سجون تنظيم “الدولة” في سوريا.. آليات اعتقال معقدة أخفت مصير الآلاف
نشر “المركز السوري للعدالة والمساءلة” تقريرًا، الخميس 21 من نيسان، كشف فيه لأول مرة عن الشبكة الواسعة من مراكز الاحتجاز التي كانت عاملًا محوريًا في اختفاء ضحايا تنظيم “الدولة الإسلامية” من المفقودين في سوريا.
التقرير الذي جاء في 48 صفحة، بعنوان “إحياء الأمل: البحث عن ضحايا داعش من المفقودين“، قال إنه تم اكتشاف حوالي ستة آلاف جثة في عشرات المقابر الجماعية التي أنشأها التنظيم في شمال شرقي سوريا.
ويشكّل هذا الرقم حوالي نصف العدد الإجمالي للأشخاص المفقودين في شمال شرقي سوريا، وفقًا للتقرير، على الرغم من اختلاف تقديرات المفقودين بين منظمة حقوقية وأخرى.
وثّق المركز في تقريره الشبكة الواسعة من مراكز الاحتجاز التي كانت مسرحًا لحالات الاختفاء التي تورط فيها التنظيم.
وكانت الأجنحة المختلفة للتنظيم تستخدم بشكل منهجي هذه الشبكة المكونة من 152 مركزًا ومعسكرًا تدريبيًا وسجنًا أمنيًا سريًا لاعتقال المدنيين المختطفين وأعضاء الجماعات المسلحة المنافسة.
وفي بعض الحالات، قُتل العديد من الأشخاص حتى قبل إصدار أحكام الإعدام من قبل هيئات التنظيم المستحدثة، حيث كان يتم تنفيذ “الأحكام” بإجراءات موجزة.
وأدرج التقرير 33 مركز احتجاز في مدينة الرقة وحدها، بالإضافة إلى أن بعض الجناة لا يزالون على قيد الحياة في سجون “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ولديهم القدرة على التعرف على رفات الضحايا، بينما عاد البعض الآخر إلى بلدانهم الأصلية بعد نهاية المعارك ضد التنظيم في سوريا والعراق.
اقرأ أيضًا: هل يُحاسب النظام السوري على ما ارتكبه تنظيم “الدولة”؟
تطوير في طريقة الاعتقال
طوّر التنظيم جهاز اعتقال يتألف من شبكة واسعة من المراكز الصغيرة التي يستطيع أن يفتحها ويغلقها بسرعة بدلًا من سجون كبيرة دائمة.
كانت معظم هذه المراكز، بحسب التقرير، في المدن والمناطق المأهولة، الأمر الذي يعود في الأغلب لسهولة تحويل المؤسسات العامة وضم المنازل المجاورة لمجمعات الاحتجاز بدلًا من بناء سجون جديدة.
ولم يحتجز التنظيم الأفراد في نفس المكان لفترات طويلة، ولكنه كان ينقل السجناء باستمرار، وكانت معظم عمليات النقل المعروفة تتم داخل نفس المدينة أو المحافظة في سوريا، بينما كانت التنقلات عبر المحافظات تتم من الشمال الغربي إلى الشمال الشرقي.
أنواع مراكز الاحتجاز لدى “الدولة”
وثّق تقرير المركز 152 موقعًا في شمالي سوريا استخدمها التنظيم لاحتجاز الأفراد في الفترة ما بين 2013 و2017.
وعلى الرغم من أن معظم هذه المراكز صُممت لاحتجاز الأفراد الذين اعتقلهم التنظيم بحجة مخالفة قوانينه، كان بعضها عبارة عن مبانٍ استُخدمت لأغراض إدارية وعسكرية، كمكاتب جباية الضرائب ومخيمات تدريب أفراد تنظيم “الدولة”.
ومن أبرز أنواع مراكز الاعتقال “مراكز الحسبة”، والسجون الأمنية، و”مراكز الشرطة الإسلامية”، وسجون النساء.
ويكمن سبب أهمية معرفة أنواع المراكز، بحسب التقرير، بأن لكل نوع من أنواع المراكز غرضًا معيّنًا، وفي كثير من الأحيان اعتمد مصير المحتجزين فيها على الغرض منه أو ارتبط به، سواء أطلق سراحهم أو نُقلوا أو أُعدموا.
ولكل مركز احتجاز جناح أمني لدى “الدولة” مختص في قضايا معيّنة.
ويعد ملف المفقودين أحد أبرز أبعاد النزاع السوري والأكثر إيلامًا، حيث يوجد آلاف الضحايا المفقودين في مناطق سيطرة النظام السوري، بالإضافة إلى مناطق شمال شرقي سوريا، يسبب اختفاؤهم والغموض الذي يحيط بمصيرهم آثارًا نفسية ومادية سلبية على عائلاتهم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :