تشكّل زراعة الزيتون أحد أهم الموارد الأساسية التي يعتمد عليها الأهالي في محافظة إدلب، إذ ينتظر الأهالي موسم القطاف ليجمعوا إنتاجهم الذي يعول عائلاتهم ماديًا، ويؤمّن جزءًا من مؤونتهم الموسمية.
ورغم أن زراعة الزيتون شكّلت جزءًا من هوية مدينة حارم شمالي إدلب، التي عُرفت بأشجار الزيتون الممتدة على معظم أراضيها الزراعية، اضطر المزارعون لاقتلاعها واستبدال أشجار العنب بها خلال السنوات الماضية.
مبررات اقتصادية
المزارع حسن الرجب (45 عامًا) قال لعنب بلدي، إنه في أثناء عمله على تثبيت عرائش حديدية خاصة بأشجار العنب بأرضه الزراعية، غربي مدينة حارم، قبل أربع سنوات، قام باقتلاع جميع أشجار الزيتون من أرضه الممتدة على مساحة خمسة دونمات.
وبرر حسن ذلك بالمساحة الكبيرة التي تتطلبها زراعة الزيتون، مقارنة بأشجار العنب، التي تعطي ثمارًا أكثر بثلاثة أضعاف باستخدام مساحة أقل، وفق تقديراته.
ويستفيد المزارعون من بيع أوراق العنب التي تستخدمها العائلات بكثرة لإعداد الأطباق التقليدية، كما تعطي إمكانية بيع حبات العنب الخضراء قبل نضوجها (الحصرم)، ضمانًا لربح أكبر، بحسب ما قاله حسن.
وأضاف المزارع أن مزارعي المدينة استفادوا كثيرًا من بيع حطب الزيتون بعد اقتلاع الأشجار، إذ بلغ سعر طن الحطب نحو 150 دولارًا خلال السنوات الأربع الماضية.
من جهته، أكّد المزارع جمعة الخالد (42 عامًا)، أن زراعة العنب قديمة، وشهدت تزايدًا خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أنه رغم ارتفاع تكلفة زراعة العنب، تبقى “تجارة رابحة” بالنسبة لمعظم المزارعين.
طبيعة الأرض.. عامل إضافي
المهندس الزراعي موسى أبو بكر، قال لعنب بلدي، إن مدينة حارم تعد منطقة رطبة ووفيرة المياه، لقربها من نهر “العاصي”، ما يسمح بزراعة العنب الذي يتطلّب كميات كبيرة من المياه.
وأضاف أبو بكر أن المزارعين ركّزوا مؤخرًا على زراعة العنب باعتبار مردوده المالي أعلى من بقية المحاصيل الزراعية التي كانت تُعرف بها المدينة مثل الزيتون والحمضيات.
ونفى أبو بكر خطورة اقتلاع أشجار الزيتون، إذ إن المناطق التي يتم اقتلاع أشجار الزيتون فيها واستبدال العنب بها، هي المناطق القريبة من نهر “العاصي” فقط.
ويقدّر الحد الأدنى من إنتاج شجرة العنب الواحدة بـ70 كيلوغرامًا، بينما انخفض انتاج الزيتون جرّاء أخطاء في “التشحيل” و”التقليم”.
وبحسب المهندس الزراعي، تعد زراعة العنب على عرائش الحديد هي الأفضل، باعتبارها تشغل حيّزًا أقل من الأراضي الزراعية.
كما تحمي الزراعة على العرائش ثمار العنب من المرض والإصابة بالفطريات، إلى جانب خطر الحيوانات القارضة والمواشي.
ويستخدم العنب في المربيات والدبس والعصائر والزبيب، كما يستخدم “الحصرم” في عصير الخل أو المخلل، ويدخل ورق العنب بأشهى المأكولات في المطبخ السوري.
–