قبل أن يغادر فياريال.. كلمة!
عروة قنواتي
فياريال يخرج البافاري ويحرجه في ملعبه ضمن منافسات ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، النادي المعروف بـ”الغواصات الصفراء” صاحب المركز الثامن في الليغا الإسبانية لهذا الموسم، الذي لا يحمل على قميصه أي نجمة تخص الدوري وكأس الملك في إسبانيا، عرف الوصول إلى مربع الكبار في دوري الأبطال مرتين، عام 2006، وهذا العام بعد تجاوز المفترس الألماني نادي بايرن ميونيخ بفوزه ذهابًا بهدف وتعادله إيابا في “آليانز آرينا” معقل البافاري بهدف لمثله.
نادي فياريال الذي يقترب من مئوية تأسيسه حقق في العام الماضي بطولة الدوري الأوروبي (كأس الاتحاد) على حساب مانشستر يونايتد الإنجليزي العريق، واليوم يعود إلى نصف نهائي الشامبيونزليغ بتوقيع المدرب أوناي إيمري.
فياريال أوناي إيمري يذكر عشاق الكرة في أوروبا بفياريال بيلغريني قبل 16 عامًا، المدرب الذي أدخل “الغواصات الصفراء” ميدان التحدي المحلي والأوروبي لفترة وجيزة، فاقترب فياريال أكثر من مرة إلى لقب الليغا وكأس الملك، ولم ينجح باعتلاء منصة التتويج أمام منافسين من العيار الثقيل، برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد وفالنسيا وبلباو.
الفريق الذي عرف أسماء تاريخية بين أوراقه ومستنداته منذ أن وصل للمرة الأولى إلى الدرجة الأولى في إسبانيا، أمثال خوان ريكيلمي الأرجنتيني ودييغو فورلان الأورغوياني وبيليتي البرازيلي وجيرارد مورينو الإسباني وسانتي كازورلا الإسباني، وغيرهم من اللاعبين المهمين الذين عبروا في كتاب “لا سيراميكا”، وهو معقل وملعب “الغواصات الصفراء”.
قد ينظر الكثير منا إلى شجاعة ودفاع وصلابة أداء أصحاب القمصان الصفراء على أنها مجرد طفرة تأتي وسط أجواء تخدم النادي بين كل فترة وفترة، مع أزمات الأندية الكبرى والتفاصيل الصغيرة التي حوّلت ظروف التأهل من بايرن ميونيخ على ملعبه وبين جماهيره إلى أصدقاء أوناي إيمري الذي فشل في باريس سان جيرمان وأرسنال، ولكنه يترك توقيعًا مهمًا للتاريخ باللون الأصفر في دوري الأبطال، كما تركه في العام الماضي على منصة تتويج الدوري الأوروبي أمام أعين الشياطين الحمر مانشستر يونايتد.
وقد يرى بعض عشاق كرة القدم أن ما نشاهده من أندية الوسط الأوروبية سيمتد لفترة أطول في الملاعب والبطولات والمسابقات، ليتم دك أسوار الأندية المهمة والتاريخية فلا نتيجة محسومة بعد اليوم في كرة القدم.
أتفق مع الرؤية الأولى أكثر من الثانية، ولذلك كتبت قبل أن يغادر فياريال ويختفي بين أندية الوسط لسنوات مقبلة، كما حال أياكس أمستردام وأرسنال وروما ومارسيليا، لأن الشجاعة والأسلوب الجميل والأداء الصلب في أرض الملعب لا يفي بالغرض دائمًا وفي كل الأوقات. فرق الوسط الأوروبية بحاجة إلى تعاقدات وبحاجة لحالة اقتصادية مستقرة أو شبه مستقرة للمنافسة محليًا وأوروبيًا، وهذا ما يجعل عنوان “الطفرة” لامعًا أكثر من “النهج المستمر” لهذه الصور الكروية الجميلة.
ولكن فعلًا لا بد من كلمة أو كلمات بسيطة في أسطر متواضعة تبدي إعجابك من خلالها بأداء “الغواصات الصفراء” على مدار موسمين متتاليين، ومن يدري؟ لربما يذهب أوناي إيمري إلى نهائي دوري الأبطال متفوقًا على ليفربول في مربع الكبار، ومن يدري؟ لربما يعتلي منصة التتويج مسببًا الحرج الشديد لفرق أوروبا الكبرى.
وهنا سنحكم أكثر على اختيار عنوان “الطفرة” من عنوان “النهج المستمر”. شكرًا فياريال!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :