أمريكا تتهم قراصنة كوريا الشمالية بسرقة 620 مليون دولار من العملات الرقمية

  • 2022/04/15
  • 6:24 م

أصدر مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي (FBI)، الخميس 14 من نيسان، بيانًا أسند فيه النشاط السيبراني “الخبيث”، بسرقة عملات مشفرة، عبر استهداف مستخدمي لعبة الفيديو  الشهيرة “آكسي إنفينيتي”، إلى جمهورية كوريا الشمالية.

وتمكّن المكتب من خلال التحقيق التأكد من أن “لازاروس غروب” و”آي بي تي 38″، الجهتين الفاعلتين الإلكترونيتين المرتبطتين بكوريا الشمالية، مسؤولتان عن سرقة 620 مليون دولار من عملة “إيثيريوم” ثاني أكبر العملات من ناحية القيمة السوقية.

وأبلغ صانعو لعبة “آكسي إنفينيتي” عن السرقة، في 29 من آذار الماضي، وهي لعبة يمكن للاعبين فيها كسب العملات المشفرة من خلال اللعب أو تداول الصور الرمزية الخاصة بهم، بعد أسابيع فقط من سرقة للقراصنة بحوالي 320 مليون دولار في هجوم مماثل.

وفقًا لواشنطن، فإن مجموعة “لازاروس” للقرصنة تخضع لسيطرة مكتب الاستخبارات الرئيس في كوريا الشمالية، واتُهمت بالضلوع في هجمات برنامج الفدية “WannaCry”، واختراق البنوك الدولية وحسابات العملاء، والهجمات الإلكترونية لعام 2014 على شركة “Sony Pictures Entertainment”، “انتقامًا لفيلم “The Interview”، وهو فيلم يسخر من الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون.

يعود البرنامج السيبراني الإلكتروني لكوريا الشمالية إلى منتصف التسعينيات على الأقل، لكنه نما منذ ذلك الحين إلى وحدة حرب إلكترونية يعمل بها حوالي ستة آلاف فرد، تُعرف باسم “المكتب 121″، تعمل من عدة دول بما في ذلك بيلاروسيا والصين والهند وماليزيا وروسيا، وفقًا لتقرير عسكري أمريكي لعام 2020.

وفقًا لمنصة بيانات “بلوكتشين” “Chainalysis” (نظام لسجل إلكتروني مشترك، غير قابل للتغيير لتسجيل المعاملات وتتبع الأصول)، فإن قراصنة كوريين شماليين سرقوا ما قيمته 400 مليون دولار من العملات المشفرة، خلال هجمات إلكترونية على منافذ عملات رقمية عام 2021.

أكد محلل التهديدات في شركة الأمن الرقمي “Netenrich” جون بامبنيك، أن كوريا الشمالية “فريدة” في توظيف مجموعات مخصصة لسرقة العملات المشفرة، موضحًا أن سرقات العملات المشفرة، تعتبر مصلحة أمنية وطنية بالنسبة لهم، بينما تخضع كوريا الشمالية لعقوبات شديدة.

وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية، إن كوريا الشمالية تستخدم انعدام الأمن في معاملات العملات المشفرة لتمويل برامجها الصاروخية، وأضاف أن واشنطن ستنظر في نشر إرشادات الأمن السيبراني المشفرة للمساعدة في الجهود المبذولة للحماية من العملة الافتراضية المسروقة.

أفاد البيان أن مكتب التحقيقات الفيدرالي، سيواصل بالتنسيق مع وزارة الخزانة الأمريكية التي فرضت عقوبات على العنوان الذي تلقى الأموال المسروقة، وشركاء حكومة الولايات المتحدة الآخرين، كشف ومكافحة استخدام جمهورية الشمالية للأنشطة غير المشروعة، بما في ذلك الجرائم الإلكترونية وسرقة العملات المشفرة لتوليد إيرادات للنظام.

تدرك الولايات المتحدة أن كوريا الشمالية تعتمد بشكل متزايد على الأنشطة غير المشروعة، بما في ذلك الجرائم الإلكترونية لتوليد إيرادات لأسلحة الدمار الشامل وبرامج الصواريخ الباليستية في الوقت الذي تحاول فيه التهرب من العقوبات الصارمة التي تفرضها الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

تضغط الولايات المتحدة على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإدراج مجموعة “لازاروس” في القائمة السوداء وتجميد أصولها، وفقًا لمشروع قرار اطلعت عليه “رويترز“، في 13 من نيسان الحالي.

وحُكم على خبير العملة المشفرة فيرجيل جريفيث (39 عامًا)، في 12 من نيسان الحالي، بالسجن الفيدرالي لأكثر من خمس سنوات لمساعدته كوريا الشمالية في التهرب من العقوبات الأمريكية.

وكان جريفيث طوّر بنية تحتية ومعدات للعملات المشفرة داخل كوريا الشمالية، ونصح أكثر من 100 شخص في مؤتمر 2019، منهم العديد يعملون لمصلحة حكومة كوريا الشمالية، بكيفية استخدام العملة المشفرة للتهرب من العقوبات وتحقيق الاستقلال عن النظام المصرفي العالمي.

كتب المدعون أن جريفيث مواطن أمريكي اختار التهرب من عقوبات بلاده لتقديم خدمات لقوة أجنبية “معادية”، مؤكدين أنه “فعل ذلك وهو يعلم أن كوريا الشمالية كانت مذنبة بارتكاب فظائع ضد شعبها، ووجهت تهديدات ضد الولايات المتحدة بحجة قدراتها النووية”.

فرضت الولايات المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات مشددة بشكل متزايد على كوريا الشمالية في السنوات الأخيرة، لمحاولة كبح برامجها النووية والصاروخية الباليستية.

وفي 2018، عدّلت الحكومة الأمريكية العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية لحظر “أي شخص أمريكي، أينما كان” من تصدير التكنولوجيا إلى كوريا الشمالية.

مقالات متعلقة

عملات ومعادن

المزيد من عملات ومعادن