“الإدارة الذاتية” ترفض يد إيران في تأهيل جامع “أويس القرني” بالرقة

  • 2022/04/25
  • 3:05 م
جامع "أويس القرني" بعد تفجيره من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا- 2014 ("المكتب الإعلامي الموحد بمدينة الرقة")

جامع "أويس القرني" بعد تفجيره من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا- 2014 ("المكتب الإعلامي الموحد بمدينة الرقة")

يغيب جامع “أويس القرني”، وهو أحد أبرز جوامع مدينة الرقة، عن مخططات إعادة التأهيل التي تشرف عليها “الإدارة الذاتية” المسيطرة على المحافظة، على الرغم من إعادة إعمار معظم جوامع المدينة، التي دُمرت بفعل العمليات العسكرية التي وقعت فيها شمال شرقي سوريا.

يرجع سبب عدم إعادة إعمار الجامع إلى عدم قبول “الإدارة الذاتية” أي تدخل من إيران في المشاركة بإعادة تأهيل جامع “أويس القرني”، بعد أن اعتنت به طهران لسنوات عدة، محوّلة إياه إلى ضريح أخذ صبغة مذهبية شيعية.

اهتمام إيراني

يقع جامع “أويس القرني” على أطراف مدينة الرقة الشرقية جنوب المنطقة الصناعية وغرب حي المشلب، ويحتوي على قبر كل من الصحابي عمار بن ياسر، والصحابي أُبيّ بن كعب، بالإضافة إلى قبر التابعي أويس القرني.

وخلال فترة العهد العثماني، بُني على قبر أويس القرني غرفة صغيرة وقبة كانت تسمى محليًا بـ”طاسة أويس”، وظلت الحال كذلك حتى نهاية الثمانينيات، عندما وافق الرئيس السوري آنذاك، حافظ الأسد، على طلب قدمته إيران ببناء جامع كبير ومركز شيعي، دُشّن رسميًا في عام 2004.

وبعد أن دشّنته إيران، استخدمته في نشر المذهب الشيعي بمناطق وادي الفرات، وتحوّل جامع “أويس القرني” إلى مقصد للزوار الشيعة من العراق ولبنان وسوريا، ومركز لنشر التشيّع بين سكان المنطقة بغطاء من أجهزة النظام السوري الأمنية.

اقرأ أيضًا: يد على الأضرحة وأخرى على التنقيب.. كيف تهتم إيران بآثار سوريا؟

ويتألف المقام الذي شيّدته إيران من ثلاثة أبنية منفصلة، يحوي أحدها قبر التابعي أويس القرني، والآخران فيهما قبرا الصحابي عمار بن ياسر وأُبي بن كعب.

واتخذ البناء شكل الأضرحة الشيعية المنتشرة في كل من العراق وإيران، عليها زخارف وكتابات تمجد الشخصيات الشيعية، أبرزها المرشد الأعلى للثورة الإيراني، علي خامنئي، كما تشير إلى مظلومية آل البيت، وتنبثق عن المقام مئذنتان بُنيتا على الطراز الشيعي أيضًا.

وعمدت إيران عبر شخصيات مرتبطة بها لإقامة العديد من الفعاليات الدينية نشرت من خلالها التشيع واستمالت شخصيات دينية وعشائرية من الرقة.

وخلال فترة سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على الرقة بداية عام 2014، عمد التنظيم إلى تفجير جامع “أويس القرني”، وجاء ذلك على مرحلتين، هُدم خلالهما الجامع بشكل نهائي وحُوّل إلى أنقاض وكان التفجير الأول في آذار والثاني بعد حوالي شهرين من العام نفسه.

وقال حسن شعبان (40 عامًا)، وهو أحد سكان مدينة الرقة، إنه “بين عامي 2011 و2013 كان يُرفع الأذان الشيعي من جامع (أويس القرني)، وتُقام فيه الطقوس الشيعية، وهو الأمر الذي كان يثير استياء السكان”.

وأضاف حسن لعنب بلدي، أن سكان المدينة كانوا يتجنبون الدخول إلى الجامع بعد أن تحول إلى سيطرة إيران والشيعة، على الرغم من المكانة الكبيرة التي كان يتمتع بها المكان في نفوس أهل المنطقة قبل أن تضع إيران يدها عليه.

اقرأ أيضًا: المركز الثقافي الإيراني بدير الزور.. مشروع غسيل أدمغة مذهبي

وعلى الرغم من تعمّد النظام السوري تغيير اسم المكان بعد انتهاء إيران من بنائه بمسمى “مقام الصحابي عمار بن ياسر”، فإن التسمية الأشهر كانت بين السكان والزوار هي جامع “أويس القرني”.

وقال سكان من المنطقة المحيطة بالجامع لعنب بلدي، إنهم كانوا شاهدين على زيارات نفذتها شخصيات إيرانية إلى المنطقة، وإن إيران كانت “تخطط لبناء سلسلة فنادق ومطاعم محيطة بالجامع للزوار الشيعة الذين يقصدونه”.

“الإدارة” ترفض الترميم

منذ أن سيطرت “الإدارة الذاتية” على مدينة الرقة في العام 2017 بعد خروج تنظيم “الدولة الإسلامية” منها، وهي تحاول ترميم الأبنية والجوامع المتضررة من معاركها ضد التنظيم، إلا أنها ترفض ترميم جامع “أويس القرني”.

وقال مصدر من “مؤسسة الشؤون الدينية” التابعة لـ”مجلس الرقة المدني”، في حديث إلى عنب بلدي، إن “الإدارة الذاتية” رفضت عروضًا كثيرة قدمتها جمعيات خيرية إسلامية تقف وراءها إيران لإعادة ترميم الجامع.

وأوضح المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه كونه لا يملك تصريحًا للتحدث إلى الإعلام، أن “الإدارة الذاتية” تحفظت على شروط قدمتها الجمعيات التي أرادت ترميم جامع “أويس القرني”، وهو إعادة تأهيل البناء وفقًا لما كان عليه قبل تفجيره من قبل تنظيم “الدولة”.

وأضاف المصدر أن هذا الشرط الذي قدمته تلك الجمعيات يوضح “سوء نية يقف وراء إعادة ترميم الجامع، والذي من الممكن أن يثير النعرات الطائفية بين سكان المنطقة”، وهو الأمر الذي ترفضه “الإدارة الذاتية”، كون الاستقرار الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرتها من ضمن الأولويات التي تحاول تحقيقها.

مقالات متعلقة

المساكن والأراضي والممتلكات

المزيد من المساكن والأراضي والممتلكات