عادت المياه إلى قنوات الري بريف حمص، قبل موعدها الروتيني بثلاثة أشهر مقارنة بعام 2021، الأمر الذي أنذر بضائقة تنتظر العاملين في القطاع خلال الفترة المقبلة، بحسب فلاحين قابلتهم عنب بلدي في المنطقة.
وأكد مصدر مطلع في “اتحاد الفلاحين” بمحافظة حمص، أن دفق المياه إلى المزارع لن يستمر أكثر من شهر واحد ليستفيد منها المزارعون بثلاث “ريات” فقط لسقاية موسم القمح، بحسب المصدر الذي تحفظت عنب بلدي على اسمه لأسباب أمنية.
مدير الموارد المائية في حمص، إسماعيل إسماعيل، قال لصحيفة “الوطن” المحلية، الخميس 21 من نيسان، إن المديرية ضخت المياه من سد “قطينة” في شبكة ري حمص والريف الجنوبي لمحافظة حماة لإرواء أكثر من 20 ألف هكتار من الأراضي الزراعية ما بين المحافظتين.
وأضاف أن هذه الدفعة من المياه جاءت لري محصول القمح الاستراتيجي والمحاصيل الشتوية بناء على قرار “اللجنة الزراعية الفرعية”.
عدنان المنصور (56 عامًا) مزارع من مدينة تلبيسة قال لعنب بلدي، إن الحكومة لا تولي أي اهتمام إلا بالمحاصيل التي تهمها كالقمح، وهذا واضح بعد ضخ مياه الري لشهر واحد فقط لسقاية محصول القمح، بينما لا تولي اهتمامًا بمحاصيل الفلاحين، فالدعم يأتي فقط لمحصول القمح الذي تحتكر الحكومة تسويقه وشراءه.
وأضاف أن المزارعين في المنطقة بأمس الحاجة إلى مياه الري هذا العام بسبب قلة الأمطار الموسمية، وعدم هطول الأمطار الربيعية حتى الآن، الأمر الذي قد يشكّل خطرًا حقيقيًا على المحاصيل.
مدير الموارد المائية في حمص أضاف لصحيفة “الوطن” أن نسبة الهطولات المطرية في حمص بلغت حتى تاريخه 65% من الهطل الإجمالي، ووصلت نسبة التخزين في المسطحات المائية إلى نحو 53% من التخزين الإجمالي البالغ 406 ملايين متر مكعب.
وأشار إلى أن حجم التخزين في سد “قطينة” بلغ 50% من التخزين الإجمالي.
ولا تعتبر مشكلة نقص مياه الري جديدة على أبناء ريف حمص الشمالي ومزارعيه، إذ باتت اليوم امتدادًا للمشكلة ذاتها التي شهدتها المنطقة عام 2021.
وتقع بحيرة “قطينة” في الجنوب الغربي لمدينة حمص، على مجرى نهر “العاصي”، وتبلغ مساحتها 61 كيلومترًا مربعًا، وتعتبر المورد الأول للثروة المائية في المدينة، إذ تلعب دورًا مهمًا في استمرار الزراعة في أراضيها.
ونفذت منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، التابعة للأمم المتحدة، في عام 2020، مشروع إعادة تأهيل قنوات الري في ريف حمص الشمالي، في برنامجها التنموي وتعزيز سبل العيش في المنطقة.
–