خفّض “الفيلق الخامس” المدعوم روسيًا الرواتب الشهرية إلى النصف لعناصره المتمركزين في مدينة حلب وريفها.
وأثار تخفيض الراتب إلى 100 دولار أمريكي شهريًا بعدما كان 200 دولار غضب واستياء عناصر “الفيلق الخامس”، بحسب ما نقله مراسل عنب بلدي عن عناصر منتسبين لـ”الفيلق” في حلب.
وذكر المراسل أن بعض عناصر “الفيلق الخامس” بدؤوا بطلب إجازات، ويعتزمون الانسحاب من “الفيلق”، بسبب تخفيض الرواتب، وتخوفهم من الإجبار على الالتحاق بالقوات الروسية في غزوها لأوكرانيا.
وغادر بعض عناصر “الفيلق” المنتشرين قرب منطقة الراموسة في محيط الكلية الحربية بمدينة حلب، وكذلك بعض العناصر المتمركزين ضمن منطقة خان العسل بريف حلب الغربي، مواقعهم، رغم عدم السماح لهم من قبل الضباط السوريين الموجودين ضمن القطعات العسكرية التابعة للروس.
تخوّف من إيقاف الرواتب
سعد (31 عامًا)، أحد عناصر “التسويات” المنضم لـ”الفيلق الخامس”، قال لعنب بلدي، “علمنا من الضباط أن الراتب انخفض ليكون 100 دولار، ومن المرجح إرسالنا للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا، إلا أن ما يهمنا أن تخفيض الرواتب إلى النصف، يمكن أن يكون مقدمة لإلغاء الرواتب بشكل كامل”.
وأضاف سعد، الذي تحفظ على ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، “ليس لدينا أي دخل آخر غير ما نقبضه من (الفيلق)، ولسنا مضطرين للبقاء، لأن بند الراتب المخصص لنا موجود ضمن العقد الذي وقعناه في أثناء انتسابنا”.
وأشار إلى أن “بنود العقد لم تتضمن إجراء أي تخفيض على الرواتب بسبب حرب أو غيرها، وبالنسبة لي، أعتبر تخفيض الراتب عجزًا روسيًا، ومن تبعات الحرب الروسية- الأوكرانية، ما يعني أن الروس يمكن أن ينسحبوا ويتم دمجنا مع قطعات أخرى”.
وأوضح أن سبب انضمامه لـ”الفيلق الخامس”، كان تأمين دخل مادي ثابت، إضافة إلى الحصول على البطاقة الأمنية التي لا تسمح لأحد بالتعرض له، واستدرك قائلًا، “لكن الوضع اختلف حاليًا”.
“المشاركة في المعارك خارج سوريا”
وعن الانشغال الروسي في أوكرانيا، قال منير (29 عامًا)، أحد عناصر “الفيلق الخامس” لعنب بلدي، بشرط عدم ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، “بعد بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، انسحبت القوات الروسية من بعض المواقع، كما خفضّت عدد قواتها في مواقع أخرى، وحاليًا تم تخفيض الراتب لعناصر (الفيلق الخامس) إلى النصف”.
ولفت إلى أن هناك انسحابات لن يعلن عنها للقوات الروسية من مواقع أخرى خلال الفترة المقبلة، معتبرًا أن التسريبات عن الانسحاب الروسي باتت تشكّل عبئًا على سمعة الروس بأنهم يفقدون قوتهم.
وأشار منير إلى أن تأثير تخفيض الرواتب سينعكس على عدم التزام عناصر “الفيلق الخامس” بالقرارات التي ستصدر عن قيادة القوات الروسية في سوريا.
وبحسب منير، طلب بعض عناصر “الفيلق” الالتحاق بالقطعات العسكرية التابعة لقوات النظام السوري، أو الانضمام للقوات الروسية في حربها بأوكرانيا، لأن عقد الانتساب لـ”الفيلق” يتضمّن بندًا ينص على أنه يحق للعنصر المشاركة في المعارك إلى جانب الجيش الروسي خارج الأراضي السورية.
وخلال الفترة الماضية، خفّض الروس من وجودهم العسكري في مدينة حلب، وأُسندت بعض المهام إلى العناصر السوريين ضمن “الفيلق الخامس”.
تجنيد معلَن لـ”المرتزقة”
وفي آذار الماضي، نشرت عنب بلدي تقريرًا ذكرت فيه أن القوات الروسية خفضت عدد عناصرها في حلب، ونقلت جزءًا منهم إلى قاعدة “حميميم” الروسية في اللاذقية.
ووفقًا للتقرير، نظمت روسيا العمل في نقاطها بحلب ليشرف على كل نقطة ضابط روسي برفقة ثلاثة عناصر، إضافة إلى مقاتلين سوريين ممن قضوا في “الفيلق الخامس” أكثر من أربع سنوات.
وتنتشر مكاتب لتجنيد “المرتزقة” في محافظة حلب بكثرة منذ مطلع آذار الماضي، وتتبع بشكل مباشر لـ”الفيلق الخامس”، وتعمل على إعداد قوائم للأسماء المحتملة للتجنيد، بحسب ما جاء في تقرير نشرته عنب بلدي في 30 من آذار الماضي.
وعن مكان انتشار هذه المكاتب بالتحديد، فقد امتدت إلى أحياء الجميلية، والسبع بحرات، وميسلون، والحمدانية، وحلب الجديدة.
ويعمل فيها ضباط وإداريون يتبعون للروس بشكل مباشر ويأتمرون بأمرهم، عدد منهم من حملة بطاقات “التسوية”، التي يكون الهدف منها في مرحلة ما كفّ الملاحقات الأمنية بحقهم، إلا أنها تحولت إلى مصدر رزق “عابر للقارات”.
–