أصدرت منظمة إنسانية تقريرًا يوضح أثر الغزو الروسي على أوكرانيا في ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية، في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة “حكومة الإنقاذ” ومناطق ريف حلب الخاضعة لسيطرة “الحكومة المؤقتة”.
وحذّر تقرير منظمة “ميرسي كوربس”، الصادر الأربعاء 13 من نيسان، من أن الآثار المتتالية للصراع في أوكرانيا تهدد بتفاقم انعدام الأمن الغذائي في شمال غربي سوريا، والذي يتصاعد بالفعل بعد عقد من الصراع وعدم الاستقرار الاقتصادي.
ويعاني أكثر من 4.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في شمال غربي سوريا، من قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، إذ شهدت المنطقة زيادة بنسبة 86% في أسعار المواد الغذائية خلال كانون الثاني 2022، مقارنةً بكانون الثاني 2021، بحسب التقرير.
ومنذ بداية الغزو الروسي ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية في شمال غربي سوريا، بنسبة تصل إلى 67% في المناطق التي تسيطر عليها “الإنقاذ” وبنسبة 22% في المناطق المسيطر عليها من قبل “المؤقتة”، وفقًا للمنظمة.
كما اقترن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، بنقص في مواد غذائية أساسية كزيت عباد الشمس، والسكر، والطحين في مناطق الشمال الغربي.
وزادت الاحتياجات الغذائية بنسبة 8.3% لكل دولار زيادة في أسعار الطحين، و6.2% لكل دولار زيادة في أسعار القمح.
وأوضح التقرير، أن أي زيادة في أسعار الوقود تزيد من تكلفة نقل الطعام، كما تقلل من قدرة المخابز على إنتاج الخبز، وذلك لأن احتياطيات الوقود في المنطقة كافية لتستمر لمدة شهر أو شهرين.
وقالت مديرة المنظمة في سوريا، كيرين بارنز، “حتى من قبل بدء الحرب في أوكرانيا، أسعار الخبز تتزايد بشكل لايمكن تحمله، والغالبية العظمى من القمح المستورد من تركيا إلى شمال غربي سوريا هو من أصل أوكراني، ولا يوجد في المنطقة إنتاج قمح محلي كافٍ لتغطية احتياجاتها من الخبز”.
وأضافت، “من عام 2021 إلى 2022، انخفض إنتاج القمح في إدلب من 700 ألف إلى نحو 33 ألف طن، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قلة الأراضي التي يمكن زراعتها بسبب قلة هطول الأمطار، واستمرار الصراع، وتلوث الأراضي”.
وارتفع مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو“، الذي يقيس التغير في تكاليف الغذاء العالمية شهريًا للسلع المختلفة، بـ 17.9 نقطة بين شباط وآذار، وهي من أعلى المستويات التي شوهدت في تاريخ المؤشر، وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وتعتبر منظمة “ميرسي كوربس”، مؤسسة غير حكومية إنسانية، موجودة في أكثر من 40 دولة حول العالم، ويعمل فيها أكثر من 5400 عضو، بدأت العمل في سوريا منذ عام 2008، وتقدم المساعدة الطارئة لتلبية الاحتياجات طويلة الأمد، كالمياه والغذاء والمأوى وخدمات الصرف الصحي، بحسب موقعها الرسمي على الإنترنت.