لا تزال مشكلة تلوث مياه حي السبيل، أحد أحياء مدينة درعا جنوبي سوريا، تؤرّق سكانه رغم محاولات المؤسسات المعنية التخفيف من آثار التلوث الحاصل بسبب اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب.
علا (25 عامًا) من سكان حي السبيل قالت لعنب بلدي، إن طفلها تعرض لتجفاف شديد إثر شربه المياه الملوثة، اضطرت على إثر ذلك إلى إدخاله المستشفى لمدة 15 يومًا، احتاج خلالها إلى معالجة التسمم بالأدوية و”السيرومات”.
وأضافت علا، طلبت عدم الكشف عن اسمها الكامل، أنه حتى بعد أن تخرج ابنها من المستشفى، طلب الطبيب الإشراف على ابنها في المنزل أيضًا إلى أن يتماثل للشفاء.
ولجأ معظم أهالي الحي لشراء مياه معدنية معقمة، كبديل عن المياه الملوثة، وأدى هذا الإقبال إلى فقدانها من بعض المحال التجارية، بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي في درعا.
وأضاف المراسل، أنه رغم توزيع مديرية المياه حبوب الكلور، فإن حجم التلوث أكبر من تعقيمه بهذه الآلية، موضحًا أن تلوث المياه بدأ منذ حوالي 20 يومًا.
وأمس، الثلاثاء، نقل مراسل قناة “سما” بدرعا عن مدير مؤسسة مياه درعا قوله، إن المصدر الرئيس للتلوث يعود لتقاطع خط مياه رئيس مهترئ مع خط صرف صحي مسدود، ونتيجة تعويم مياه الصرف الصحي، حدث اختراق لداخل مياه الشرب، مضيفًا أن المديرية ستعمل على تبديل الخط المهترئ.
وفي 7 من نيسان الحالي، أعلنت مؤسسة مياه درعا عن إجراء غسيل كامل لشبكة المياه في حيي السبيل والقصور، جرّاء تعرض العشرات من أهالي الحيين لحالات تسمم.
وطلبت المؤسسة من الأهالي ترك صنابير المياه مفتوحة، وإبلاغ المؤسسة عن أي حالة اشتباه بنوعية مياه الشرب التي تصل إلى المنازل.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، أن عشرات الحالات التي تشتكي من أعراض متشابهة، تتمثل بالمغص والإقياء المتواصل والإسهال وارتفاع الحرارة، توجهت إلى مستشفى “درعا الوطني” خلال الأيام الماضية.
كما أرجعت صفحة “محافظة درعا- الإدارة المحلية” حالات التسمم إلى تلوث في خط مياه الشرب في حي السبيل في شارع بنايات الشهداء، بسبب قِدم وتهالك خطوط مياه الشرب، واختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.
وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها مناطق سيطرة النظام أزمة مياه، إذ شهدت مدينة دمشق وأجزاء من ريف دمشق 1200 حالة تسمم، جراء تلوث المياه، في 16 من تشرين الأول 2021.
كما شهدت منطقة وادي بردى، مطلع عام 2020، عشرات حالات التسمم الناجمة عن شرب مياه غير صالحة للشرب، في المنطقة الأغنى بمياه الشرب في محافظتي دمشق وريفها.
–