رمضان في إدلب..
الصيام خجلًا.. خطر على مرضى السكري
عنب بلدي – إدلب
يتعامل كثير من الناس مع شهر رمضان على أنه موسم عبادة فريد، ينبغي استثماره كاملًا بالصيام والصلاة والذكر، فهو فرصة لممارسة الطاعات، وتنقية الأجساد والنفوس، ولزيادة الأجر أيضًا.
من ضمن أولئك الناس مرضى السكري، الذين يصر كثيرون منهم على الصيام رغم نصائح أطبائهم بالإفطار، والفتاوى الدينية التي تسمح بدفع كفّارة الصائم بدلًا من الصوم، فالسكري من الأمراض المزمنة التي تستدعي المواظبة على أخذ أدوية لتعديل مستوى السكر في الدم، وهو ما يجعل الصيام بالنسبة للمرضى أشبه بمخاطرة صحية.
أسباب اجتماعية
جلال القاسم (57 عامًا)، وهو أحد مرضى السكري في إدلب (شمال غربي سوريا)، يصر على الصوم في رمضان، وقال لعنب بلدي، إنه مضطر للإفطار من أجل أخذ أدويته اليومية، لكنه يخجل من نظرات الناس حوله عندما يتناول الطعام، رغم علم بعضهم بمرضه.
الخجل من نظرات المحيطين بالعم جلال، الذي يملك دكانًا لبيع المواد الغذائية، هو ما يمنعه من الإفطار في رمضان، “رغم أن المشايخ أشاروا عليّ بعدم الصيام ودفع الكفّارة عوضًا عنه، لكني لا أستطيع الإفطار والكل حولي صائمون”.
ويطغى الالتزام الديني على المزاج العام في مدينة إدلب، التي يعد مجتمعها محافظًا، إلا أنه لا يُتفق على رأي واحد في معظم القضايا المرتبطة بالمجتمع ومواضيع دينه، فتتباين الآراء بتباين الخلفيات الاجتماعية والفكرية التي لجأ منها الناس من مختلف المناطق السورية ليستقروا في هذه المدينة.
ورغم أن الصيام قد يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم بالنسبة لمرضى السكري، فإن النظرات الاجتماعية تبقى أقوى من الأخطار الصحية لدى بعض المرضى الذين قابلتهم عنب بلدي في إدلب.
أخطار مختلفة
الطبيب المتخصص في علاج الغدد الصم ومرضى السكري أحمد الحداد، والمقيم في إدلب، قال لعنب بلدي، إن أخطار الصيام على مرضى السكري تختلف بين فئتين من الذين يعانون من هذا المرض.
المصابون بالسكري من النوع الأول، الذين يأخذون عدة حقنات من الإنسولين يوميًا، ينبغي لهم تجنب الصيام، وفق ما أوصى به الطبيب، والأمر نفسه بالنسبة للذين يعانون من تلف الكلى، أو الذين يتناولون أدوية التخلص من الماء في الجسم.
أما مرضى النوع الأول من الذين يأخذون جرعة واحدة من الإنسولين يوميًا، فهؤلاء يمكنهم الصيام على أن يأخذوا جرعة الإنسولين عند وجبة الإفطار وقت المغرب.
وبالنسبة إلى مرضى السكري من النوع الثاني، فقال الطبيب إن هؤلاء عادة يتبعون حمية غذائية لتفادي مضاعفات المرض، وهذه الفئة يُسمح لها بالصوم بشرط عدم الإخلال بالحمية المعتمدة من الطبيب المختص.
وبحسب الطبيب، فإن الأعراف الاجتماعية تكون في كثير من الأوقات بعيدة عن توصيات الأطباء المختصين، وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى “أخطار صحية مسببة للوفاة”.
هبوط أو انخفاض معدل السكر في الدم يؤدي إلى “أعراض خطيرة مثل الرجفة والتعرق والدوار، ويصل أحيانًا إلى الدخول بغيبوبة”، وفق ما قاله الطبيب.
والإفطار بعد الصوم الطويل غالبًا ما يؤدي إلى “ارتفاع مفاجئ، وعدم السيطرة على نسبة السكر في الدم بعد الإفطار مباشرة أو بعد السحور، وقد يحدث ذلك خلال الصيام”.
وأضاف الطبيب أن الإفراط بتناول الأطعمة والمشروبات وعدم التقيد بالحمية، يؤدي إلى شعور شديد بالعطش، أو الحاجة إلى التبول أكثر من المعتاد، والإرهاق وتشوش الرؤية، ما يسبب “جلطات دماغية”.
وعلى مرضى السكري الذين يصرون على الصيام استشارة طبيبهم قبل اتخاذ هذا القرار، ومراقبة نسبة السكر دائمًا وبشكل منتظم، وكسر الصيام فورًا في حالة ارتفاع أو هبوط السكر.
إرشادات مهمة
ينصح الطبيب أحمد الحداد مرضى السكري بمراجعة طبيبهم بشكل دوري، لتقييم الحالة المرضية، وعدم الإصرار على الصيام إذا لم يسمح الطبيب بذلك، ومراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار، بالإضافة إلى تجهيز الأدوية اللازمة، وحمل المريض زجاجة ماء في أثناء التنقل والعمل، تحسبًا لتغير معدلات السكر بشكل مفاجئ.
وفي حالة الصيام، يوصي الطبيب بالمحافظة على وجبة السحور وتناولها قبل البدء بالصيام مباشرة وتأخيرها ما أمكن، وشرب الكثير من السوائل الخالية من السكر والكافيين في وجبة السحور لتجنب الإصابة بالجفاف.
أما بالنسبة للإفطار، فينصح بتناول حبات من التمر، والأطعمة الغنية بالألياف والعدس والحمّص والفاصولياء، كمصادر للبروتين، وتناول الفواكه والخضار وتجنب المشروبات الغازية والعصائر غير الطبيعية، أو تلك التي تحتوي على مواد حافظة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :