يعقد قادة دول الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس 17 كانون الأول، قمة في العاصمة البلجيكية بروكسل، لإيجاد حلٍ لأزمة الهجرة غير المسبوقة إلى أراضيهم.
وتناقش القمة رصّ الصفوف وخطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، اللذين يشكلان تهديدًا وتحديًا لهذه الدول، وفي هذا الصدد قال رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، “علينا أن نتحرك معًا وبسرعة لاحتواء تدفق المهاجرين”.
نص الاقتراح
وينص الاقتراح الذي تصفه مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بـ “الجريء” على إمكانية التدخل في أي دولة تتخلف عن ضبط حدود خارجية للاتحاد الأوروبي حتى لو كانت تمانع ذلك، ما يثير مخاوف الدول باعتبار الأمر يشبه “التخلي عن سيادتها”.
يونكر لفت إلى أنه “واثق” من التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن الاقتراح، مردفًا “يجب حماية حدودنا الخارجية من أجل إنقاذ حرية التنقل داخل فضاء شنغن التي تشكل ركيزة التكامل الأوروبي”.
11 دولة اجتمعوا في قمة مصغرة
قبل انعقاد المجلس الأوروبي المقرر في الساعة السادسة من مساء اليوم، وسط إجراءات أمنية مشددة، جرت قمة “مصغرة” جمعت في جلسة مغلقة 11 دولة من الاتحاد الأوروبي وتركيا برئاسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وتسعى الدول المجتمعة لدراسة سبل تخفيف الضغط عن تركيا من خلال الموافقة على استقبال عدد من اللاجئين العراقيين والسوريين الموجودين على أراضي الأخيرة، بعد تعهد أنقرة بضمان مراقبة حدودها مع الاتحاد “بصرامة”.
وتضاف إلى هذه الخطوة مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات يورو، وعد الاتحاد الأوروبي بتقديمها لأنقرة، وإحياء مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الذي لفت إلى أن عدد المهاجرين بين تركيا واليونان لم يتراجع سوى بشكل “طفيف” في كانون الأول الجاري مقارنة مع تشرين الثاني الماضي.
وكانت ميركل حذرت، أمس الأربعاء، من العودة إلى الحلول “الوطنية” في مواجهة موجات اللاجئين، داعيةً إلى توزيعهم بين الدول الأعضاء “بشكل ملزم”، كما حذرت من أن “إغلاق الحدود في القرن الحادي والعشرين ليس خيارًا منطقيًا”.
وتعارض عدد من الدول في أوروبا الشرقية بينها المجر وسلوفاكيا وبولندا ودول أخرى، إعادة توزيع اللاجئين قي الاتحاد الأوروبي بعد وصولهم إلى اليونان وإيطاليا، ما اقتصر على توزيع مئتي لاجئ فقط ضمن خطة “إعادة توزيع” 160 ألفًا، حسب إحصائية لوكالة فرانس برس.
نقاط أخرى من بينها خروج بريطانيا
القمة ستطرح نقاطًا أخرى من بينها احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى السوق الداخلية والاتحاد الاقتصادي والمصرفي.
وكان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وعد مؤخرًا بتنظيم استفتاء حول بقاء بلاده في صفوف الاتحاد قبل نهاية 2017، وقال اليوم من بروكسل “سوف أناضل من أجل بريطانيا طوال الليل وأعتقد أننا سنحصل على اتفاق جيد”.
وتأتي القمة 13 في نهاية العام الذي شهد أزمة بخصوص الأعداد الغفيرة من اللاجئين، والتي وصفها قادة دول الاتحاد الأوروبي بـ “الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية”.
–