تحدث المدير العام للهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية، عبد اللطيف علي، عن إقبال سكان الساحل السوري لشراء سمكة “المنفاخ” (البالون) السامة.
وفي حديث مع صحيفة “تشرين” الحكومية، اليوم السبت 16 من نيسان، حذر علي من استهلاكه، طالبًا عدم شراء فيليه السمك إلا من مصدر موثوق خوفًا من أن يكون مصدره من أسماك “البالون”.
وأوضح أن “البالون” من الأسماك الشديدة السمية وتشكل خطرًا كبيرًا على حياة من يتناولها لاحتوائها على مادة “التترادوتكسين” التي تعد أقوى من الزرنيخ والسيانيد ولا يوجد ترياق لها، موضعها في الغدد تحت الجلد بالقرب من النخاع الشوكي وتتركز في الرأس والكبد والمبيض،
ونُحدث مادة “التترادوتكسين” حصارًا لقنوات الصوديوم، وبالتالي إعاقة السيالة العصبية مما يؤدي إلى إصابة العضلات التنفسية بالشلل ومن ثم الموت، وفق علي.
وجاءت هذه التحذيرات بعد تسمم عائلة مؤلفة من عدة أشخاص في مدينة طرطوس، بسبب تناولها السمكة السامة، حسب ما نقلته موقع “أثر برس” في 11 من نيسان الحالي.
وقال مدير منظومة الإسعاف ومسؤول التسممات في مديرية صحة طرطوس، فراس حسامو، لـ”أثر”، إن عائلة مؤلفة من ثلاثة أشخاص ظهرت عليهم أعراض سمّية بعد تناولهم شرائح سمك (فيليه)، وهي نفس الأعراض التي تظهر بعد تناول سمك “البالون”.
وأضاف أن أفراد العائلة وأثناء متابعة حالتهم المرضية عانوا من أعراض عصبية عامة لمدة يومين ومنها اضطراب في التوازن، اضطراب وألم بطني، وتنميل باللسان والأطراف، مؤكدًا أنه منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخه لم يسجل في مستشفيات المحافظة أي حالات تسمم لمواطنين جراء تناولهم سمك “البالون”، مقارنة مع العام الماضي.
وتعمل الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية على توعية الصيادين وتوجيههم لعدم صيد وبيع هذه الأسماك وإتلافها في حال صيدها بالتعاون مع المديرية العامة للموانئ وجمعيات الصيادين، إضافةً إلى التعميم على محال بيع الأسماك لعدم بيع هذه الأسماك أو تداولها، وتوجيه العاملين في فروع الهيئة بمحافظتي طرطوس واللاذقية لتكثيف الجولات الميدانية في الأسواق وموانئ الصيد لمنع تداولها، حسب ما قاله مدير الهيئة لـ”تشرين”.
وتعيش معظم أنواع الأسماك المنتفخة (Tetraodon بالإنجليزية) في المياه البحرية أو القليلة الملوحة، لكن يمكن لبعض أنواع الأسماك أن تدخل المياه العذبة، إذ تقضي نحو 35 نوعًا من هذه الأسماك دورة حياتها بأكملها في المياه العذبة، كتلك الموجودة في المناطق الاستوائية المنفصلة في أمريكا الجنوبية، وإفريقيا، وجنوب شرق آسيا.
وتعد المادة السامة الموجودة في بعض أنواع “المنفاخ” أقوى من الزرنيخ بعشرة آلاف مرة، فكل 0.75 ملغ منها تستطيع قتل شخص بوزن 70 كيلوغرامًا، بينما إذا كانت أقل سميّة فيعالج المصاب عبر دعم هوائي باكر للقلب وإفراغ المعدة من السوائل في المستشفى.