انتقد لاجئون وطالبو لجوء خطط الحكومة البريطانية لترحيل طالبي اللجوء غير المصرح لهم إلى رواندا، في ظل تطبيق النظام البريطاني الجديد الخاص بالهجرة.
قال صحفي رواندي الجنسية، يبلغ من العمر 42 عامًا، لصحيفة “The Guardian” البريطانية، في 16 من نيسان، إنه على الرغم من منحه حق اللجوء في بريطانيا، لايزال خائفًا من أن يستهدفه عملاء الحكومة الرواندية في بريطانيا.
قرر الرجل الذي فقد العديد من أفراد عائلته في الإبادة الجماعية التي وقعت في البلاد عام 1994، أن يصبح صحفيًا، بعدما ترك المدرسة في عاصمة البلاد كيغالي، بسبب مخاوفه من الفساد الحكومي.
وكان يعمل في إحدى الصحف التي كانت تنتقد الرئيس كاغامي وحكومته، وأُغلقت لاحقًا، واتُهم بأنه “عدو للدولة”، وأُسر وهو يحاول الفرار عبر الحدود، وتعرض للتعذيب معصوب العينين لمدة أربعة أشهر.
وحاول معذّبوه، الذين صعقوه بالكهرباء، حمله على الكشف عن أسماء مصادره الصحفية التي تعمل لحساب الحكومة، لكنه رفض، وتمكن في النهاية من الفرار إلى بريطانيا، وبعد معركة قانونية طويلة مُنح وضع اللاجئ، مع قبول وزارة الداخلية روايته لما حدث له.
وأُدينت خطط الحكومة لإرسال طالبي لجوء غير مصرح لهم على تذكرة ذهاب فقط إلى رواندا بشدة باعتبارها غير إنسانية وغير قابلة للتطبيق.
أعرب الوافدون بالقوارب الصغيرة على ساحل كينت عن مخاوفهم من ترحيلهم إلى راواندا إعلان الحكومة أن طلبات اللجوء ستتم معالجتها في الخارج.
وقال طالب للجوء قادم من إريتريا، جمال للصحيفة، “سأموت هناك، هل تعرف عدد آلاف الأميال التي سافرت لأكون هنا؟ وكم بقيت في الصحراء؟ للوصول إلى هذه النقطة، ولكي نكون هنا، كان علينا جميعًا تقديم الكثير من التضحيات، لا يمكنني العودة إلى إفريقيا”.
قال رجل آخر من إريتريا، “لا أحد يعرف إفريقيا مثلما يعرفها الأفارقة، لا توجد حرية هناك. رواندا مثل إريتريا، فهي لا تحافظ على سلامة البشر. هنا في أوروبا، أنت حر”.
من بين المجموعة المكونة من 22 مهاجرًا، قال جميعهم إنهم سيقتلون أنفسهم، بدلًا من مواجهة الترحيل من بريطانيا إلى رواندا.
وكانت الحكومة البريطانية أقرت قانونًا جديدًا يقضي بترحيل طالبي اللجوء الواصلين إلى المملكة منذ مطلع العام الحالي إلى دولة رواندا الإفريقية، بموجب تطبيق قانون الهجرة البريطاني الجديد.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن عشرات الآلاف من المهاجرين غير المصرح لهم الذين يبحثون عن ملاذ في المملكة المتحدة، سيتم نقلهم جوًا لمسافة تزيد على 4000 ميل إلى رواندا بموجب مجموعة جديدة من سياسات الهجرة الجديدة، بحسب ما نقلته صحيفة “The Guardian” البريطانية.
تزامن القانون البريطاني مع إعلان رواندا، عن توقيعها اتفاقية بملايين الدولارات مع بريطانيا، لاستقبال طالبي لجوء ومهاجرين إلى المملكة المتحدة على الأراضي الرواندية.
بريطانيا ليست الأولى
مطلع عام 2021، وقّعت الدنمارك اتفاقيتي تعاون بما يخص الهجرة واللجوء مع رواندا، لم تعلن تفاصيلهما، وسط تخوفات من أن تكونا في إطار تخطيط الحكومة الدنماركية لإقامة مركز استقبال لطالبي اللجوء في بلد ثالث.
وأشار تقرير نشره موقع “Altinget” السياسي الدنماركي، في 28 من نيسان 2021، إلى زيارة رسمية أجراها كل من وزير الهجرة والاندماج، ماتياس تسفاي، ووزير التنمية، فليمنغ مولر مورتنسن، إلى رواندا لتعزيز العلاقات بين البلدين وتعاون أوثق في قضايا الهجرة.
وأوضحت وزارتا الخارجية وشؤون الهجرة والاندماج الدنماركيتان في بريد إلكتروني، وصلت إلى الموقع نسخة منه، أن الدنمارك ورواندا وقعتا اتفاقيتين “لتوثيق التعاون في مجال الهجرة واللجوء، وزيادة المشاورات السياسية حول التعاون الإنمائي”.
ولم تنشر الوزارتان نصوص الاتفاقيتين أو أي تفاصل أخرى متعلقة بهما.