنية توصلت إلى هذه المعلومات بعد التحقيق مع لورنيا الذي كان مسؤولًا عن إسطبل الرئيس الشيشاني الحالي، رمضان قاديروف، كما وجهت إليه تهمة الإعداد لجريمة القتل والمشاركة في تنفيذها، بالإضافة إلى حيازته سلاح “مسدس ذهبي”، الذي قُتل ياماداييف بواسطته.
وأشار المطوع إلى أن مهدي لورنيا التقى في الإمارات نائب “الدوما” ديليمخانوف في أثناء وجود الأخير هناك ضمن وفد رافق الرئيس قاديروف في زيارة إلى الإمارات.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :