بعد سنوات من محاولة العودة إلى مقاعد الدراسة التي أبعدتهم عنها تداعيات النزاع، يواجه طلاب جامعة “غازي عنتاب” في فروعها شمال غربي سوريا، خطر “ضياع المستقبل” مجددًا جرّاء قرار الجامعة الي تهدد حياتهم العلمية والمهنية.
وأبلغ موظف في شؤون الطلبة طلاب الجامعة، من خلال تسجيل صوتي عبر “واتساب” ورسالة نصية اطلعت عليهما عنب بلدي، بعد زيارة وفد تركي للجامعة في 7 من نيسان الحالي، بضرورة تقديم امتحان الشهادة الثانوية في مديرية التربية والتعليم لإتمام التعليم الجامعي.
وجاء في الرسالة أن على الطلاب الذين لا يملكون وثيقة تعديل الشهادة (دينكليك) التقديم على امتحان الشهادة الثانوية في مديرية التربية للحصول على شهادة ثانوية جديدة مع “دينكليك”.
وأضافت الرسالة أن آخر موعد للتقديم على الامتحان في التربية هو 14 من نيسان الحالي، مؤكدة أن هذا الامتحان الأخير الذي لن تشترط التربية عمرًا معينًا لدخوله.
ورغم أن معظم الطلاب حاصلون على شهادات ثانوية سابقة صادرة عن مديرية التربية والتعليم في حكومة النظام، وجد عشرات الطلاب أنفسهم مجبرين على إعادة تقديم الامتحان.
في المقابل، أكدّ طلاب تحدّثت إليهم عنب بلدي أن جميع المتضررين يرفضون الخضوع للقرار باعتباره قرارًا. “عشوائيًا”.
عمر العمر، أحد الطلاب المتضريين من القرار، قال لعنب بلدي، إن القرار “سيدمر مستقبله”، موضحًا أن تاريخ تخرجه من الجامعة سيكون في عام 2023 وتاريخ شهادة الثانوية العامة في عام 2022 مما سيضعه أمام مشكلة حقيقية في حال أراد التقدم لوظيفة بعد تخرجه.
وأضاف عمر أن موعد امتحانات الثانوية العامة يتعارض مع موعد امتحاناته الجامعية، كما أن التبليغ جاء قبل مدة قصيرة من موعد الامتحانات.
“حل المشكلة بخلق مشكلة أكبر”
نظم عشرات الطلاب في الجامعة وقفات احتجاجية رفضًا للقرار الصادر عن الجامعة، والذي يهددهم بالحرمان من شهادتهم الجامعية، رافعين شعار “لا يمكن حل المشكلة بخلق مشكلة أكبر”.
وتعود المشكلة التي ظهرت آثارها خلال العام الدراسي الحالي إلى أن الجامعة منحت “دينكليك” لأول دفعتين من الطلاب المسجلين في فروعها في شمال غربي سوريا مخالفة شرط تواجد الطالب في تركيا وامتلاكه إقامة أو بطاقة حماية مؤقتة، لكنّها امتنعت عن تعديل شهادة الطلاب المسجلين رسميًا في كلياتها خلال السنوات اللاحقة.
مجد الدين الشاوي، أحد طلاب الجامعة وعضو في الهيئة الطلابية لـ”اتحاد طلبة سوريا”، قال لعنب بلدي خلال مشاركته في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الطلاب، إن الجامعة تدعي أن القرار صدر لحل مشكلة تعديل الشهادة، لكنه خلق مشكلة أكبر بالنسبة للطلاب الذين يتوقع تخرجهم خلال العام المقبل.
واعتبر مجد أن القرار “غير منطقي”، فمعظم الطلاب قدموا امتحاناتهم الثانوية منذ سنوات، ولا يمكن إجبارهم على تقديم الامتحان مجددًا بعد ثلاث سنوات من دراستهم الجامعية.
وأُسست جامعة “غازي عنتاب” الحكومية عام 1987، في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، كما افتتحت الجامعة ثلاث كليات في ريف حلب شمالي سوريا بقرار من الرئيس التركي، نص على إنشاء كلية العلوم الإدارية والاقتصادية بمدينة الباب، وكلية التربية في عفرين، وكلية العلوم الإسلامية في اعزاز، في 4 من تشرين الأول 2019.
وتوفر الجامعة أقسامًا باللغة العربية، وهي: الاقتصاد، والشريعة، وإدارة الأعمال، والهندسة المدنية، ومعلم الصف، منذ عام 2015، بعد الإقبال الكبير من الطلاب السوريين على الدراسة فيها.
وتدعم تركيا العملية التعليمية في مناطق ريف حلب الشمالي، عن طريق وزارة التربية التركية، ومديريات التربية في ولايات الجنوب التركي (هاتاي، كلّس، غازي عنتاب).