صيام الأطفال من وجهة نظر طبية
د. أكرم خولاني
يبتهج الأطفال بقدوم شهر رمضان، ويستشعرون، ببراءتهم وأرواحهم الجميلة، الأجواء الروحانية خلال الشهر الكريم، ويبدي بعضهم حماسة تجاه صيام أهاليهم، فتراهم قد عزموا على الصيام أسوة بهم على الرغم من صغر أعمارهم، وهنا تبدأ تساؤلات الأهل عن العمر المناسب لبدء أطفالهم بالصيام دون أن يؤثر سلبًا على نموهم وصحتهم الجسدية وتحصيلهم الدراسي.
ما العمر المناسب لصيام الأطفال
لا يوجد جواب محدد لهذا التساؤل، إذ تتفاوت قدرة الأطفال على الصيام تبعًا للعديد من العوامل، ومنها بنية الطفل وحالته الصحية والطقس المناخي، ولكن بشكل عام:
الأطفال الأصغر من 7 سنوات من العمر: لا يُنصح بصيامهم أبدًا.
الأطفال بعمر 7-10 سنوات: قد يؤدي امتناعهم عن الطعام والشراب لفترة طويلة من الفجر حتى الغروب إلى التأثير سلبًا على صحتهم، فقد يعاني بعضهم من هبوط في السكر أو الضغط أو نقص حاد بالسوائل أو غيرها من الأعراض التي قد تكون خطيرة، ولذلك يمكن أن يبدأ الأهل بتدريب الطفل منذ سن السابعة على الصيام لساعات قليلة في النهار، فيتم إخبار الطفل بميزات الصيام وفضله، من ثم التوضيح له أن القاعدة في الصيام تكون بالامتناع التام عن الطعام والشراب منذ الفجر وحتى غروب الشمس، ولكن ولأن عمره لا يزال صغيرًا، لذلك فإن المدة المناسبة له هي أقصر من مدة الصيام المعتادة، ويمكنه الصيام بإحدى طريقتين:
- صيام العصافير، حيث يصوم الطفل من أذان الفجر حتى أذان الظهر، ثم يتناول الطعام والشراب من أذان الظهر حتى أذان العصر، ويتابع بعدها الصوم حتى المغرب.
- صيام درجات المئذنة، حيث يصوم الطفل من أذان الفجر حتى أذان الظهر، ويتناول وجبة الطعام والشراب عند كل من أذان الظهر وأذان العصر ويصوم في الفترة فيما بينهما، ويتابع الصيام حتى أذان المغرب.
الأطفال بعمر 10-12 سنة: هؤلاء مرشحون لصيام نهار رمضان كاملًا، وشهر رمضان كاملًا، ما لم يوجد مانع طبي لذلك، مع الالتزام ببعض التوصيات، وهي:
- عدم السماح للطفل بصيام الأيام التي لا يتناول في ليلتها طعام السحور، لأن ذلك يتسبب بإجهاد الطفل وتأثر صحته بسبب تعرضه للجفاف أو نقص سكر الدم.
- التأخير في وجبة السحور قدر الإمكان لتكون قريبة من موعد أذان الفجر، ويجب أن تكون غنية بالبروتين كالبيض والحليب والجبن واللبنة وكذلك الكربوهيدرات كالحبوب.
- عدم التأخير في وجبة الإفطار، والبدء بالتمر والعصير لتعويض السكريات، وشرب الماء، والتركيز على الشوربات، لتعويض نقص السوائل، مع تجنب البهارات والأطعمة المالحة التي تزيد العطش.
- الحرص على إمداد الطفل بالسوائل المتنوعة والفواكه والخضراوات في الفترة بين الإفطار والسحور لتعويض نقص السوائل والفيتامينات والأملاح المعدنية.
- عدم القيام بأي مجهود شاق خلال النهار، وتجنب التعرض الطويل للشمس.
- تنظيم مواعيد النوم بما يضمن عدم تأثر الأداء الدراسي للطفل.
ويجب مراقبة نشاط الطفل الصائم وحركته اليومية، وملاحظة أي خمول أو إرهاق غير طبيعي، أو علامات قد تدل على انخفاض مستوى السكر بشكل كبير لدى الطفل، أو ظهور علامات تؤشر لإصابته بالجفاف، أو الشكوى من آلام حادة في الرأس أو البطن، أو حدوث دوخة وعدم اتزان، أو إسهال، أو الشعور بجوع وعطش شديدين وعدم استطاعة الطفل مقاومة ذلك أبدًا، حيث يجب في هذه الحالات أن يفطر الطفل فورًا.
الأطفال بعمر أكبر من 12 سنة والمراهقون: يمكنهم صيام شهر رمضان كالكبار تمامًا.
ما الموانع الطبية لصيام الأطفال
- وجود إعاقة عقلية وعدم إدراك.
- ضعف البنية الجسدية بشكل ملحوظ أو الوزن المنخفض تحت الحد الأدنى الطبيعي.
- سوء التغذية ووجود عوز بالفيتامينات.
- فقر الدم.
- الداء السكري.
- فقدان الشهية.
- الإصابة بأحد الأمراض المزمنة كالقصور الكلوي مثلًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :