“أكواد” تقيّد حركة السوريين في تركيا.. ما قصتها؟
تناقل ناشطون سوريون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، الحديث عن “أكواد” منعتهم من الدخول إلى الأراضي السورية.
وذكر قسم من الناشطين، أنهم حجزوا موعدًا عبر الموقع الإلكتروني، وتوجهوا إلى معبري “باب السلامة” و”الراعي” للدخول إلى سوريا، ليقابَلوا بالمنع من قبل موظفي المعبر من الجهة التركية.
وأضافوا أن موظفي المعبرين، قالوا إن سبب المنع هي “أكواد” مسجلة على بطاقة “الحماية المؤقتة” الخاصة باللاجئين السوريين.
وتداول البعض عبر مجموعات “فيس بوك”، الرمز “v160” المطبق بحقهم، مشيرين إلى عدم السماح لهم بالدخول بسببه، والطلب منهم العودة إلى ولاياتهم التي يقيمون فيها.
وقالوا إنهم لا يعرفون ما الذي عليهم القيام به لإزالة هذا “الكود” للتمكّن من الدخول إلى سوريا.
بينما ذكر آخرون أنه وبعد توجههم إلى المعبر فوجئوا بوجود رمز التقييد “v160” في سجلهم، وأرشدهم موظفو المعبر للتوجه إلى دائرة الهجرة في ولايتهم بشكل شخصي، للتقدم بطلب لإزالة “الكود”.
وحال الرمز “v71” بين اللاجئين السوريين ودخولهم إلى الأراضي السورية، وتساءل كثيرون بينهم عن الحل، وطريقة التخلص من هذه الرموز.
فيما تساءل بعض من الناشطين عن الرمز “v87” الذي وُضع على بطاقاتهم ومعناه، وعن كيفية إزالته من سجلهم.
ما “أكواد” التقييد وما أسبابها؟
“أكواد” التقييد هي رموز تطبّق على سجلات الأجانب المقيمين في تركيا، وتوضح عدة حالات، هي: تبليغ الأجنبي في بعض الحالات، أو الإشارة إلى سبب منع الدخول إلى البلاد، أو إخطاره بسبب الترحيل في حالات أخرى، بحسب مكتب “MIHCI” الحقوقي.
وتختلف أسباب تعيين هذه الرموز عن بعضها باختلاف الحالات، وتتفاوت مدة بقاء الرموز في سجل الأجنبي، بالنظر إلى أهمية الإجراء المتخذ بحقه.
أما بالنسبة للرموز التي أُرجع السوريون بسببها من المعابر ومُنعوا من الدخول إلى سوريا، فهي:
- “v160″، يطبق هذا الرمز بحق الأجنبي في حال عدم تحديثه عنوان سكنه عند تغييره.
- “v71″، يوضع هذا الرمز في سجل الأجنبي عند تثبيت عنوان إقامته في بيت لم يسكنه أبدًا، أو لا يسكنه في الوقت الحالي.
- “v87″، هو رمز يُتخذ بحق السوريين المقيمين في تركيا ويحملون بطاقة “الحماية المؤقتة”، في حال عودتهم عودة طوعية إلى سوريا، أو توقيعهم أوراق العودة الطوعية.
“أكواد”إضافية
بالإضافة إلى “الأكواد” الثلاثة السابقة، هنالك رموز تطبّق في سجل الأجانب لأسباب معيّنة، وعددها 80 رمزًا، وبحسب ما رصدته عنب بلدي، هنالك رموز يواجهها السوريون في تركيا أبرزها:
v-69: يطبّق في حال إبطال إذن الإقامة.
v-84: يطبق على أشخاص دخولهم إلى تركيا مشروط بالحصول على تصريح إقامة خلال عشرة أيام.
v-91: الأجانب المسجلون تحت “الحماية المؤقتة” (السوريون)، المطالبون بتصريح لمغادرة البلاد.
v-154: أفراد تقدموا بطلب إلى المحكمة الإدارية ضد قرار الترحيل المتخذ بحقهم.
v-157: طلبات تصريح الإقامة المرفوضة.
G-43: تهم التهريب.
G-151: مهربو المهاجرين (تجار البشر).
N-99: المطلوبون للشرطة الجنائية (الإنتربول).
هذه الرموز تظهر في مؤسسات الدولة في سجل الأجنبي، بحسب الجهة المسؤولة عن موضوع “الكود” المطبّق، ويمكن إزالة بعضها بالتوجه إلى هذه الجهات والتقدم بطلب، كـ”الأكواد” المطبقة بسبب عدم الوجود في العنوان المثبت في دائرة النفوس.
بينما تستدعي الرموز الأخرى رفع دعوى على الجهة المطبقة لـ”الكود”، ومتابعة القضية مع محامٍ، بحسب ما جاء في موقع مكتب “MIHCI” للاستشارات الحقوقية.
رموز مطبّقة بحق السوريين
في آذار الماضي، تلقى عدد من السوريين في تركيا رسائل نصية من مديرية دائرة الهجرة التركية، تعلمهم بتعطيل بطاقة “الحماية المؤقتة” الخاصة بهم.
وكانت دائرة الهجرة بدأت حملة خلال الشهرين الماضيين لتأكيد العناوين المسجلة للسوريين في قيودهم، عن طريق توجه عناصر من الشرطة إلى العنوان المسجل في القيد، والتحقق من تطابق الاسم المسجل مع أسماء المقيمين في العنوان، وتسلّم العديد من السوريين رسائل نصية تُفيد بذلك وقتها.
وفي حال إثبات الشرطة عدم وجود السوريين في العنوان المثبت لدى الهجرة أو النفوس، أو عدم سكنهم في هذا العنوان إطلاقًا، تطبق “أكواد” في سجلهم.
وعند توقيف أحد اللاجئين في الشارع والتحقق من وجوده في ولايته أم لا، وفي حال عدم وجوده في الولاية التي استخرج منها بطاقة “الحماية المؤقتة” الخاصة به، وعدم استخراجه إذن سفر للتجول في الولايات الثانية، يوقع على وثيقة تبليغ وإخطار وتُطبّق في سجله “أكواد” مختلفة.
وكان وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، صرّح في لقاء تلفزيوني، في 22 من آذار الماضي، أن 80% من اللاجئين يعيشون في العناوين التي حددوها، والحملة مستمرة لتصل إلى معدل 90%.
وأرسلت دائرة الهجرة رسائل نصية تطالب السوريين المتخلفين عن تحديث عنوان إقامتهم، أو لم يكونوا موجودين بالمنزل في أثناء زيارة الشرطة للتحقق من العنوان، بتحديث بياناتهم في مديريات إدارة الهجرة في مدة أقصاها 60 يومًا، عن طريق أخذ موعد من الموقع الرسمي على الإنترنت.
وأوضحت الهجرة لاحقًا أن تعطيل القيود هو إجراء للتأكيد على ضرورة تحديث السوريين بياناتهم، وتثبيت عناوين سكنهم، وفق بيان لـ”اللجنة السورية التركية المشتركة”.
آخر تطورات تحديث البيانات للسوريين
وفي وقت لاحق، أعلنت إدارة الهجرة بمدينة اسطنبول التركية استمرار تحديث بيانات السوريين الحاصلين على “الحماية المؤقتة”، بعد تجميد بطاقات العديد من السوريين لدفعهم إلى تحديث بياناتهم وتثبيت عناوين سكنهم.
وقال مدير إدارة الهجرة في اسطنبول، بايرام يالن صو، خلال اجتماع عقده مع عدد من الصحفيين، في 13 من نيسان الحالي، نقلت تفاصيله وكالة “الأناضول” التركية، “مستمرون في تحديث بيانات السوريين الحاصلين على الحماية المؤقتة في اسطنبول، من خلال المراكز المخصصة لذلك”.
ومن جانبه، قال نائب مدير الهجرة في اسطنبول، سردار دال، “لن يتعرض أي سوري في اسطنبول للضرر، وسيتم إنشاء مركز جديد في توزلا (شرق) لتيسير مهمة تحديث البيانات”.
وأكدت مديرة الاتصال في “اللجنة السورية التركية المشتركة”، إيناس النجار، في حديث إلى عنب بلدي، توجه السوريين إلى مركز توزلا بولاية اسطنبول لتحديث بياناتهم دون الحاجة إلى حجز موعد مسبق.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :