نصائح صحية لتجنب الإنهاك في رمضان
د. أكرم خولاني
يواجه بعض الصائمين خلال شهر رمضان، مشكلة تتمثل بالإنهاك، وفقدان الطاقة والتركيز والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية التي اعتادوا القيام بها قبل شهر الصيام، وقد تتفاقم هذه المشكلة وتزداد في أواخر الشهر، ويعود ذلك لاتباع سلوكيات غير صحية سواء من الناحية التغذوية أو من ناحية نشاطات الحياة اليومية، كتفويت وجبة السحور، وعدم شرب السوائل بكميات كافية، وإجهاد الجسم بأعمال ونشاطات شاقة، والتعرض لأشعة الشمس أو الأجواء الحارة.
لذلك ننصح باتباع بعض الإرشادات التي يمكن أن تجعل الصيام أكثر يسرًا وأقل تسببًا في الإرهاق والتعب البدني، وأهم هذه الإرشادات:
الإكثار من السوائل
يؤدي الصيام لساعات طويلة مع الجهد البدني الذي قد يبذله الصائم في عمله خلال النهار إلى فقدان السوائل وحدوث درجة بسيطة من الجفاف، وهو ما يتسبب بجفاف الفم، والشعور بالعطش، والصداع، والشعور بدرجة من الإعياء، وقد تحدث صعوبات في التركيز، لذا فمن الضروري الإكثار من شرب السوائل بين وجبات الطعام الرئيسة (يجب شرب ثمانية أكواب يوميًا على الأقل).
ويعتبر الماء الصافي أفضل السوائل، فالمشروبات المحلاة مثلًا تزيد غازات الأمعاء، وترفع كذلك نسبة سكر الدم بسرعة، ما يتبعه بالضرورة هبوط سريع في السكر يثير الشعور بالجوع خلال فترة قصيرة، ويجب الحرص على شرب الماء من وقت لآخر خلال فترة الليل، من الإفطار وصولًا إلى وجبة السحور والإمساك بعدها.
كما أن تناول الشوربات والفواكه الطازجة، وشرب عصير الفواكه الطبيعي، وتناول الخضراوات الطازجة كما في السلطات، كل ذلك يفيد في تعويض السوائل.
ويجب الانتباه إلى أن كثرة شرب السوائل قبيل الفجر مباشرة تؤدي إلى تمدد العصارات الهاضمة وحدوث سوء هضم، كما تنشط عمل الكليتين وتؤدي للتبول المتكرر، وكل ذلك يعوق الاستغراق المريح في النوم، خاصة أن معظم الناس تعتمد في نومها الرئيس في رمضان على النوم خلال ساعات الصباح الأولى.
كما يسهم عدم التعرض غير الضروري لأشعة الشمس وللأجواء الحارة، في حفظ سوائل الجسم عبر تقليل كمية الماء التي يفقدها الجسم عن طريق التعرق أو مع هواء التنفس.
الحرص على وجبة السحور
يجب الحرص على تناول وجبة السحور وعدم تفويتها، وتأخيرها إلى قبيل الفجر، إذ إن هذه الوجبة تساعد على إمداد الجسم بالعناصر الغذائية والسعرات الحرارية التي تسهم في تقوية الجسم خلال فترة النهار وعدم الشعور بالعطش والجوع، ورغم أن هذه الوجبة تكون عادة أصغر من وجبة الإفطار، فإنه يفضّل أن تحتوي كل المكوّنات الغذائية، النشويات مثل خبز الحبوب الكاملة، والبروتينات مثل الجبن والبيض والحمّص، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون، ومن الجيد تناول الفاكهة المجففة والمكسرات غير المملحة لبطء استقلابها واحتوائها على الكثير من الألياف، ما يساعد على تحمّل الصيام.
تناول وجبة بينية
يُنصح بعدم تأخير وجبة الإفطار، وتناول وجبة خفيفة بين وجبتي الإفطار والسحور، تشمل بعض الفواكه ومشتقات الحليب كالجبن أو اللبن الرائب أو اللبنة، وتأخير وجبة السحور إلى قبيل الفجر، وبذلك لا يشعر الجسم بأي اضطراب في التغذية لساعات تمتد إلى ما بعد منتصف النهار.
الالتزام بالطعام الصحي
يُنصح بتجنب المطاعم قدر الإمكان في رمضان، فلا طعام يعادل طعام البيت من حيث النظافة وسلامة المكوّنات الغذائية، ويُنصح بتناول أطعمة تحفز شعور المعدة بالامتلاء لوقت طويل، ما يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الشبع وتأخير إفراز هرمون الجوع الذي يتم إفرازه عندما تكون المعدة فارغة، ومن هذه الأطعمة المنتجات الغنية بالبروتينات والكربوهيدرات المعقدة البطيئة الهضم، كشوربة الشوفان مع قطع اللحم التي تزيد مدة الشعور بامتلاء المعدة وخفض الشعور بالجوع.
كذلك من المهم التقليل من تناول الأطعمة التي تحتوي على كمية عالية من الدهون والسكريات، خاصة في وجبة الإفطار، وهذا لأن لها أضرارًا تشمل التأثير على صحة القلب وحدوث الجلطات القلبية والدماغية، فضلًا عن أنها تضر بالمعدة ما يتسبب في التخمة والتلبك المعوي، كما أنها تستنزف الطاقة وتفقد الجسم رطوبته، ما يؤدي إلى العطش الشديد.
كما أن الإكثار من الملح يؤدي إلى العطش خلال ساعات الصيام، لذا يُنصح بتقليل تناول الأطعمة المالحة خاصة ضمن وجبة السحور.
تجنب النوم بعد الوجبات
يفضّل ألا يستلقي الصائم بعد تناول وجبة الإفطار مباشرة، وألا يذهب إلى النوم مباشرة بعد السحور، لتفادي ارتجاع طعام المعدة إلى المريء، وحدوث الحرقة الهضمية، خاصة للمصابين بفتق حجابي.
تجنب السهر
يعتبر السهر في ليالي رمضان من الممارسات السلبية التي تؤدي إلى الشعور بالإنهاك والتعب في أثناء الصيام، لذا على الصائم ألا يحرم نفسه من النوم الكافي، فالنوم الجيد ضروري للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية، مع الحرص على عدم النوم بعد الإفطار مباشرة، إذ إنه يزيد من الشعور بالخمول.
ممارسة الرياضة
يجب الحرص على ممارسة الرياضة بشكل مستمر خلال أيام شهر رمضان، ويفضّل أن تكون آخر النهار قبل تناول وجبة الإفطار، وهذا يساعد في الحصول على صحة أفضل خلال شهر رمضان، كذلك يُنصح بالحركة بعد تناول الإفطار بساعتين سواء بالمشي أو التمارين أو صلاة التراويح.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :