استعراض للقوة النووية في الذكرى الـ90 لتأسيس جيش كوريا الشمالية
تعهد زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، بتعزيز قواته النووية “بأقصى سرعة”، وهدد باستخدامها إذا تم استفزازها في خطاب ألقاه خلال عرض عسكري تضمّن أنظمة أسلحة قوية تستهدف الولايات المتحدة وحلفاءها، بحسب ما أفادت به وسائل الإعلام الرسمية، الثلاثاء 26 من نيسان.
وأُقيم العرض، مساء الاثنين 25 من نيسان، لإحياء الذكرى الـ90 لتأسيس جيش كوريا الشمالية، “العمود الفقري للحكم الاستبدادي” لعائلة كيم، ويأتي في الوقت الذي تواجه فيه البلاد اقتصادًا يعاني من صعوبات مرتبطة بالوباء، وسطوة العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة، وسوء الإدارة.
أظهرت صور إعلامية رسمية كيم، وهو يرتدي معطفًا عسكريًا أبيض اللون، ويبتسم ويلوّح من الشرفة مع زوجته ري سول جو، ونواب كبار آخرين.
وقال كيم لقواته والحشود المتجمعة في العرض بساحة بيونغ يانغ، وفقًا لوكالة الأنباء الكورية المركزية الرسمية، “سنواصل تنفيذ الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز وتطوير القوات النووية لبلدنا بأقصى سرعة”.
وقال كيم، إن المهمة الأساسية للقوات النووية هي ردع الحرب، ولكن إذا ظهر وضع غير مرغوب فيه على أرض البلاد، فلا يمكن أن تقتصر القوات النووية على مهمة واحدة لمنع الحرب، وأكد أنه “في حال حاولت أي قوى، بغض النظر عن هويتها، التعدي على المصالح الأساسية، فلن يكون أمام القوات النووية خيار سوى تنفيذ مهمتها الثانية غير المتوقعة على الإطلاق”.
وشهد العرض العسكري مسيرة للقوات وهي تهتف “العمر المديد” لكيم جونغ أون، ومجموعة من الأسلحة الحديثة، بما في ذلك الصواريخ القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة، وكذلك الصواريخ القصيرة المدى التي يمكن إطلاقها من المركبات الأرضية أو الغواصات وتهدد كوريا الجنوبية واليابان.
أحد الأسلحة التي عُرضت في ساحة كيم إيل سونغ ذات الإضاءة الزاهية، والتي سمّيت على اسم جد كيم، الراحل ومؤسس الدولة، كان أكبر صاروخ باليستي عابر للقارات في كوريا الشمالية، وهو صاروخ “هواسونغ- 17”.
وزعمت كوريا الشمالية أنها أجرت اختبارًا على ذلك الصاروخ الشهر الماضي في أول إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات كامل المدى منذ 2017.
لكن كوريا الجنوبية اتهمت جارتها الشمالية بتزييف الإطلاق، قائلة إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخ “هواسونغ- 15” أصغر حجمًا من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات بعد فشل إطلاق صاروخ “هواسونغ- 17”.
ورغم الشكوك الخارجية، فإن الصاروخ الذي تم إطلاقه في 24 من آذار الماضي، طار أطول وأعلى من أي صاروخ آخر أطلقته كوريا الشمالية، ما يدل على القدرة المحتملة على الوصول إلى عمق البر الرئيس للولايات المتحدة.
إقرأ أيضًا: أطلقه الزعيم الكوري بتصوير هوليودي.. تعرف إلى “الصاروخ الوحش”
غالبًا ما تحتفل كوريا الشمالية بذكرى الدولة الرئيسة بضجة كبيرة لتعزيز الوحدة الداخلية، كما أن كيم يعيد إحياء سياسة حافة الهاوية النووية التي تهدف إلى إجبار الولايات المتحدة على قبول كوريا الشمالية كقوة نووية ورفع العقوبات الاقتصادية المعوقة.
أشاد بيان وكالة الأنباء المركزية الكورية اليوم، الثلاثاء، بإنجاز كيم “التاريخي العظيم المتمثل في استكمال القوات النووية من خلال القيام برحلة طويلة من التفاني الوطني بإرادة تتحدى الموت من أجل التأكد من أن الناس سيستمتعون إلى الأبد بالسعادة الخالية من أهوال جيل الحرب، بعد جيل”.
توقفت المفاوضات النووية بين واشنطن وبيونغ يانغ منذ عام 2019، بسبب الخلافات حول التخفيف المحتمل للعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة مقابل خطوات نزع السلاح من كوريا الشمالية، وتمسك كيم بأهدافه المتمثلة في تطوير أسلحة نووية واقتصاد البلاد الكئيب في وقت واحد في مواجهة الضغوط الدولية، ولم يُظهر أي استعداد للتنازل الكامل عن ترسانة نووية يرى أنها أكبر ضمانة للبقاء على قيد الحياة.
أجرت كوريا الشمالية 13 جولة من تجارب الأسلحة هذا العام، بما في ذلك إطلاقها المزعوم لصاروخ “هواسونغ- 17″، هناك أيضًا علامات على أن كوريا الشمالية تعيد بناء الأنفاق في موقع التجارب النووية الذي كان نشطًا آخر مرة في عام 2017، ربما استعدادًا لتفجير قنبلة نووية، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :