أسعار الخضار تتضاعف في الرقة.. وتجار يبررونها بزيادة الطلب خلال رمضان
لم تضع سلمى الناصر (34 عامًا) من سكان مدينة الرقة، شمال شرقي سوريا، في حسبانها أنها ستدفع ضعف الثمن الذي اعتادته سابقًا لشراء الخضار كما خططت في أول أيام شهر رمضان.
قالت سلمى الناصر لعنب بلدي، إن أسعار الخضار ارتفعت بشكل مفاجئ، ما أثار حالة من الاستياء لدى سكان الرقة وذوي الدخل المحدود والناس البسطاء، لتردد عبارة “الناس منين بدها تاكل” عدة مرات.
يشتكي سكان الرقة الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” من ارتفاع مفاجئ في أسعار الخضار، تزامن مع بداية شهر رمضان، دون تدخّل واضح من “الإدارة” لضبط الأسعار في الأسواق.
بينما قال بعض الأهالي في استطلاع أجرته عنب بلدي في المنطقة، إنهم منذ أشهر لم يلاحظوا وجود عناصر التموين يتجولون في الأسواق، وإن الأمر تُرك للتجار في زيادة الأسعار والتحكم بها وفق أهوائهم.
اعتبر خليل مسلّم (40 عامًا)، من سكان حي الانتفاضة بمدينة الرقة، أن معظم السكان تفاجؤوا بالأسعار الجديدة للخضار، التي تضاعفت دون أي سبب مع أول أيام شهر الصيام.
ويرى خليل مسلّم أن غياب دور التموين في ضبط الأسواق، هو ما يحمل التجار على التحكم فيها وفقًا لـ”أطماعهم الشخصية ومبدأ الربح المضاعف دون أي حس بالمسؤولية” تجاه السكان.
وتضاعفت أسعار معظم الخضراوات في مدينة الرقة منذ بداية شهر رمضان، ليصل سعر الكيلوغرام الواحد من مادة البندورة إلى أربعة آلاف ليرة سورية، والخيار والباذنجان بنفس السعر، أما البطاطا فبيعت بـ2000 ليرة للكيلوغرام الواحد، والكوسا بـ3500 ليرة.
ووصل سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية إلى 3950 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار الصرف والعملات الأجنبية.
زيادة الطلب وراء الغلاء
أرجع صلاح العلي (40 عامًا)، وهو بائع خضار في شارع القوتلي بمدينة الرقة، ارتفاع أسعار الخضراوات بزيادة الطلب عليها من قبل السكان خلال أيام شهر رمضان.
وقال البائع الأربعيني لعنب بلدي، إنه باع في الأيام الثلاثة الأولى من شهر رمضان كمية من الخضار كان يحتاج إلى نحو أسبوع ليبيع ذات الكمية في الأيام التي سبقت هذا الشهر.
ويعيش في مدينة الرقة حوالي 800 ألف شخص يعاني معظمهم ظروفًا معيشية سيئة وأزمات اقتصادية مُتلاحقة، يرافقها انخفاض مصادر الدخل ومحدوديتها، وسوء إدارة للأزمات من قبل “الإدارة الذاتية” التي تسيطر على المدينة ومعظم جغرافيا الجزيرة السورية ووادي الفرات.
قال جميل محمد (50 عامًا)، وهو تاجر جملة في سوق “الهال” بمدينة الرقة، إن غلاء الخضار أمر خارج إرادة التجار لأن السعر ارتفع من المصدر، تزامنًا مع ارتفاع معظم المواد والبضائع خلال الفترة الماضية.
ولكن تاجر الجملة أقر بأن الزيادة بتضاعف السعر هو أمر غير مبرر، وأن ما دعا التجار لرفع السعر بهذا الشكل زيادة الطلب على الخضار مع بداية شهر رمضان.
وفي منتصف آذار الماضي، نقلت وكالة “نورث برس” المحلية عن عبد المجيد الساير عضو “مكتب الإحصاء والتخطيط” في “مجلس الرقة المدني”، أن نحو ثلث معيلي الأسر في الرقة وريفها عاطلون عن العمل.
وقال عضو في “اللجنة الاقتصادية ” داخل “مجلس الرقة المدني” لعنب بلدي، إن “مديرية التموين” تبحث عن آليات جديدة وإصدار لوائح وتسعيرات موحدة لضبط الأسواق التي تشهد تسيّبًا واضحًا، على حد وصفه.
وأضاف عضو “اللجنة”، الذي تحفظ على ذكر اسمه كونه لا يملك تصريحًا للتحدث إلى الإعلام، أن ضعف الرقابة التموينية من قبل مؤسسات “الإدارة الذاتية” و”مجلس الرقة المدني” وتهاونها مع التجار، “سمح بوجود نوع من اللامبالاة من قبل أولئك التجار واستغلالهم حاجة الناس”.
وانتقد مروان حمادة، رئيس “غرفة تجارة الرقة”، في تصريح لـ”نورث برس” خلال آذار الماضي، ضعف الرقابة التموينية، معتبرًا أن من واجب “مديرية التموين” في المدينة والأجهزة الرقابية الأخرى زيادة وتكثيف دورياتها على الأسواق المحلية.
وفي بداية تموز عام 2021، ذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن حوالي 90% من العائلات السورية تتبع استراتيجيات وأساليب تأقلم سلبية، للبقاء على قيد الحياة.
https://twitter.com/WFP_AR/status/1412045764264706054
وأوضح البرنامج الأممي، أن السوريين يلجؤون إلى تقليل كمية الطعام التي يتناولونها، بالإضافة إلى شراء كميات قليلة مما يحتاجون إليه، لافتًا إلى اتباع السوريين أسلوب الاستدانة، أي الاقتراض لشراء حاجاتهم الأساسية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :