عُقدت الصفقة.. إيلون ماسك يستحوذ على “تويتر” مقابل 44 مليار دولار

  • 2022/04/26
  • 10:01 ص

توصّل الملياردير الأمريكي، والرئيس التنفيذي لشركة “تيسلا” للسيارات الكهربائية، إيلون ماسك، إلى اتفاق لشراء “تويتر” مقابل 44 مليار دولار تقريبًا، الاثنين 25 من نيسان، وقال إنه يريد خصخصة “تويتر” لأنه يعتقد أنه لا يرقى إلى مستوى إمكاناته كمنصة لحرية التعبير.

ووعد ماسك بلمسة من التساهل في مراقبة المحتوى المنشور على المنصة، التي يستخدمها للترويج لمصالحه ومهاجمة نقاده على نطاق واسع، بحسب ما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس“.

وقال ماسك في بيان مشترك مع “تويتر”، إنه يريد جعل الخدمة “أفضل من أي وقت مضى” بميزات جديدة، مثل التخلص من “روبوتات البريد العشوائي” الآلية وجعل خوارزمياتها مفتوحة للجمهور لزيادة الثقة.

تمت الموافقة على الصفقة بالإجماع من قبل مجلس إدارة “تويتر” المكوّن من 11 عضوًا، ومنهم مؤسس “تويتر” المشارك والرئيس التنفيذي السابق، جاك دورسي، الذي كان يخطط للتنحي من مجلس الإدارة في أيار المقبل.

وارتفعت أسهم “تويتر” بنسبة 6%، الاثنين، إلى 52 دولارًا للسهم الواحد، وكان ماسك أعلن، في 14 من نيسان الحالي، عن عرض لشراء المنصة مقابل 54.20 دولار للسهم الواحد، في حين أن السهم ارتفع بشكل حاد منذ أن قدم ماسك عرضه، إلا أنه أقل بكثير من أعلى مستوى وصل إليه في شباط 2021، وهو 77 دولارًا للسهم.

يعتبر الاستحواذ على المنصة لحظة حاسمة بالنسبة للشركة البالغة من العمر 16 عامًا، والتي ظهرت كواحدة من أكثر الساحات العامة نفوذًا في العالم، ولم يتضح على الفور ماهية رسوم التفكيك أو من سيدير ​​الشركة الجديدة.

وتعد المنصة منبرًا للسياسيين والمعارضين السياسيين والناشطين رغم حجمها الصغير نسبيًا، الذي لا يزيد على عُشر حجم منصات التواصل الاجتماعي الأكبر حجمًا مثل منصة “فيسبوك”، ولها الفضل في المساعدة على ظهور انتفاضة الربيع العربي، واتُّهمت بلعب دور في اقتحام مبنى “الكابيتول” الأمريكي في 6 من كانون الثاني 2021.

هلّل “الجمهوريون”، الاثنين، لنبأ صفقة شراء محتملة لـ”تويتر”، وراهنوا على إعادة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى المنصة، بعد أن حُظر منها بسبب مخاوف بشأن التحريض على العنف في اقتحام مبنى “الكابيتول” الأمريكي عام 2021 من قبل مؤيديه.

وصف ماسك نفسه بأنه “المطلق لحرية التعبير”، ولكنه معروف أيضًا بحظر مستخدمي “تويتر” الآخرين أو الاستخفاف بهم ممن يسألونه أو يختلفون معه، لكنه أشار إلى أنه سيكون “مترددًا جدًا” في حذف الأشياء وبوجه عام سيتوخى الحذر بشأن الحظر الدائم.

وعند سؤاله خلال حديث “TED” مؤخرًا عما إذا كان هناك أي حدود لمفهومه عن “حرية التعبير”، أجاب ماسك أن “تويتر” أو أي منتدى “من الواضح أنه ملزم بقوانين الدولة التي يعمل فيها، لذلك من الواضح أن هناك بعض القيود على حرية التعبير في الولايات المتحدة، وبالطبع على حد قوله، سيتعيّن على (تويتر) الالتزام بهذه القواعد”.

سجال التمويل وجدّية العرض

كان من المتوقع أن يرفض “تويتر” العرض الذي قدمه ماسك، في 14 من نيسان الحالي، دون أن يذكر كيف سيموّل الاستحواذ.

بالإضافة إلى تبني المنصة خطة حقوق المساهمين المعروفة باسم “حبة السم”، وهي مناورة قانونية تمنعه ​​فعليًا من بناء حصته إلى 15% أو أكثر، وهو ما سيجعل من الصعب على ماسك أو أي مشترٍ آخر الاستحواذ على الشركة دون موافقة مجلس الإدارة.

لكن المجلس قرر التفاوض، بعد أن حدّث ماسك اقتراحه ليثبت أنه حصل على تمويل بقيمة 46.5 مليار دولار لشراء “تويتر”، وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال” التي كانت أول من أبلغ عن أن المفاوضات جارية صباح الاثنين 25 من نيسان.

كان الحصول على التزامات للتمويل نقطة تحول بالنسبة لكيفية نظر مجلس الإدارة إلى عرض ماسك، البالغ 54.20 دولار للسهم، ما مكّن أعضاء مجلس إدارة الشركة البالغ عددهم 11 من التفكير بجدّية في عرضه.

شمل التمويل أكثر من 25 مليار دولار من الديون المستحقة من كل من “مورجان ستانلي” وبنوك عالمية أخرى، باستثناء البنكين اللذين يقدمان المشورة لـ”تويتر”، وكان الباقي 21 مليار دولار من الأسهم التي سيوفرها ماسك لنفسه، عن طريق بيع حصص موجودة في شركة “تسلا” لصناعة السيارات الكهربائية.

عبقري مغامر وبلا حدود

يعتبر ماسك أغنى شخص في العالم، وفقًا لمجلة “فوربس”، بثروة تقدّر بنحو 279 مليار دولار، لكن الكثير من أمواله مقيّد في أسهم “تسلا”، فهو يمتلك حوالي 17% من الشركة، وفقًا لـ”FactSet”، والتي تقدر قيمتها بأكثر من تريليون دولار، وشركة “SpaceX”، شركة الفضاء الخاصة به.

بدأ ماسك بجني ثروته في عام 1999 عندما باع “Zip2” ، وهو دليل الخرائط والأعمال عبر الإنترنت، لشركة “Compaq” مقابل 307 ملايين دولار.

واستخدم حصته لإنشاء ما سيصبح “PayPal”، وهي خدمة إنترنت تجاوزت البنوك وسمحت للمستهلكين بالدفع للشركات مباشرة، لتباع لاحقًا إلى “eBay” مقابل 1.5 مليار دولار عام 2002.

في نفس العام، أسس ماسك “Space Exploration Technologies”، أو “SpaceX”، بعد أن وجد أن قيود التكلفة كانت تحد من سفر “ناسا” بين الكواكب، لتطور الشركة في النهاية صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام وفعالة من حيث التكلفة.

في عام 2004، تمت دعوة ماسك للاستثمار في “تسلا”، شركة ناشئة تحاول بناء سيارة كهربائية، في النهاية أصبح الرئيس التنفيذي وقاد الشركة إلى نجاح “فلكي” بصفته صانع السيارات الأكثر قيمة في العالم وأكبر بائع للسيارات الكهربائية.

مقالات متعلقة

  1. إيلون ماسك يعلّق صفقة شراء "تويتر" بشكل مؤقت
  2. "حبة السم".. ما التكتيك الذي يهدد به "تويتر" لمواجهة استحواذ إيلون ماسك؟
  3. ماسك يستطلع رأي الجمهور بشأن تنحيه عن رئاسة "تويتر"
  4. ماسك يريد إكمال صفقة "تويتر" والسهم بارتفاع

تكنولوجيا

المزيد من تكنولوجيا