أصدر “المجلس الوطني الكردي” بيانًا حول حرق المكاتب التابعة له في مناطق شمال شرقي سوريا التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وقال المجلس اليوم، الأربعاء 20 من نيسان، عبر بيان، إن “سياسة الترهيب التي يمارسها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ضد شعبنا، من خلال حرق مكاتب المجلس وأحزابه الذي يجري أمام أعين التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية الداعمة عسكريًا لهذه القوات، تنذر بفتنة بين كافة مكونات المنطقة وتجرها إلى ما يخطط له حزب العمال الكردستاني (PKK)”.
ودعا المجلس الجانب الأمريكي لممارسة الضغط الكافي على قيادة “قسد”، لإيقاف هذه الانتهاكات وطيّ ملف حرق المكاتب بالكامل.
وكان “الوطني الكردي” أعلن أن مجموعة مسلحة أقدمت، في 18 و19 من نيسان الحالي، على إحراق مقر المجلس في مدينة ديرك ومكتب “الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا” المنضوي ضمن تشكيلات المجلس في مدينة الدرباسية بعد كسر الأبواب والنوافذ، وإلقاء زجاجات “المولوتوف” الحارقة عليه.
كما جرت عدة محاولات لحرق مكتب حزب “يكيتي الكردستاني” في عامودا، وفق البيان
وصرّح عضو في الحزب “الديمقراطي الكردستاني” لوكالة “نورث برس” المحلية، الثلاثاء 19 من نيسان، أن “سبعة ملثمين اقتحموا مقر الحزب، وتحدثوا بالعربية وقاموا بإرغامنا على مغادرة المكتب”.
وأضاف، “بعد خروجنا قاموا بسكب مواد قابلة للاشتعال على أثاث المكتب وإحراقه”، دون اتهام أحد بالتورط في الحريق.
واستنكر المجلس في بيانه ما وصفها بـ”الأعمال الإرهابية”، وحمّل حزب “الاتحاد الديمقراطي” وجناحه العسكري “قسد” المسؤولية الكاملة عما تؤول إليه المنطقة من وضع خطير في المستقبل.
دفع باتجاه الحوار
وتأتي هذه الأحداث بعد حديث من مصادر أمريكية عن إعادة إحياء للحوار الكردي- الكردي في سوريا، الذي شهد تعطلًا منذ عام 2021.
ونقلت وكالة “نورث برس”، في 16 من نيسان الحالي، عن مصدر أمريكي لم تسمِّه، أن ممثل الخارجية الأمريكية في شمال شرقي سوريا، ماثيو بيرل، يسعى لإعادة المفاوضين إلى طاولة الحوار وتسريع عجلة الوصول إلى اتفاق نهائي.
وأشار المصدر إلى عقد وفد الخارجية لقاءات عدة خلال الفترة الأخيرة، دون الكشف عن مضمونها أو نتائجها، وأن السفير الأمريكي يسعى إلى إنهاء المفاوضات باتفاق نهائي بين الطرفين الكرديين، وإتمام مهمة سلفه، ويليام روباك.
وبدأ الحوار الكردي- الكردي بمبادرة أطلقها قائد “قسد”، مظلوم عبدي، بعد العملية التركية “نبع السلام” شرق الفرات، في تشرين الأول 2019، وإعلان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قرار انسحاب بلاده من بعض قواعدها في سوريا.
قطبا الحوار الرئيسان هما حزب “الاتحاد الديمقراطي” الذي يشكّل نواة “الإدارة الذاتية” والمدعوم أمريكيًا، و”المجلس الوطني الكردي” المقرب من أنقرة وكردستان العراق والمنضوي في هيئات المعارضة السورية، والذي سبق أن أُغلقت مكاتبه واُعتقل عدد من أعضائه وطُردت ذراعه العسكرية من المنطقة.
–