من فيرغسون إلى تين هاغ.. أنقذنا!
عروة قنواتي
نقترب من عقد كامل على وداع نادي مانشستر يونايتد أسطورة التدريب والألقاب في إنجلترا وأوروبا والعالم، السير أليكس فيرغسون، الذي أنهى عمله مع مدرسة الشياطين الحمر في اولد ترافورد عام 2013 بفترة قياسية قاربت 27 عامًا وبخليط مميز وباهر للألقاب، بين ألقاب الدوري الممتاز والكأس والدرع والرابطة في بريطانيا، وبين الألقاب الأوروبية، الشامبيونزليغ واليوروباليغ وكأس العالم للأندية بنظامها القديم والجديد.
عقد كامل تقريبًا تعاقب فيه على إدارة الدفة الفنية لأصحاب القمصان الحمر خمسة مدربين هم: ديفيد مويز، لويس فان خال، جوزيه مورينيو، سولشاير، رالف رانجنيك، بالإضافة إلى بعض المباريات التي قادها اللاعبون القدامى: رايان غيغز ومايكل كاريك بشكل مؤقت في مراحل انتقالية، لتنتقل الدفة الآن إلى عهدة مدرب أياكس أمستردام تين هاغ.
حصاد هذا العقد أربعة ألقاب فقط بعد رحيل المعلم فيرغسون، لقب في كأس الاتحاد ولقب في الدرع الخيرية ولقب اليوروباليغ ولقب الرابطة، ومن دون أي لقب للدوري الممتاز أو دوري أبطال أوروبا، بل غاب الفريق عن الشامبيزنزليغ خمسة مواسم خلال عشر سنوات، وهذه الحصيلة تصنف في ميزان الفضيحة التي هزت وتهز كل يوم أرجاء أولد ترافورد، الذي لم يعد مسرح الأحلام لأبنائه ومملكة الرعب للخصوم.
كوارث ضخمة في التعاقدات والأداء الفني للاعبين الذين ارتدوا قميص المان يونايتد في السنوات الأخيرة، وآخر التعاقدات التي لم تلبِّ الطموحات باعتراف القاصي والداني داخل بيت الشياطين، صفقة الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو هذا الموسم، بعد انتهاء عقده مع اليوفي في إيطاليا ودخوله مجددًا إلى البيت القديم، مصطدمًا بفترة رحيل سولشاير وقدوم النابغة المؤقت رانجنيك، حيث زادت الأزمات وحالة سوء التوظيف والقرار الفني المتغير بين كل مباراة وأخرى، وحتى ساعة إعداد هذه الأسطر يناضل اليونايتد للوصول إلى مربع الكبار في الدوري الإنجليزي أمام أرسنال وتوتنهام ووست هام يونايتد، لنيل مقعد مؤهل إلى دوري الأبطال في الموسم المقبل، ولا توجد له أي منافسة على أي لقب.
المدرب الجديد تين هاغ قاد أياكس منذ العام 2019 في 210 مباريات، وفاز في 156 منها وتعادل في 25 وخسر في 29 مباراة، وتُوّج بلقبين مع أياكس في الدوري الهولندي، وفاز بكأس هولندا مرتين، وفاز بلقب واحد في كأس السوبر الهولندي، ووصل مرة إلى نصف النهائي في دوري الأبطال بعد إقصاء اليوفي وريال مدريد ليخرج أمام توتنهام في مباراة للذكرى.
أمام السيد تين هاغ تحديات ومشكلات كبرى قد لا تُحل فقط بالصفقات الكبيرة والوضع المادي الاقتصادي. أمامه أمور قد تُثقل كاهله بداية من إعادة الثقة للفريق، وإعادة ثقة الجماهير بمستوى متطور للفريق، وإعادة الاعتبار إلى ملعب أولد ترافورد الذي تجرأ عليه مختلف الخصوم، ثم وضع الشياطين الحمر على خارطة المنافسة أمام المان سيتي وليفربول وتشيلسي في إنجلترا والاستعداد لمواجهة كبار أوروبا في المسابقات الكبرى، فهل سيفعلها فعلًا تين هاغ وينقذ المان يونايتد، وكيف سيراقب نظرات السير فيرغسون من المدرجات وهي تطلب تاريخًا جديدًا وإنقاذًا حقيقيًا لليونايتد ينهي عشر سنوات مريرة من حياة أولد ترافورد ومانشستر يونايتد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :