ظهر القيادي السابق في فصائل المعارضة، الملقب بـ”أبو طارق الصبيحي”، برفقة مجموعة مسلحة خلال سيطرته على حاجز دوار بلدة عتمان شمالي محافظة درعا، والتي استمرت نحو ساعة اليوم، الأربعاء 20 من نيسان، مطالبًا بعمليات تبادل أسرى مع النظام.
وقال الصبيحي في تسجيل مصوّر تداولته شبكات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إنه ومجموعته سيطروا على دوار “عتمان”، وأسروا عددًا من عناصر النظام، طارحًا عملية مبادلة بمعتقلين لم يسمِّهم.
شبكة “درعا 24” المحلية قالت عبر “تلجرام”، إن مجموعة من الملثمين سيطرت على دوار بلدة عتمان الواقعة على المدخل الشمالي لمدينة درعا، لمدة قصيرة، حيث جرى اشتباك بينها وبين قوات النظام، لتغادر المكان بعدها.
وأشارت الشبكة المحلية إلى أنباء عن إصابة سائق باص نقل ركاب (سرفيس) بقدمه، خلال الاشتباكات التي شهدتها المنطقة.
قيادي سابق في فصائل المعارضة، قال خلال حديث لعنب بلدي، إنه ومن خلال معرفته الشخصية بـ”أبو طارق الصبيحي”، فهو من دون شك الشخص الذي ظهر في التسجيل المصوّر على دوار “عتمان” شمالي درعا.
وأضاف القيادي، الذي تحفظت عنب بلدي على اسمه لأسباب أمنية، أن “الصبيحي” سيطر على الحاجز في ساعات مبكرة من صباح اليوم، واختطف مدنيًا إضافة إلى عنصرين من قوات الشرطة في البلدة، وأطلق سراح المدني لاحقًا، بحسب معلومات قال إنه اطلع عليها.
ومن خلال مقارنة أجرتها عنب بلدي للتسجيل المصوّر الذي تناقله ناشطون من سيطرة المجموعة على دوار “عتمان” بتسجيلات أخرى قديمة يظهر فيها “الصبيحي” بشكل واضح، تطابق صوت القيادي بجميعها مع التسجيل الجديد.
من هو “أبو طارق الصبيحي”
ينحدر “الصبيحي” من بلدة عتمان المحاذية لمركز محافظة درعا، وفي السنوات الأولى لاندلاع الثورة السورية، عمل قياديًا لمجموعة يشكّل أبناء بلدته معظم عناصرها، كما شارك في معارك السيطرة على بلدة عتمان عام 2013.
وانضم فيما بعد إلى “لواء سيف الحق” المعارض للنظام السوري، واتخذ من مركز بريد البلدة مقرًا له.
وفي عام 2015، استهدف عناصره سيارة عسكرية تابعة لفصيل “المعتز” في أثناء توجههم للتمركز في عتمان، فقتلوا عنصرًا وأصابوا آخر، الأمر الذي أشعل خلافًا بينه وبين الفصيل المحلي، انتهى بسجنه في “دار العدل” حتى دفع “دية” لأهل المقتول.
ومع سيطرة النظام السوري على الجنوب بموجب اتفاق “التسوية” في تموز 2018، استقر “الصبيحي” جنوب بلدة المزيريب بما يعرف بحي الضاحية، وبقي محافظًا على مجموعته من العناصر والسلاح الخفيف.
وفي أيار 2020، داهمت مجموعة “الصبيحي” مخفر شرطة المزيريب، واعتقلت عناصره وقتلتهم جميعًا، على خلفية مقتل ابنه وصهره بالقرب من بساتين الشيخ سعد جنوبي مدينة نوى على يد مجهولين، متهمًا النظام بالوقوف خلف تصفيتهم.
وفي كانون الثاني من عام 2021، حاصرت قوات النظام مدينة طفس، وطالبت بترحيل ستة أشخاص للشمال السوري أو تسليم أنفسهم للنظام، ومن بينهم القيادي “أبو طارق الصبيحي” وإياد جعارة وإياد الغانم.
إلا أن “اللجنة المركزية” فاوضت النظام، وانتهت الحملة بدخول الجيش لمدينة طفس وتسليم عدد من قطع السلاح التي ظهرت في نزاع عشائري سابق بين عشيرتي الزعبي وكيوان.
وفي 16 من آذار 2021، قتل “الصبيحي” عددًا من عناصر “الفرقة الرابعة” قالت مصادر محلية لعنب بلدي إن عددهم بلغ 20 عنصرًا، إثر كمين نصبه لهم قرب منزله في عتمان.
وفي 18 من الشهر ذاته، فجرت قوات النظام منزل “الصبيحي” ليستقر بعدها في مدينة طفس شمالي درعا.
وسبق أن اتهمه القيادي السابق بفصائل المعارضة “أبو مرشد البردان” باغتيال أعضاء “اللجنة المركزية” مصعب البردان، والشيخ أحمد بقيرات، والشيخ محمود البنات، وهدد القيادي بقتله أينما وُجد وفي أي منزل بمدينة طفس.
واعتبر “البردان” حينها أن “متعاونين مع خلايا من تنظيم (الدولة)”، منهم “أبو طارق الصبيحي”، إضافة إلى عدة أسماء أخرى موجودة في مدينة طفس غربي درعا، هم من يقفون خلف عمليات الاستهداف في درعا مهددًا باستهدافهم أينما وُجدوا، على حد تعبيره.
وبحسب شبكة “درعا 24” المحلية، فإن اتهامات يجري توجيهها على الدوام لـ”أبو مرشد البردان” بأنه يعمل لمصلحة “الأمن العسكري” التابع للنظام السوري، وبالذات لمصلحة العميد لؤي العلي، إذ رُصدت عدة اجتماعات بينهما، إضافة إلى العديد من العاملين ضمن “اللجان المركزية” في درعا.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد
–